صفحة من يومياتي في حرب 1973

مشاة و دروع و قوات خاصة
الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

صفحة من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 6:56 pm

تجمعنا حول جهاز الراديو الذي اذاع نبأ اندلاع المعارك على الجبهة المصرية...وكنا في تدريبات خارج معسكراتنا الدائمية في منطقة المسيب قاطع اللواء المدرع السادس ...دب الفرح بيننا....لااعلم لماذا؟ الذي شعرت به اننا سنقاتل العدو الصهيوني . وكنا نعلم ان مشاركتنا في هذه الحرب حتمية لما يتمتع به هذا اللواء من مشاركات قومية ابان معارك حزيران 1967...وبدون اية اوامر بدانا بتحضير دباباتنا ورزم
العفش ...تمر الدقائق وكأنها ساعات ننتظر اعلان العراق المشاركة ..دبت بيننا نقاشات متنوعة حول المعركة احد اصحابي اخرج صورة خطيبته وقال الحمد لله وافق اهلها اخيرا على الزواج قد لا اراها مرة اخرى الله كريم....تنطلق الاناشيد القومية من المذياع ونحن نردد معها (مرحبا يا معارك المصير) و(اصبح عندي الان بندقية) .....وللحديث بقية والسلام.........
ا
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\2 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:05 pm

نهار السابع من تشرين الاول 1973...لم تسكن الحركة في هذا اليوم المشكلة ان الامر الانذاري للحركة لم يصدر بعد رغم قناعتنا الاكيدة بانه سيصدرحتما واعود واقول انها البشرى والشعور الغامر بالفرح حسبنا حساب كل شىء الماء-الوقود-الارزاق الجافة---تنظيف الاسلحة --مدافع الدبابات--بالاضافة الى العجلات بالمناسبة ذهبت الى حلاق الوحدة وطلبت منه ان يحلق شعري واخذ يولول ويصيح (لك يامعود هاي وكتها هسة) فقبلته واصريت ان احلق راسي ففعل مشكورا- اركز على صوت المذياع ينساب في راسي (جيش العروبة يابطل الله معك---ما اروعك-مااعظمك-مااشجعك- مأساة فلسطين تدفعك نحو الحدود--حول لها الالام بارود في مدفعك)تصدح بها ام كلثوم وتتجج المشاعر القومية ياالهي متى نتحرك؟؟ تمر اللحظات بطيئة جدا---ذهبت الى حانوت الوحدة لأجد زملائي يلتفون حول الطاولة التي وضع الراديو في وسطها هجمت عليهم غاضبا لماذا لم تنادون عليَ البيانات تتوالى من الجبهة المصرية (سقوط الطائرات الاسرائيلية واحدة تلو الاخرى)في سماء المعركة اسر اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيليين تدمير عشرات الدبابات المعادية مشاركة الطائرات الحربية العراقية (السيخوي)في تنفيذ الضربات الاولى للمعركة وضرب خط بارليف المنيع وتتلاشى اسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي (لبيك ياعلم العروبة كلنا نحمي الحما) كنا ننشدها صغارا في مدرستنا المتوكل الابتدائية والان تصبح حقيقة ونذهب ونقاتل الاعداء افكار بدات تدور في راسي قطعها صوت بوق التجمع لنتراكض سريعا نحو الساحة الرئيسية للمعسكر ليعلن بعد قليل الأمر الانذاري للحركة....وللحديث بقية يااخوتي الاعزاء..

ا
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\3 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:10 pm

الثامن من تشرين الاول 1973......مر علينا ليل طويل لا اتذكر اني نمت الا ساعات قليلة واين نمت؟؟ داخل الدبابة بعد جهد فكري طويل وانا اناشد كل الاجزاء الداخلية من الاجهزة الاسلكية الى الرشاشات الفارغة من العتاد واماكن رزم عتاد المدفع الثقيل وحتى زمزميات الماء متى نشارك في المعركة؟؟وكيف نستخدم هذه وتلك؟؟؟ وجائني شريط من المعلومات السريعة لكل ماتعلمته في هذه الدبابة الرائعة (تي 55) الروسية الصنع وكان رقمها العسكري (36396)وكان شعارها (3-1 ادم)اي الرعيل الثالث من السرية الاولى دبابة العريف الاقدم...لاادري كيف غفوت ونمت؟؟ على كل حال نهضت صباحا فيه لسعة برد تشرين وهذا لايهم فنحن شباب تدربنا سنين لتحمل كافة الظروف الجوية الصعبة(مطر-برد-حرشديد-عواصف ترابية) لا شىء يثنينا عن اداء الواجب العسكري في اي وقت...بعد فطور بسيط(شوربة عدس+شاي) كان كل شىء لذيذ حتى الصمون المصنوع من طحين الاذرة المحمص اليابس كان لذيذا بحق...ناديت على زميلي( طالب محمد) شنو الاخبار فقال ربما نتحرك اليوم!!!فقد سمعت من الضباط انهم ينتظرون ناقلات الدبابات التي ستصل في اي وقت لتحميل دبابات الكتيبة والذهاب بها الى الجبهة في سوريا..وبدانا في الادامة اليومية للدبابات وتصليح بعض العطلات البسيطة وتكملة النواقص ان وجدت...انشئت على عجل اذاعة ميدانية ومكبرات صوت من قسم التوجيه السياسي لسماع اخبار المعركة (تتقدم القطعات المصرية الباسلة داخل شبه جزيرة سيناء وتسحق فلول العدو الصهيوني المنهارة وتقتل وتأسر اعداد كبيرة منهم) وصوت فريد الاطرش (شعبنا يوم النداء فعله يسبق قوله لاتقل ضاع الرجاء ان للغاصب جولة - قل لهم اين المفر ؟ لا لعدوان مقر قد تأخينا هلالا وصليبا وتلاقينا قريبا وبعيدا)وصوت ام كلثوم ( اصبح عندي الان بندقية - الى فلسطين خذوني معكم - الى رُبأُ حزينة كوجه المجدلية الى القباب الخضر والحجارة النبية ) و( دع سمائي فسمائي محرقة دع مياهي فمياهي مغرقة اترك الارض فأرض الصاعقة)
تصدح بها حنجرة الفنانة الثورية (فايدة كامل)....حتى بعد الظهر لم تاتي الناقلات...وصدرت الاوامر ان نتحرك بالدبابات على السرف فتعجبنا من الامر لاننا تدربنا على سياقات ثابتة ان لاتسير الدبابة مسافات طويلة الا في ساحة المعركة ولمسافات معدودة ولكن (دمشق العزيزة )مهددة بأجتياح من العدو الصهيوني ولابد الاسراع في نجدتها
الناقلات ذهبت الى تكريت لتحمل دبابات اللواء المدرع12 البطل كأسبقية أولى ونحن نتحرك بالدبابات على محور-مسيب-فلوجة-رمادي- منطقة ال160 لحين عودة الناقلات الفارغة لتنقلنا الى الجبهة السورية وكان قرارا سياسيا صائبا بعد طلب السفير السوري في بغداد التعجيل بحركة القطعات العراقية لان دمشق باتت تعاني من ضعف في الجبهة ولم تصل اليها اي امدادات من الدول العربية سوى العراق العظيم الذي سخر( كل شيء من اجل المعركة )ويأتي صوت بغداد ( لبيك ياعلم العروبة كلنا نحمي الحما- لبيك واجعل من جماجمهم لك سٌلما-- لبيك ان عطف اللواء سكب الشباب له الدماء-- وللحديث بقية اخوتي الاعزاء والسلام..
ا
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\4 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:14 pm

