الاستخدام الموسع للمروحيات الهجومية العراقية القادسية الثاني

أضف رد جديد
ايسوس العراق

الاستخدام الموسع للمروحيات الهجومية العراقية القادسية الثاني

مشاركة بواسطة ايسوس العراق » الأحد يوليو 27, 2014 11:19 pm

*نقلاً عن الاخ الرائد ع ا الذي بدوره نقله عن كاتب بولندي .
---
صورة
من المحتمل أن الاستخدام الواسع والشامل الأول للمروحيات الهجومية المضادة للدبابات في منطقة الشرق الأوسط ، كان خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات ، عندما كانت القوة الجوية العراقية مجهزة بطائرات سوفييتية نوع Mi-24A وMi-25 ، وأخرى فرنسية من نوع SA-342M Gazelle ، وسجلت الحرب نحو 118 اشتباك بين الطائرات المقاتلة والمروحيات ، ونحو 56 اشتباك بين المروحيات والمروحيات ذاتها . أستخدم العراقيين مروحياتهم في بداية الحرب لأهداف ومهام تكتيكية ضيقة ، أهمها العمل كمدفعية جوية أمامية forward artillery لإسناد المشاة والدروع وإطلاق النار على القوات الإيرانية المتقدمة . ثم ما لبثت أن تغيرت المفاهيم وأخذ العراقيين في استخدام طائراتهم في تشكيلة أوسع من المهام ، بما في ذلك مهاجمة الدروع الإيرانية ومقرات المشاة وبطاريات المدفعية ، وحتى الجسور . كما شاركت المروحيات في دعم مجموعات القوات المدرعة والدبابات العراقية ، وتوزيع الألغام والاستطلاع وحتى في الحرب الكيميائية chemical warfare حيث كانت كل كتيبة كيماوية تضم مروحيات .
ومع ذلك فقد بدا الاستخدام العراقي للمروحيات في بعض نواحيه ، متردداًً في توجيه ضربات للعمق الإيراني ، أو إيصال قوات الإنزال الخاصة للخطوط الخلفية لمواضع العدو . إذ أشارت العديد من التقارير خلال الحرب أن العراقيين كانوا يواجهون مشكلة جدية في اكتساب الأهداف والقتال خلال الأجواء السيئة أو في العمليات الليلية ، ربما نتيجة افتقادهم لمنظومات الرؤية الليلية night vision ، أو حتى عند عملهم في مواجهة قوات المشاة الإيرانيين المسلحين بمدافع آلية ومقذوفات كتفيه أرض-جو . فالخوف من المجازفة والمخاطرة بسقوط المروحية قيد كثيراً من العمليات الجوية تجاه المواضع الإيرانية ، خصوصاً الخطوط الخلفية منها . أما قدرة القتال والاشتباك مع الأهداف في المناطق المبنية أو في مناطق الأهوار marsh areas فقد كانت محدودة أصلاً لعدم تعود طياري المروحيات العراقية على هذا النوع من المهام القتالية . ولهذه الأسباب مجتمعة اتصف دور المروحيات العراقية تجاه الدروع الإيرانية بالمحدودية نوعاً ما ، فقد كان على هذه الطائرات أن تستخدم أسلحتها ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، تجاه أهداف متنوعة ، بما في ذلك المشاة والتحصينات ، وكان عليها أيضاً ، بسبب ضعف أداء بعض منظومات الصواريخ وأجهزة تصويبها من جهة والظروف التعبوية من جهة أخرى ، أن تطلق بضعة صواريخ (3-4 أضعاف العدد الفعلي المطلوب) لتصيب عربة أو هدف مدرع واحد ، فهذه الطائرات حقيقتاً لم تحقق إحتماليات قتل عالية kill probabilities تجاه الأهداف المدرعة الإيرانية . وربما فرضت تكتيكات المعركة والرغبة في توفير نيران داعمة وثقيلة لقوات المشاة الأمامية هذا النمط في أسلوب القتال على المروحيات العراقية ، وفرضت توجيه الكثير من الصواريخ المضادة للدروع للمضايقة و"الإزعاج" harassment أكثر منها لتسجيل حالة قتل مؤكدة . القضية الأخرى الأكثر أهمية التي شهدتها الحرب العراقية الإيرانية تمثلت في استخدام الطرفين لتكتيكات الإخفاء أو hull-down position بالنسبة لدباباتهم وعرباتهم المدرعة ، هذه ضاعفت في الحقيقة من صعوبة اكتساب والتسديد نحو الأهداف المستترة بالنسبة لطياري المروحيات .
