معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السليمان

مشاة و دروع و قوات خاصة
أضف رد جديد
fawzi
Corporal - Naib Arif
Corporal - Naib Arif
مشاركات: 153
اشترك في: الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:59 am

معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السليمان

مشاركة بواسطة fawzi » الاثنين مايو 05, 2014 6:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السليمانية
القسم الاول
طبوغرافية المنطقة

أولا. الذي يروم الذهاب إلى مدينة جوارته سالِكاً طريق السليمانية – جبل
أزْمُرْ، عند إجْتِيازِهِ لسلسلة جبل أزْمُرْ بمسافة قليلة يتفرع الطريق إلى فرعين الفرع الرئيسي يتجه شرقاً بإتجاه كوله جولان ثم مدينة جوارته التي تُعْتَبَرْ عقدة مواصلات في المنطقة ، الفرع الثاني يتجه غرباً يسير بين سلسلة جبلية حتى وصوله إلى حوض نهرالزاب ، في هذه المنطقة يتفرع الطريق إلى فرعين فرع يعبر نهر الزاب على جسر كونكريتي ويلتقي بطريق جوارته – ماوت والفرع الآخر يسيرمع حافة ضفة نهر الزاب اليسرى مُتَجِهَاً نحو الغرب وعلى يسار الطريق سلسلة جبلية تمتد حتى دوكان ويصل الطريق إلى قرية كاني ماسي جنوب غرب مدينة ماوت .

صورة

ثانياً. من قرية كاني ماسي يتجه الطريق غرباً إلى وادي سفره وكلاله هذا الوادي من أعقد المناطق الجبلية في منطقة السليمانية ، يمين الوادي جبل أحمد رومي الذي أُكْتَسَبَ شُهرةً خلال الحرب العراقية الإيرانية لسيطرته على حوض ماوت وعلى يسار الوادي جبل مجداخ الأعلى إرتفاعاً في المنطقة ، توجد في الوادي قرية سفره وقرية كلاله التي سُمِيَ الوادي على إسمي هاتين القريتين ، في نهاية الوادي عارضة كرد ه رش الحيوية المشرفة على حوض ماوت من جهة الحدود الإيرانية ، يكون إلتقاء نهر الزاب القادم من الأراضي العراقية يمين هذه العارضة مع نهر الزاب القادم من الأراضي الإيرانية وقد نصب الإيرانيين جسر حديدي على نهر الزاب خلف عارضة كرده رش لغرض إدامة قطعاته في العوارض الجبلية المسيطرة على وادي سفره وكلاله.

الموقف العام
أولاً. في السنة الثانية والثالثة للحرب العراقية الإيرانية ( 1982 - 1983 ) في قاطع السليمانية حيث طبوغرافية الأرض الجبلية المعقدة وتسهيلات الدلالة التي قدمتها عناصر البيشمركة من الإتحاد الوطني الكردستاني وإنشغال قطعات الجيش العراقي الأكثر كفاءةً وتدريباً في قاطع شرق البصرة ، إستطاع الجيش الإيراني إحتلال مناطق شاسعة في هذا القاطع بدْأ من مناطق لسان ميشاف وكرمك وبنجوين شمال شرق مدينة السليمانية مروراً بالعارضة الحدودية العملاقة جبل سركيو الأكثر إرتفاعاً وتعقيداً ثم حوض جوارته وحوض باسنه وحوض ماوت وعارضة كردرش الحدودية السوقية وحوض سفره وكلاله وجبل أحمد رومي وجبل مجداخ العملاق الأعلى إرتفاعاً في المنطقة حيث يبلغ إرتفاعه 2127 متراً فوق مستوى سطح البحر وسلسلة جبال شريسين إمتداداً الى الحافة الشرقية لبحيرة دوكان شمال غرب مدينة السليمانية إن مساحة هذه المنطقة تزيد كثيراً على مساحة دويلة الكويت .