التاسع من تشرين اول1973....تحركت بدبابتي لاتخاذ تشكيل الحركة مع الدبابات الاخرى للسرية الاولى وكان نوع التشكيل هو الرتل اي دبابة خلف دبابة وعلى جانب الطريق الترابي تم رصف الدبابات تمهيدا لبدأ الحركة...امتزج التراب الذي خلفته حركة الدبابات مع ريح الصباح البارد تعطر به كل من كان في المكان وكأنه تعميد من الارض الطيبة ارادت به تزيين وجوهنا قبل الذهاب الى المعركة شعورٌ انتابني ان النصر آت انشاء الله ..نتبادل التحيات بيننا حتى الذي كان زعلان من زميله بالامس اصبح يقبله ويعتذر منه (الله اكبر) هل جاء العيد مبكرا؟؟ وجوه مستبشرة الى ربها راضية (وعجت بقلبي دماء الشباب- وضجت بصدري رياح اخر-واطرقت اصغي لوقع الرعود- وهب الرياح وصوت المطر) ..الساعة الان السادسة وعشرة دقائق صباحا تحركت الدبابة الاولى لتتبعها باقي دبابات السرية وكلنا نحسد هذه الدبابة المقدمة لانها دبابة القيادة التي لها الشرف في توجيه جميع الدبابات والتي تستلم الاوامر من القيادة الاعلى قبل ان تمررها الينا ..تحركت بكل زهوً رافعةً مدفعها الى الاعلى وكأنها تطلب الدعاء من الباريء عز وجل ان نصل ونشارك في المعركة بدون اي حادث ..جاء دوري في الحركة وبعد التوكل على الله تحركت بدبابتي لاضعها على الطريق الرئيسي المفروش بمادة النفط الاسود وكأنه ثعبان طويل اسود ممتد الى الفلوجة ...لو استخدمت كل التعابير والمفردات الكلامية لم استطع وصف حالة الزهو والسعادة التي انتابتني وانا اقود هذا المارد الجبار الثقيل وزناً (40 طن) بكل معداته لسحق العدو الاسرائيلي..السرعة محددة حسب الاوامر من 15كم الى 30كم بالساعة لان سرعة الدبابة القصوى 45كم بالساعة....بعد مسير طويل نتوقف وقفات قصيرة لاغراض الفحص والاملاء وتناول وجبات الغذاء التي تُحضر لنا في المطابخ السفرية المرفقة مع السرايا المتحركة بالاضافة الى الضيف الدائم (الشاي)الذي لاتخلو اي دبابة من القوري الفافون والاقداح والشاي والسكر ..كنا (نخدر الشاي)على (الكزوز) العريض للدبابة وكم كان شهيا ونحن نرتشفه مع السكارة ..يرافقني جهاز الراديو الذي اخذته من زميلي ولااستطيع ان اسمع اي شيء منه مادامت الدبابه في حالة المسير وصوتها القوي المعربد لولا ارتداء القلنسوة المخففة للصدمات لااسمع فيها الا وشوشة الجهاز الاسلكي وصوت (ن ض عزيز) آمر الدبابة لابلاغي بالوقوف او التحرك ....وصلنا الى اطراف الفلوجة من الناحية اليسرى لنهر الفرات لنتوجه يسارا نحو ناظم الورار فسلكنا جانب الطريق العام نحو الرمادي فنشاهد بين حين واخر مرور الناقلات المحملة بدبابات اللواءالمدرع12البطل فنلوح بايدينا تحية للاشاوس الذين يتسلقون ظهورها ونحسدهم لانهم سيصلون قبلنا ونصيح باصوات قوية نحن ورائكم آتون ان شاء الله ( راجعين بقوة السلاح -- راجعين نحرر الحماه---راجعين كما رجع الصباح--من بعد ليلة مظلمة ) و(مرحبا يا معارك المصير--مرحبا ياعوادي الزمن-شعبنا العريق مزق الكفن--وهبت الاسود تطارح المحن--مرحبا--مرحبا يامعارك المصير)) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء......
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصقحة\5 من يومياتي في 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:17 pm