صورة
أما على الجانب الآخر فقد كان سلاح الطيران الإيراني مجهز بالمروحيات الأمريكية الهجومية AH-1J Sea cobra أكتسبها في عهد الشاه ، لكن الكثير من هذه الطائرات كانت تفتقد لقابلياتها العملياتية operational capability ، خصوصاً في السنوات الأولى للحرب ، لذلك اتصفت أعمال هذه الطائرات في بداية الحرب بالصغر والمحدودية ، ولم تكن في واقعها قوة داعمة رئيسة . ومع ذلك فقد استخدمت القوات الإيرانية طائراتها من طراز Sea cobra تقريباً بنفس التكتيكات التي استخدم معها العراقيين مروحياتهم طوال مراحل الحرب ، وكانت الأولوية في الهجمات لتجمعات المشاة والخنادق والاستحكامات العراقية ومواضع حضرية مختلفة ، وأهداف دفاعية جبلية على الحدود الشمالية بين البلدين المتصارعين . شراهة الاستخدام الإيراني للصواريخ كانت للحد الذي استهلكوا معه الكثير من مخزونهم من قذائف TOW في السنة الأولى للحرب ، التي أطلقت من منصات أرضية وجوية . وعندما بدأت إيران في الحصول بسرية على الأسلحة من الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني (قضية إيران كونترا Iran-contra) في منتصف الثمانينات ، أعطى الإيرانيين الأولوية في الصفقة لصواريخ TOW ، والتي بالفعل استخدمت تجاه الدبابات والدروع العراقية كما شوهد بعد ذلك في معركة الهجوم على "الفاو" Faw في العام 1986 والهجوم على "مهران" Meheran في ذات السنة ، وكذلك الهجوم على مدينة البصرة Basra في العام 1987 . وأحتاج الإيرانيون لإطلاق أكثر من صاروخ من مروحياتهم لإصابة هدف معادي ، هذا الإسراف في الاستخدام عزاه الخبراء لسوء التدريب ومشاكل أخرى تخص مصاعب التشغيل ، فكان على مشغلي هذه المنظومات إطلاق مقذوفاتهم تجاه أهداف "غير مستحقة" أو قبل تأكيد عملية التصويب والتهديف عليها .اشتباك المروحيات الأول حدث بتاريخ 7 سبتمبر من العام 1980 ، عندما عبرت الحدود الإيرانية الجنوبية خمسة مروحيات عراقية من نوع Mi-24 لمهاجمة موقع حدودي إيراني ، قامت على أثر ذلك طائرات سلاح الجو الإيراني IRIAF بالاشتباك مع التشكيل العراقي ، ونجحت في إسقاط طائرة مروحية واحدة ، لتسجل هذه الحادثة أول اشتباك جوي engagements بين طائرات مقاتلة إيرانية ومروحيات هجومية عراقية ، وتبدأ بعدها الحرب بأيام . هذه الحرب التي امتدت على طول ثمانية سنوات (1980-1988) سجلت أيضاً ما يمكن اعتباره أول اشتباك جوي أو مبارزة بين المروحيات المضادة للدبابات في التاريخ العسكري ، كان ذلك في شهر نوفمبر 1980 قرب مدينة ديزفول Dezful . فبعد تقدم زوج من مروحيات Mi-24 العراقية ، تصدت لها مروحيات AH-1J Sea Cobras الإيرانية ، وحدث اشتباك جوي مذهل ، جرى بواسطة صواريخ TOW المضادة للدروع ، وأسفر عن تدمير مروحية إيرانية ، و تدميرمروحية عراقية و تضرر الأخرى نتيجة الإصابة ، ثم ما لبثت هذه أن سقطت هي الأخرى على مسافة 10 كلم من موقع الاشتباك ، وهبطت الطائرات الإيرانية في موقع التحطم لأسر الطيارين الذين نجوا من الموت . سجل المواجهة بين المروحيتين Mi-24 وSea Cobras تكرر بتاريخ 21 أبريل ليتكرر نفس المشهد قرب مدينة "بنجوين" Panjewin وتسقط مروحيتين عراقيتين بدون أي خسائر إيرانية