ثانياً. بعد إحتلال حلبجه من قبل العدو الإيراني في منتصف آذار 1988 كانت تقارير الإستخبارات تؤكد نوايا العدو الوصول الى سد دربندخان لغرض إحداث تخريب في جسم السد بُغْيَةَ إغراق مدينة بعقوبة وقطع طرق الإدامة لقطعات الفيلق الثاني المرابطة على جبهة يزيد طولها على 450
كم ثم إغراق العاصمة بغداد لكون كميات المياه المخزونة في بحيرة دربندخان تقدر بمليارات الأمتار المكعبة ، لذلك حدثت معارك

ضارية بين قطعات الجيش العراقي وقطعات العدو الإيراني على الكتف
الشرقي لسد دربندخان ( المتمثلة بعارضة شميران الجبلية التي يبلغ إرتفاعها 1628 متراً ) من منتصف آذار 1988 لغاية تموز 1988 نَزَفَ أبطال الجيش العراقي الباسل دِماءً زكيةً وضحى بمئات الشهداء وآلاف الجرحى دِفاعَاً عن أرض العراق ضد قطعات العدو الإيراني لمنعها من الوصول الى جسم السد ، في 20 حزيران 1988 إزداد ضغط العدو الإيراني على قطعات الفرقة 36 المدافعة في عارضة شميران.

صورة

الموقف الخاص
أولاً. كان جحفل لواء المُشاة التاسع عشر الذي تَشَرَفْتُ بقيادته لأكثر من خمسة سنوات ونصف من شباط 1984 وحتى نهاية الحرب في آب 1988 يُعَسْكِرُ على سفوح جبل أزْمُرْ الغربية شمال شرق السليمانية لغرض إعادة التنظيم والتدريب .

ثانياً. بعد ظهر يوم 21 حزيران 1988 صدرت الأوامر من قيادة الفيلق الأول بحركة اللواء الى قاطع دربندخان كانت الفرقة 36 مقرها جنوب نفق دربندخان قائدها العميد الركن عصام محمود عبد الله والفرقة 28 مقرها شمال النفق قائدها العميد الركن أحمد حسن عبيد إن قائدي الفرقتين
من أبناء دورتي الدورة 44 كلية عسكرية وأصدقاء أعزاء لي حال وصولي الى مقر الفرقة 28 وَجَدْتُ قائدي الفرقتين بإنتظاري تَلَقيْتُ إيجاز منهما عن الموقف وقُمْتُ برفقتهم بإجراء إستطلاع سريع للقاطع وإنتخبت مكان لتعسكر اللواء على الحافة الغربية لبحيرة دربندخان شمال النفق
وحال وصول الأفواج الى المكان أوى اللواء ليلته في العراء في المكان الذي تم إنتخابه من قبلي .

ثالثاً. قبل بزوغ فجراليوم التالي رن جرس هاتف الميدان الذي غالبا ما كنت أضعه جوار رأسي أخبرني عامل البدالة إن قائد الفيلق على الخط كلمته صباح الخير سيدي رد السلام وقال عقيد فوزي طائرتي في طريقها اليك أنت وآمري الافواج تحضرون فوراً أنا أنتظركم في مهبط الفيلق (مهبط طائرات الهليكوبتر في مقر الفيلق) واللواء يقوده مقدم اللواء ويعود الى السليمانية قلت له سيدي هل تم تأمين النقلية ؟ قال نعم في طريقها اليكم.

رابعاً. طلبت من عامل البدالة الإتصال بآمري الأفواج لتأمين حضورهم قرب مقر اللواء ، ما هي إلا لحظات سمعت صوت الطائرة تهبط على مقربة من مقر اللواء إلا إن الوقت لايزال قبل الضياء الأول ( كانت الخطط تتغير حسب مقتضيات الموقف الأكثر خطورة والأوامر عادة تصدر بالهاتف ) ركبنا الطائرة وعدنا أدراجنا الى السليمانية وعند هبوط الطائرة وجدت قائد الفيلق اللواء الركن سلطان هاشم أحمد واقف بإنتظارنا صعد الى الطائرة وجلس بجانبي وأخبرني ما يلي (يوم أمس كلفنا لواء المُشاة 419 بالهجوم على عارضة كردرش إلا أن اللواء جابَهَ مقاومة شديدة وتكبد خسائر جسيمة وآمر اللواء إنقطع الإتصال معه ومصيره مجهول ) لذا ستكون مهمة لوائكم هي إحتلال هذه العارضة .

خامساً. بعد وقت قصير وصلت طائرة قائد الفيلق الى مقر فرقة المُشاة 44 في حوض ماوت كان قائد الفرقة العميد الركن غانم البصو بإنتظارنا ترجلنا وتم إيجاز قائد الفرقة من قبل قائد الفيلق لتنفيذ هذه المهمة بعد ذلك عاد قائد الفيلق الى مقر الفيلق ونحن وقائد الفرقة 44 ركبنا طائرة قائد الفرقة وتوجهنا الى مقر الفرقة التعبوي في قمة جبل مجداخ الذي يبلغ إرتفاعه 2127 متر جرى إستطلاع المنطقة من مرصد الفرقة.