العاشر من تشرين اول 1973..تواصل المسير على السرفة في طريق ترابي بجانب الطريق العام لكي لايتأثر التبليط بالدبابات المجنزرة..وكنا نسير منذ بزوغ الفجر حتى منتصف الليل عدى الوقفات بين مسافة واخرى ووقفات الاستراحة للتزود بالماء والغذاء او التزود بالوقود...وننام ليلا (5)ساعات فقط ..هكذا جائتنا الاوامر...تمر الى جانبنا انواع المركبات(تناكر الماء او الوقود---مركبات عسكرية تحمل جنود المشاة--ناقلات تحمل الدبابات--حتى الجهد المدني شارك بالامدادات والكل متجه صوب (دمشق) جهد عظيم من العراق يتوجه الى المعركة المصيرية...جائتنا الاخبار ان الدول العربية المصدرة للنفط استخدمت (النفط سلاح في المعركة) باقتراح من العراق فقطعت الامدادات النفطية للدول التي تساند الكيان الصهيوني ( على قدر اهل العزم تأتي العزائم --- وتأتي على قدر الكرام المكارم )
( وتعظم في عين الصغير صغارها----وتصغر في عين العظيم العظائم )
( قومٌ اذا استخصموا كانوا فراعنة -----يوما وان حكموا كانوا موازينا )
(ان الزرازير لما طار طائرها -------توهمت يوما انها صارت شواهينا )
شريط من الذكريات يمر بخاطري مر السحاب وانا اقلب صفحات الطفولة في مدرسة المتوكل الابتدائية للبنين في منطقة باب الشيخ حيث كنا نصطف في الساحة المدرسية لبيت قديم في احدى ازقة باب الشيخ القديمة...ليقف في وسط الساحة مدير المدرسة انذاك(الاستاذ احمد العاني) والذي كان يتمتع بقامة طويلة ومنكبين عريضين وصوت يزمجر كصوت الاسد مهيب الطلعة نفر من امامه كالقطعان اذا حادها الذئب..والكل في صمت تام يطلق الايعاز العسكري الاول (ثابت) فنبرز الصدور الى الامام ونضع الايدي الى الخلف بحركة نشيطه وسكون تام ويطلق الايعاز الثاني (استاعد ) فتدمدم الارض تحت وقع اقدامنا وتهتز الجدران حين نطبق حركة الاستعداد بقوة ويأتي الايعاز الثالث (استريح ) فنطبق الحركة بقوة اكبر...حتى اذا اطمئن الى حركاتنا ونشاطنا ..جاء ايعاز (النشيد ) فتنطلق الحناجر ( لاحت روؤس الحراب-- تلمع بين الروابي--هاكم وفود الشباب-- هيا فتوة للجهادي---يا امنا كفي الدموعا --وانتضري للرجوعا ---نادت بلادي جميعا --هيا فتوة للجهاد ...) ترعرعنا على هذا السياق لمدة ستة سنوات متتالية وهو عمر الدراسة الابتدائية لانتعب ولا نكل ونتغذى الروح الوطنية من افواه المعلمين وحكايتهم الجميلة عن تأريخ العراق العظيم...وصلنا الى ( ناظم الورار) حيث استطعنا ان نعبر ونتجه الى محور (رمادي--المحمديات-- الرطبة ) استقبلنا حشد من الطلاب والطالبات يصفقون ويهزجون اهازيج الفرح ويلوحون بأيديهم الينا مودعين ( حلو يامجد يامالي قلوبنا --حلو يانصر ياكاسي رايتنا-- حلو ياوحدة يا جامعه شعوبنا-- حلو يااحلى نغم في حياتنا--يانغم ساري من المحيطين ---من مراكش للبحرين) فتزداد المعنويات حدها الاقصى وتنحبس الدموع في مأقيها وانا انظر الى اهلي وصحبي يقفون امامي مودعين......وللحديث بقية اخوتي الاعزاء .....
ا
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\6 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:19 pm

الحادي عشر من تشرين اول 1973...يستمر التقدم وبين حين وأخر تمر الطائرات المقاتلة العراقية فوقنا وتؤدي التحية لنا وتحوم حولنا للحماية من الطائرات المعادية ..تم استلام العتاد وبدأنا بالاملاء والرزم وتعبئة جميع مخازن الرشاشات المثبتة بالدبابات ورغم التعب وثقل عتاد المدفع استطعنا ان ننجز المهمة بوقت قياسي قل نضيره في الجيوش الاخرى الم اقل لكم انها طاقات لاتعرف المستحيل ( ايها السائل عن راياتنا لم تزل خفاقة في الشهب-- تشعل الماضي وتطفيءناره عزت الشرق ومجد العرب-- سيرانا الدهر نمضي خلفها وحدتا مشدودتا باللهب--- امم شتى ولكن العُلا جمعتنا امة يوم النداء --يوم النداء) وصلنا ليلا الى منطقة (160)كم وهي المسافة المقطوعة من الرمادي وانتشرت الدبابات لتاخذ مأوى ليلي حتى الصباح لحين وصول الناقلات العائدة من الجبهة والتي نقلت اللواء المدرع 12 بكامل قوته القتالية الى اطراف دمشق..اي ليل طويل سيمر علينا ونحن ننتظر هذه الناقلات بفارغ الصبر لتنقل دباباتنا الى ارض المعركة...بدأنا بتحضير وجبة العشاء والشاي وتجمعنا حلقات كل زمرة امام دبابتها نقلب المذياع ونسمع البيانات العسكرية والاناشيد الحماسية ..( أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا--انتركهم يغصبون العروبة مجد الابوة والسؤددا--وليسوا بغير صليل السيوف يصيغون صوتا او صدى )و(اصبح عندي الان بندقية--اصبحت في قائمة الثوار --افترشت الاشواك والغبار وألمس المنيه--انا مع الثوار انا مع الاحرار من يوم ان حملت بندقيتي صارت فلسطين للاحرار قضية---ياايها الثوار --في القدس --في بيسان--في الاغوار--حيث كنتم ايها الاحرار تقدموا --تقدموا--الى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية )و(وكان بيانه للهدي سبلاً--وكانت خيله للحق غاباً--وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا امرة الارض اغتصابا- وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا--وما استعصا على قومٌ منالٌ--اذا الايمان كان لهم ركابا-- ابا الزهراء قد جاوزتُ قدري--بمدحك بيد ان لي انتسابا ) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء...
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\7 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:23 pm