في تاريخ 14 سبتمبر 1983 انتزع العراقيون المبادرة وأسقطوا بطائراتهم Mi-24 مروحيتان Sea Cobra قرب مدينة البصرة ، بعدها بتاريخ 5 فبراير من نفس السنة تم إسقاط أربعة مروحيات إيرانية أخرى من نفس النوع وبالمروحيات Mi-24 أيضاً . وفي 25 فبراير هاجمت مجموعة من المروحيات العراقية من جديد لتسقط ست مروحيات إيرانية .. الاشتباك الأخير حدث في 22 مايو بين مروحيتي Mi-24 ومروحيتي Sea Cobra ، واستطاعت المروحيات العراقية خلال هجومها ، إسقاط طائرة إيرانية واحدة وهروب الأخرى .
و سجل العراقيون بعد نهاية الحرب أن المروحيات العراقية من طراز Mi-25 و Mi-24 و Gazelles أسقطت خلال مجمل سنوات الحرب عدد 53 مروحية إيرانية مختلفة ، بما في ذلك أنواع مثل Bell AB 204 وBell AB 212 بالإضافة لأعداد من Sea Cobra .
و الاشتباك الأبرز ، في تاريخ الحرب ، بتاريخ 27 أكتوبر من العام 1982 إسقاط طائرة مقاتلة إيرانية من نوع F-4D Phantom قرب منطقة "عين هوشة" Ain Hoshah ، بواسطة صاروخ مضادة للدروع من نوع Swatter At-2 أطلق من مروحية Mi-25 ( مؤلف كتاب بولندي متخصص يؤكد أن عملية الإسقاط تمت بواسطة نيران المدفع الرشاش للمروحية )
الخبراء الروس درسوا نتائج هذه الاشتباكات ، وتحدثوا عن أن النتائج ارتبطت بالدرجة الأولى بالموقف والظروف المحيطة بالاشتباك ، وكذلك بمهارة وخبرة الطاقم . فإذا كان طيارو Sea Cobra محظوظون بما فيه الكفاية لاكتشاف مروحيات Mi-24 أولاً ، فإنهم سيبادرون لاستخدام صواريخهم الموجهة TOW وإصابتها . أما إذا حدث العكس وكانت المبادرة للمروحية Mi-24 في الرصد وحدث الاشتباك مباشرة وجهاً لوجه ، فإن المروحية Sea Cobra ستواجه مشكلة في الهروب والتملص ، وعليها أن تناور بحدة maneuvering sharply لمنع طاقم Mi-24 من التصويب والتهديف عليها بدقة ، ولذلك حرص الخبراء الروس على نصيحة الطيارين العراقيين عند الاشتباك مع المروحيات الإيرانية الأكثر رشاقة ، ضرورة الارتقاء لارتفاع 1000 م ثم الغوص مرة أخرى نحو المروحية الإيرانية ومحاولة النيل منها من المؤخرة .
* ملاحظة :- هذه المقالة مقتبسة من كتاب عن الحرب العراقية الإيرانية لكاتب بولندي .


صورة العضو الشخصية
عاشق الرافدين
Sergeant - Arif
Sergeant - Arif
مشاركات: 219
اشترك في: الثلاثاء إبريل 24, 2012 12:21 am
مكان: بغداد
اتصال:

Re: الاستخدام الموسع للمروحيات الهجومية العراقية القادسية ال

مشاركة بواسطة عاشق الرافدين » السبت أغسطس 23, 2014 7:57 pm

شكرا لك على المعلومات القيمة (اخ ايسوس ) عن الطائرات المروحية والاشتباكات الجوية ....... تحياتي وودي
أنــا عاشـــــــــق الرافـــــــــديـــــــــــن

أضف رد جديد

العودة إلى “Army Aviation طيران الجيش العراقي”