إستطلاع الهدف من الجو

سادساً. إن مرصد الفرقة على إرتفاع عالي جداً كأنَكَ تنظر إلى الأسفل من طائرة ولا تستطيع أن ترى الأرض بشكل صحيح ، طَلَبْتُ من قائد الفرقة تأمين عجلة لغرض الإستطلاع بشكل جيد ، وحين نزولنا ووصولنا الى أسفل عارضة كرده رش مروراً بوادي سفره وكلاله شاهدنا المنطقة في غاية التعقيد و المدفعية وراجمات صواريخ كراد الإيرانية تدك المنطقة بشدة ، إكتفينا بهذا الإستطلاع حتى إن أحد آمري الأفواج قال بالحرف الواحد ( سيدي هذا درب الصد مارد ) أجبته (إن الله معنا وهو حافظنا ) تنويه وادي سفرة وكلاله ليس منطقة كلاله التي في قاطع راوندوز.

سابعاً. عدنا الى المقر المتقدم للفرقة وإتَفَقْتُ مع قائد الفرقة على توقيتات ساعة الشروع وساعة الصفر والخطة النارية وإسلوب تقدم الأفواج لتحرير العارضة كنت أُشاهِدْ من مرصد الفرقة طريق نيسمي في جهة يسار العارضة يتجه من أسفل الوادي الى قمة العارضة إتَفَقْتُ مع القائد على تخصيص سرية للتقدم على هذا الطريق النيسمي ، عدنا الى الخلف لإستقبال وحدات اللواء بحدود الساعة الثانية بعد الظهر وصلت طلائع الوحدات ، طلبت من آمري الأفواج إستصحاب آمري السرايا والتنقل بالطائرة السمتية الى مرصد الفرقة في قمة جبل مجداخ لغرض الإستطلاع ومشاهدة العارضة أعتقد هذه الحادثة هي الاولى بتاريخ الحرب العراقية الإيرانية يجري الإستطلاع من على إرتفاع 2127 مِتْراً عِلْمَاً إن عارضة كرده رش أوطأ بحدود 650 مِتْراً عن قمة جبل مجداخ بعد عودة آمري السرايا من الإستطلاع إلْتَقيْتُ بهم وأَوْجَزْتُ لهم الواجب وطلبت منهم ان يسجلوا الآية القرآنية الآخيرة من سورة التوبة رقم 129 ويقرؤوها على منتسبيهم ويردد المنتسبين قِرائِتها خلفهم الآية بسم الله الرحمن الرحيم (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه تَوَكَلْتُ وهو رب العرش العظيم ).

مباشرة الأفواج بالتقدم نحو الهدف
ثامناً. طَلَبْتُ من مقر الفرقة دليل يرشدني الى المكان الذي سيكون مقراً لإدارة المعركة إعْتَذَرَتْ الفرقة لعدم وجود من له إلْمامْ بالقاطع ، قبل الضياء الأخير التحق بمقر اللواء آمر كتيبة المدفعية التي ستقوم بالإسناد المباشر للواء أخبرني إنه قد عمل سابقاً في العارضة قبل إحتلالها من قبل الجيش الإيراني حَمِدْتُ الله على ذلك لمعرفتي بضباط المدفعية إلْمامِهمْ بقراءة الخريطة بشكل جيد جداً ، للأسف خانتني ذاكرتي من تذكر إسم آمر الكتيبة لإشتغاله معي فترة قصيرة ، بعد صلاة العشاء باشَرَتْ وحدات اللواء بالتنقل تحت جنح الظلام تلافياً للرصد المعادي ولتقليل تأثير القصف المعادي بالرغم من صعوبة التنقل ليلاً في الأراضي الجبلية ولكون الليلة كانت حالكة الظلام لإن بزوغ القمر في التربيع الأخيرأي قبل الضياء الأول
وحجمه هلال.