الثاني عشر من تشرين اول 1973...وصلت صباحا مجموعة من ناقلات الدبابات العائدة من الجبهة وكانت على نوعتين الاولى المانية (يونيماك) والثانية روسية (كراز)
ولسوء الحظ ان تكون الروسية من نصيب دبابتي فهي ضخمة الشكل وبطيئة الحركة وكثرة العطلات التي تصيبها على كل حال ---ركبت دبابتي وقمت بتحميلها على ظهر الناقلة التعيسة وقمنا وزملائي برزمها بواسطة سلاسل متينة اعدت لهذا الغرض وبعد الانطلاق على الطريق العام بأتجاه الرطبة--فالحدود العراقية -السورية ..
ركب زملائي جنب سائق الناقلة في الامام واصريت ان ابقى على ظهر دبابتي يرافقني جهاز الراديو لاسمع منه أخبار الجبهة وأناشيد المعركة--بعد ساعات قليلة خلا الشارع العام من المركبات تقريبا وبين حين واخر تمر بنا او تسبقنا مركبه او ناقلة والسكون سيد المكان عدى صوت محرك الناقلة ..تمتد الارض على مرمى البصر تلال متفرقة هنا او هناك وارض واسعة جرداء والشارع العام ضيق نسبيا لايسع الا مركبتين وفيه كثير من المطبات نتيجة مسير المركبات الثقيلة عليه مما ترك اخاديد واضحة بين ثناياه..التفت الى الوراء وحبست دمعة وتذكرت امي واخوتي وبدات اناجيهم بكلمات الوداع وهم لايعرفون عني اي خبر (بالاذاعة اسمعنه طاري الموت مر بيكم واجينه
ولا عتبنه ولا حجينه
والف ياعيني بوداع الاهل من ودعونه
اموادع الحب الحبيبه وبالملبَّس غركونه
صرنه غناوة محبه
شايب بدشداشه هوس
روح بويه مسافرين وداعة الله وياكم
صرنه سالوفة محبه
هاي تتباهة بابوهه وذيج تتباهه باخوهه
وذيج طفله تركض عل رصيف بيوم شافت فوك دبابه ابوهه
عيني ياجيش العراق
مسلح بفكر وعقيده
عيني ياجيش الكرامه
سعود وحميد وفاضل
اتحزمو بحزام موت وسوو الدمعه ابتسامه
ومصر هي الي تشهدلنه
ودمنه فوك الكاع صارلهم علامه
وسوريه هيه الي تشهدلنه
ولاسماهم لكل الاطفال بلا بطايق شافو اطفال الكرامه
عيني ياجيش العراق
ولك يابريد الريح اخذ مني رسايل للمعارك
وبالرسايل... والده توصي ابنه...
يمه زفيتك الكاعك , وانه اريدك لو تضل بيهه حبيييييييييييييييب لو ترد لي شهيد
يبني يبني. هاك هذا الجرغد اخذه
يمه وشده على النطاق يمه سوي الحزن عيد
يمه سوي الغيره مهره والي يسوي الغيره مهره يوصل الدرب البعيد
والله اكطعك بالهلاهل من ترد لي شهييييييييد
عيني ياجيش العراق
يمه عمري وياك سافر من جديد
يمه يمه....... يمه احلم بيك كل ليله واشوفك
وتدري بطبع الوالد من تحلم بابنه تصير دمعته بريييييييييييييييد
عيني ياجيش العراق
يمه وعيونك مكيفة حتى خيك بالعكد كاعد يغني
مرحبا يامعارك المصير مرحبا يامعارك المصير
يمه وما يصير الغرك الدمعات بمية الهلاهل ما يحير
الكتب بالرشاش جلمات القضية ما يحير
السَوَّه درب العار مرجع للكرامة ما يحير
مرحبا يامعارك المصير
يمه وهذا طبع الشعب لو حب الحياة يصير عنده الموت عيد
ويصنع النصر الجبير
وهله بيهم
ازلام ديرتنه النشامى هله بيهم
انخلط دم السوري ويه دم الفدائي
انخلط دم المصري ويه دم العراقي
هله بيومك هله ياجيش العرب
هله يامحزم بغيره هله يرباب المضايف
هله يرباب الكصب
ما يكفي الحجي بسطور الجرايد --الجرايد
من يثور الدم حطب
هله ياجيش العرب
طبعك بكل ظلمه ضي امشي ما طول العمر لساعة حي
امشي واسحك عل الجروح
والي يسحك عل الجروح يحس حتى الشمس فَيّ
فاير انته خلي يمر العطش بيك
ومن يمر العطش بيك صيح للجندي لكبالك ياله خَيّ
نمشي بدروب الكرامه والي يدافع عن كرامه يشرب من النار مَيّ
عيني ياجيش العراق ) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء....









فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة/8 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الأحد يناير 20, 2013 7:25 pm

الثالث عشر من تشرين اول 1973...نستمر بالمسير بعد اصلاح عدة عطلات اصابت الاطارات فكنا ننزل الدبابة من الناقلة ثم نقوم برفع الناقلة بواسطة (جك)كبير عندها نغير الاطار ثم نقوم بحمل الدبابة فوق الناقلة عملية تكلفنا كثير من الجهد والوقت مما ادى الى تاخرنا عن الناقلات الاخرى .تتصف اجواء الصحراء بكونها حارة نهارا باردة ليلا ..فعندما تشرق شمس الصباح وترسل اشعتها الذهبية الى هذه الارض المترامية الاطراف ويظهر سحر الكون العظيم وسبحان الله الخالق العظيم فلا يستطيع اي فنان كبير ان يجسد روعة هذا المنظر الخلاب .لازلنا نرتدي الملابس الصيفية فلم يحين التوقيت بعد لارتداء الملابس الشتوية والذي يصادف 15\10 من كل عام وهناك سياق ثابت تتميز به فرقتنا (الفرقة المدرعة الثالثة )وهي اقدم الفرق العسكرية العراقية هذا السياق هو رفع اكمام قميص البدلة العسكرية الى مسافة اربع اصابع فوق (عكس ساعد اليد) سياق وضعه السيد قائد الفرقة العميد الركن ( اسماعيل تايه النعيمي ) وكان يحرص عليه اولا قبل الاخرين ويا ويل من يشاهده ولم يطبق هذا السياق فالعقوبة مصيره حتما .لذلك ترى جميع سواعدنا وايدينا سمراء من تاثير اشعة الشمس الحارة. تذكرت ذالك وانا ارفع اكمام قميصي العسكري الى مسافة اربع اصابع فوق مفصل الساعد ..انتدب قائد الفرقة لقيادة القطعات العسكرية العراقية بالتنسيق مع القيادة السورية وانيطت قيادة الفرقة المدرعة الثالثة الى العميد الركن (محمد فتحي الجنابي ). زارنا آمر اللواء المدرع السادس ونحن نصلح اعطاب الاطارات للناقلة فنزل من العجلة (كاز قيادة ) الروسية الصنع ونحن واقفين بالاستعداد التام وسأل عن احتياجاتنا بعد ان قدمنا انفسنا اليه واحد تلو الاخر(الرقم__الاسم__الكتيبة_ _السرية ثم الرعيل ) سياق نتبعه عند تقديم انفسنا الى اي ضابط او آمر عسكري لايعرفنا طلب منا اخذ الحيطة والحذر لوجود غارات معادية تستهدف الارتال العسكرية المتوجه الى الجبهة.ودعنا بعد ان اعطانا (جلكان ماء ) كنا في امس الحاجة اليه ..استمرينا بالمسير وجلست انا خلف الرشاشة (دوشكا )المثبتة فوق البرج وبدات اراقب الاجواء والاحظ اي حركة تصدرمن هنا او هناك واشاهد بعض الحيوانات البرية مثل (الارانب والثعالب والصقور)التي تحوم في المنطقة صمت يخرقه صوت فيروز من المذياع تنشد( وطني سمائك حلوة الالوان-- وربوع أرضك عذبة الالحان_هذي الملاعب بالمنى وشيتها وكسوتها حللاً من الاغصان )و(لاجلك يا مدينة الصلاة اصلي _لاجلك يامدينة المآذن _ يازهرة المدائن ياقدس _ياقدس __عيوننا اليك ترحل كل يوم__تدور في اروقة المعابد _تعانق الكنائس القديمة__وتمسح الحزن عن المساجد ) ... وصلنا ليلا الى مدينة الرطبة وكلنا امل الحصول على اطارات جديدة للناقلة التي احترق اطارها فدخلنا احد الفروع بجانب جامع المدينة تجمهر الصبية حولنا وهم يشاهدون الدبابة للمرة الاولى في حياتهم فاَخذوا يطرحون الاسئلة علينا وقاموا بتحيتنا وجلبوا العشاء والشاي من بيوتهم لم نجد مايسعف طلبنا فقمنا بالاتصال واخبرونا ان ننتظر حتى الصباح لجلب الاطارات وهكذا نمنا حتى الصباح ......وللحديث بقية اخوتي الاعزاء.....
فداء الوطن

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: الصفحة/8 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة TangoIII » الأحد يناير 20, 2013 9:05 pm

مساهمة جميلة... تشكر عليها و ننتظر المزيد... لكن موقعها ليست في هذه الحقبة الجيش العراقي في العهد الملكي لغاية عام 1958 ونحن نتحدث هنا عن حرب تشرين 1973... على الأدمين نقل هذه المشاركة الى مكانها الصحيح... مع التقدير

صورة العضو الشخصية
Khalid
Lieutenant General - Fareeq
Lieutenant General - Fareeq
مشاركات: 204
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2010 10:02 pm
مكان: Egypt
اتصال:

Re: صفحة من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة Khalid » الاثنين يناير 21, 2013 12:26 am

تم دمج جميع الصفحات في موضوع واحد و نقلها الى القسم المتعلق بها

شكراً جزيلاً على الموضوع الشيق :)
Ethics, Faith, Courage.

صورة العضو الشخصية
التوبوليف العراقية
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 2761
اشترك في: السبت نوفمبر 27, 2010 6:29 pm
مكان: Dubai - UAE

Re: صفحة من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة التوبوليف العراقية » الاثنين يناير 21, 2013 12:01 pm

بارك الله بك على هذه المشاركة الجميلة وعلى اسلوب السرد الاكثر من رائع ..
المعرفة تسبق النصر، والجهل يسبق الهزيمة

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\9 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الثلاثاء يناير 22, 2013 6:11 pm

الرابع عشر من تشرين اول 1973--في الصباح وصلت ناقلة دبابات نوع (يونيماك) لاستبدالها مع الناقلة التي تحمل دبابتي.وقمنا بأنزال الدبابة من الناقلة المعطوبة ورفعها الى الناقلة الجديدة وفرحنا لهذا الامر فقد تأخرنا عن جماعتنا .. استمرينا بالتقدم وتوجهنا نحو الحدود العراقية السورية التي وصلناها حوالي الساعة الخامسة مساءاً قطعنا مسافة طويلة قبل ان يحدث عطل اخر في اطارات الناقلة وهو العطل (13) من حيث تسلسل العطلات .اخذنا جانب الطريق وانزلنا الدبابة لتصليح اطار الناقلة .حملت بندقيتي (الكلاشنكوف) في وضع الاستعداد وبدأت اراقب المنطقة التي لفها الظلام الدامس والشارع العام فارغ كليا سمعت صوت عجلة قادمة الينا فصحت بصوت عالي (قف) وانا متهيء للرمي فتوقفت كليا ونزل منها شخص ليقول (يعطيك العافية اخوي ) نحن من اخوانك الفدائيين ونحن دورية نحمي الطريق العام من تسلل (الكومندوس الاسرائيلي) الذي بدأ بعمليات خطف خلف القطعات وخاصةً العراقية المتقدمة نحو الجبهة .. فشكرته واخبرته ان العطل بسيط وسنواصل التقدم بعد اكماله وطلب مني ان ينتشروا مع جماعته لحمايتنا فشكرته جزيلا على هذه الخدمة وفعلا لم يغادروا المنطقة الا بعد تحركنا على الشارع العام وودعناهم ودعوا لنا بسلامة الوصول.... فتحت الراديو لأسمع صوت محمد عبد الوهاب وهو ينشد (نحن شعب عربي واحدٌ----ضمه في حومة البعث طريق --- الهدى والحق من اعلامه ---واباء الروح والعهد الوثيق --أذن الفجر على ايامنا ---وسرى فوق روابيها الشروق ---كلُ قيد حوله من دمنا --جذوة تدعو قلوب الشهداء ) و(طول ما أملي معايا معايا --وفي ايديا سلاح--حفضل أجاهد وأمشي وأما السائقشي من كفاح لكفاح --طول ما ايديا في ايدك أقوم وأهتف وأقول حي حي على الفلاح --داري يا داري أنا احميكي بايماني --طول ما ذراعي معايا -- أبني وأعلي بنياني --حفضل عايش فيها --بجهدي وأملي أبنيها --أنا روحي فداها--وفدا أهلي وأوطاني-- زاحف ياشعبي --تمحي الماضي رياحك --عهدك جوه في قلبي --والبطولة جراحك --- أيامنا اللي جايه --وأرادتنا القوية --تنصرنا يا وطني-- ويملأ الدنيا صباحك ) دخلت الى غرفة سائق الدبابة وأغلقت ونمت على الكرسي الممدد لانام قليلا بعد شعوري بالتعب والارهاق فلا اسمع شيئا سوى اهتزاز الدبابة نتيجة مسير الناقلة فكأنها اصبحت ( كاروك اطفال) يهتز لينام الطفل ..استيقظت من النوم فجأة نتيجة توقف (الاهتزاز) الحركة للناقلة وقلت في نفسي هل سيصبح العطل القادم رقم 14 منذ حركتنا الاولى ..فتحت الباب وقلت توكلنا على الله فلفحني تيار من الهواء البارد وعطر غريب يختلف عن عطر بلادي والظلام سيد المكان واذا بالسائق يدردش مع انضباط عسكري سوري عند سيطرة مدخل العاصمة (دمشق) ليسأله عن طريق الجبهة وكان الوقت فجرا فتقدمت الناقلة مرة اخرى فجلست على برج الدبابة وانا ارتجف من البرد لأرى معالم المدينة واشم عطرها الفواح الشوارع فارغة والبنايات العالية وقد لفها الظلام نتيجة الالتزام بتعليمات الدفاع المدني حماية من الغارات المعادية تنتشر مجموعات صغيرة من الجيش الشعبي في اركان الطرق والازقة وقد لوحوا بأيديهم الينا تحية الوصول تقدمنا نحو طريق دمشق -- درعا وعند الضياء الاول ليوم 15\10\1973 توقفت الناقلة وطلب منا سائق الناقلة ان ننزل الدبابة بناءاً على أوامر من مرجعه الاعلى وقال ستكملون الطريق على السرفة ,,أنزلت الدبابة مع زملائي وقدتها على الشارع العام نحو الجبهة بعدما نصحنا افراد من الجيش الشعبي السوري ان نسرع قبل حدوث غارات جوية قد تستهدف دبابتنا !! تقدمنا بسرعة نحو قرية (الصنمين ) موقع الجبهة الشمالية والتي تبعد عن دمشق 45 كم وبدأ الشارع يعج بالعجلات العسكرية والمدنية ذهابا وايابا تم تأمين اتصال لاسلكي مع آمر الرعيل الثالث (ملازم هليل شمخي ) الذي اخبرنا ان نتبع الدليل الذي سيقف عند مدخل قرية الصنميين ..واصلت التقدم وهيأ صاحبي الرشاشة (دوشكا ) المثبتة اعلى برج الدبابة لمواجهة اي غارة معادية مررت بجبل قاسين على يسار الطريق وتذكرت انشودة الفنانة دلال شمالي ( من قاسيون اطل ياوطني __وأرى بغداد تعانق الشهبا )ومررت بسلسلة جبال الشيخ على يمين الطريق وصلنا الى القرية وصعد الدليل معنا ليرشدنا الى الموضع الذي اعد لدبابتي فوضعتها في الموضع وانا اسمع اصوات المدفعية تدك مواضع العدو الاسرائيلي على تل (عنتر) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء....

فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\2 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الثلاثاء يناير 22, 2013 8:10 pm

نهار السابع من تشرين الاول 1973...لم تسكن الحركة في هذا اليوم المشكلة ان الامر الانذاري للحركة لم يصدر بعد رغم قناعتنا الاكيدة بانه سيصدرحتما واعود واقول انها البشرى والشعور الغامر بالفرح حسبنا حساب كل شىء الماء-الوقود-الارزاق الجافة---تنظيف الاسلحة --مدافع الدبابات--بالاضافة الى العجلات بالمناسبة ذهبت الى حلاق الوحدة وطلبت منه ان يحلق شعري واخذ يولول ويصيح (لك يامعود هاي وكتها هسة) فقبلته واصريت ان احلق راسي ففعل مشكورا- اركز على صوت المذياع ينساب في راسي (جيش العروبة يابطل الله معك---ما اروعك-مااعظمك-مااشجعك- مأساة فلسطين تدفعك نحو الحدود--حول لها الالام بارود في مدفعك)تصدح بها ام كلثوم وتتجج المشاعر القومية ياالهي متى نتحرك؟؟ تمر اللحظات بطيئة جدا---ذهبت الى حانوت الوحدة لأجد زملائي يلتفون حول الطاولة التي وضع الراديو في وسطها هجمت عليهم غاضبا لماذا لم تنادون عليَ البيانات تتوالى من الجبهة المصرية (سقوط الطائرات الاسرائيلية واحدة تلو الاخرى)في سماء المعركة اسر اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيليين تدمير عشرات الدبابات المعادية مشاركة الطائرات الحربية العراقية (السيخوي)في تنفيذ الضربات الاولى للمعركة وضرب خط بارليف المنيع وتتلاشى اسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي (لبيك ياعلم العروبة كلنا نحمي الحما) كنا ننشدها صغارا في مدرستنا المتوكل الابتدائية والان تصبح حقيقة ونذهب ونقاتل الاعداء افكار بدات تدور في راسي قطعها صوت بوق التجمع لنتراكض سريعا نحو الساحة الرئيسية للمعسكر ليعلن بعد قليل الأمر الانذاري للحركة....وللحديث بقية يااخوتي الاعزاء..

ا

_________________
فداء الوطن
فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\3 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الثلاثاء يناير 22, 2013 8:16 pm

الثامن من تشرين الاول 1973......مر علينا ليل طويل لا اتذكر اني نمت الا ساعات قليلة واين نمت؟؟ داخل الدبابة بعد جهد فكري طويل وانا اناشد كل الاجزاء الداخلية من الاجهزة الاسلكية الى الرشاشات الفارغة من العتاد واماكن رزم عتاد المدفع الثقيل وحتى زمزميات الماء متى نشارك في المعركة؟؟وكيف نستخدم هذه وتلك؟؟؟ وجائني شريط من المعلومات السريعة لكل ماتعلمته في هذه الدبابة الرائعة (تي 55) الروسية الصنع وكان رقمها العسكري (36396)وكان شعارها (3-1 ادم)اي الرعيل الثالث من السرية الاولى دبابة العريف الاقدم...لاادري كيف غفوت ونمت؟؟ على كل حال نهضت صباحا فيه لسعة برد تشرين وهذا لايهم فنحن شباب تدربنا سنين لتحمل كافة الظروف الجوية الصعبة(مطر-برد-حرشديد-عواصف ترابية) لا شىء يثنينا عن اداء الواجب العسكري في اي وقت...بعد فطور بسيط(شوربة عدس+شاي) كان كل شىء لذيذ حتى الصمون المصنوع من طحين الاذرة المحمص اليابس كان لذيذا بحق...ناديت على زميلي( طالب محمد) شنو الاخبار فقال ربما نتحرك اليوم!!!فقد سمعت من الضباط انهم ينتظرون ناقلات الدبابات التي ستصل في اي وقت لتحميل دبابات الكتيبة والذهاب بها الى الجبهة في سوريا..وبدانا في الادامة اليومية للدبابات وتصليح بعض العطلات البسيطة وتكملة النواقص ان وجدت...انشئت على عجل اذاعة ميدانية ومكبرات صوت من قسم التوجيه السياسي لسماع اخبار المعركة (تتقدم القطعات المصرية الباسلة داخل شبه جزيرة سيناء وتسحق فلول العدو الصهيوني المنهارة وتقتل وتأسر اعداد كبيرة منهم) وصوت فريد الاطرش (شعبنا يوم النداء فعله يسبق قوله لاتقل ضاع الرجاء ان للغاصب جولة - قل لهم اين المفر ؟ لا لعدوان مقر قد تأخينا هلالا وصليبا وتلاقينا قريبا وبعيدا)وصوت ام كلثوم ( اصبح عندي الان بندقية - الى فلسطين خذوني معكم - الى رُبأُ حزينة كوجه المجدلية الى القباب الخضر والحجارة النبية ) و( دع سمائي فسمائي محرقة دع مياهي فمياهي مغرقة اترك الارض فأرض الصاعقة)
تصدح بها حنجرة الفنانة الثورية (فايدة كامل)....حتى بعد الظهر لم تاتي الناقلات...وصدرت الاوامر ان نتحرك بالدبابات على السرف فتعجبنا من الامر لاننا تدربنا على سياقات ثابتة ان لاتسير الدبابة مسافات طويلة الا في ساحة المعركة ولمسافات معدودة ولكن (دمشق العزيزة )مهددة بأجتياح من العدو الصهيوني ولابد الاسراع في نجدتها
الناقلات ذهبت الى تكريت لتحمل دبابات اللواء المدرع12 البطل كأسبقية أولى ونحن نتحرك بالدبابات على محور-مسيب-فلوجة-رمادي- منطقة ال160 لحين عودة الناقلات الفارغة لتنقلنا الى الجبهة السورية وكان قرارا سياسيا صائبا بعد طلب السفير السوري في بغداد التعجيل بحركة القطعات العراقية لان دمشق باتت تعاني من ضعف في الجبهة ولم تصل اليها اي امدادات من الدول العربية سوى العراق العظيم الذي سخر( كل شيء من اجل المعركة )ويأتي صوت بغداد ( لبيك ياعلم العروبة كلنا نحمي الحما- لبيك واجعل من جماجمهم لك سٌلما-- لبيك ان عطف اللواء سكب الشباب له الدماء-- وللحديث بقية اخوتي الاعزاء والسلام..
ا

_________________
فداء الوطن


فداء الوطن

الجندي المجهول
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد يناير 20, 2013 11:48 am

الصفحة\4 من يومياتي في حرب 1973

مشاركة بواسطة الجندي المجهول » الثلاثاء يناير 22, 2013 8:20 pm

التاسع من تشرين اول1973....تحركت بدبابتي لاتخاذ تشكيل الحركة مع الدبابات الاخرى للسرية الاولى وكان نوع التشكيل هو الرتل اي دبابة خلف دبابة وعلى جانب الطريق الترابي تم رصف الدبابات تمهيدا لبدأ الحركة...امتزج التراب الذي خلفته حركة الدبابات مع ريح الصباح البارد تعطر به كل من كان في المكان وكأنه تعميد من الارض الطيبة ارادت به تزيين وجوهنا قبل الذهاب الى المعركة شعورٌ انتابني ان النصر آت انشاء الله ..نتبادل التحيات بيننا حتى الذي كان زعلان من زميله بالامس اصبح يقبله ويعتذر منه (الله اكبر) هل جاء العيد مبكرا؟؟ وجوه مستبشرة الى ربها راضية (وعجت بقلبي دماء الشباب- وضجت بصدري رياح اخر-واطرقت اصغي لوقع الرعود- وهب الرياح وصوت المطر) ..الساعة الان السادسة وعشرة دقائق صباحا تحركت الدبابة الاولى لتتبعها باقي دبابات السرية وكلنا نحسد هذه الدبابة المقدمة لانها دبابة القيادة التي لها الشرف في توجيه جميع الدبابات والتي تستلم الاوامر من القيادة الاعلى قبل ان تمررها الينا ..تحركت بكل زهوً رافعةً مدفعها الى الاعلى وكأنها تطلب الدعاء من الباريء عز وجل ان نصل ونشارك في المعركة بدون اي حادث ..جاء دوري في الحركة وبعد التوكل على الله تحركت بدبابتي لاضعها على الطريق الرئيسي المفروش بمادة النفط الاسود وكأنه ثعبان طويل اسود ممتد الى الفلوجة ...لو استخدمت كل التعابير والمفردات الكلامية لم استطع وصف حالة الزهو والسعادة التي انتابتني وانا اقود هذا المارد الجبار الثقيل وزناً (40 طن) بكل معداته لسحق العدو الاسرائيلي..السرعة محددة حسب الاوامر من 15كم الى 30كم بالساعة لان سرعة الدبابة القصوى 45كم بالساعة....بعد مسير طويل نتوقف وقفات قصيرة لاغراض الفحص والاملاء وتناول وجبات الغذاء التي تُحضر لنا في المطابخ السفرية المرفقة مع السرايا المتحركة بالاضافة الى الضيف الدائم (الشاي)الذي لاتخلو اي دبابة من القوري الفافون والاقداح والشاي والسكر ..كنا (نخدر الشاي)على (الكزوز) العريض للدبابة وكم كان شهيا ونحن نرتشفه مع السكارة ..يرافقني جهاز الراديو الذي اخذته من زميلي ولااستطيع ان اسمع اي شيء منه مادامت الدبابه في حالة المسير وصوتها القوي المعربد لولا ارتداء القلنسوة المخففة للصدمات لااسمع فيها الا وشوشة الجهاز الاسلكي وصوت (ن ض عزيز) آمر الدبابة لابلاغي بالوقوف او التحرك ....وصلنا الى اطراف الفلوجة من الناحية اليسرى لنهر الفرات لنتوجه يسارا نحو ناظم الورار فسلكنا جانب الطريق العام نحو الرمادي فنشاهد بين حين واخر مرور الناقلات المحملة بدبابات اللواءالمدرع12البطل فنلوح بايدينا تحية للاشاوس الذين يتسلقون ظهورها ونحسدهم لانهم سيصلون قبلنا ونصيح باصوات قوية نحن ورائكم آتون ان شاء الله ( راجعين بقوة السلاح -- راجعين نحرر الحماه---راجعين كما رجع الصباح--من بعد ليلة مظلمة ) و(مرحبا يا معارك المصير--مرحبا ياعوادي الزمن-شعبنا العريق مزق الكفن--وهبت الاسود تطارح المحن--مرحبا--مرحبا يامعارك المصير)) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء......

_________________
فداء الوطن

فداء الوطن

أضف رد جديد

العودة إلى “Army الجيش العراقي\القوات البرية”