تاسعاً. حال وصولنا الى المكان المقرر لمقر اللواء لإدارة المعركة بدأ جنود
الحماية بتحسين خنادق النار بواسطة أكياس الرمل والإنتشار لتأمين الحماية وتقليل تأثير القصف المعادي ، إعتاد الفيلق إرسال محطة لاسلكية لغرض تعبير المعلومات أول بأول مع مقر التشكيل لعدم ثقة مقرالفيلق بالمعلومات التي تُرْسَلْ من قبل قسم من آمري التشكيلات إلى الفرق
لكن هذه المحطة حال تأمين الإتصال اللاسلكي مع مقر الفيلق إسْتَمْكِنَتْ من قِبَلْ العدو وسَبَبَتْ الدمارالى مقراللواء لإعتقاد العدو إن هذا المقر هو مقر فرقة وهذا صيد ثمين يجب تدميره بالمدفعية والصواريخ أحياناً .




إقتراب الأفواج من الحافة السفلية للهدف
أولا. وصلت الأفواج الى أسفل العارضة بحدود الساعة 2200 العاشرة
ليلاً وبدأ مقر الفرقة يطلب التقدم نحو الهدف بأسرع وقت ، فاتني أن أذكر إن السياقات التعبوية في الحروب الجبلية تمنع تنفيذ أي واجب بعد الضياء الأخير لصعوبة الدلالة والرؤيا المحدودة في فترة الظلام وإحتمال تعرض القوة المهاجمة لِلْوقوع بكمين معادي يكبدها خسائر جسيمة ويفشل
العملية برمتها .

ثانياً. لخبرتي القتالية في الحروب الجبلية كنت أطلب من ضابط مخابرة اللواء محطات لاسلكية على شبكة الأفواج ترافقني في التقدم لكي أسمع المكالمات بين آمري السرايا وآمري الأفواج ليتسنى لي معرفة مراحل تقدم السرايا ليلاً لإستحالة الرؤيا المباشرة بواسطة الناظور أوالمرقب ليلاً كانت حركة تقدم الأفواج بإتجاه الهدف بطيئة جداً لشدة القصف المدفعي والصاروخي المعادي وبنفس الوقت كان القصف المدفعي على موقع مقر
اللواء أشَدْ عنفاً .

ثالثاً. إزدادت الضغوط من قبل مقر الفرقة على مقر اللواء لكن أنا قد تَمَرَسْتُ على إمتصاص هذه الضغوط في معارك سابقة لإعتزازي بجنود
لوائي و يصعب عليّ أن أُضحي بواحد منهم ، هؤلاء الجنود الذين نَزَفْتُ عرقاً من أجل تدريبهم ووضعوا ثقتهم بقائدهم الذي يدافع عنهم ويقودهم إلى تحقيق النصر، كنت أراوغ مرة بعد أخرى لتأخير ساعة الصفرلحين التأكد
من وصول القطعات إلى أقرب مسافة من حافة الهدف السفلية كنت قد أَشِرْتُ سابقاً الى مرافقتي لمحطات لاسلكية على شبكة الأفواج ، سمعت حوار بين آمر السرية الثانية الفوج الأول وآمر الفوج يقول أنا فقدت الإتجاه وسلكت الطريق النيسمي والآن أنا مع السرية الرابعة التي تسلك هذا الطريق.


رابعاً. سبق أن إتفقت مع قائد الفرقة على تخصيص سرية مُشاة للتقدم على الطريق النيسمي ، إتَصَلَ آمر الفوج وكلمني هل أُعيد السرية إلى الخلف ؟، الأمر يتطلب إتخاذ قرار سريع من قبلي أخبرته كلا تبقى السريتين على هذا المحور ، عندما كنت برتبة نقيب في منتصف السبعينات تَعَلَمْتُ درساً من المرحوم الفريق سعيد حمو آمر لواء المُشاة الخامس الجبلي ولاحقاً قائداً لقوة الميدان حيث كان في التقدم يستخدم إسلوب الحركة البطيئة للقطعات ودك الهدف بالمدفعية لغرض شل قدرة العدو على القتال وإنهاكه وتكبيده خسائر جسيمة قبل الإشتباك معه.

خامساً. طلبت من آمر كتيبة مدفعية الإسناد المباشرإستخدام عتاد الإنفلاق الجوي على إرتفاع واطئ فوق الهدف لإنهاك جنود العدو وشل قدرتهم على القتال وعدم السماح لهم بالرصد ، القصف المدفعي المعادي على موقع مقر اللواء لم ينقطع ولو لخمس دقائق ، حان موعد صلاة الفجر تَيَيَمْتُ بالتراب وأَدَيْتُ صلاة الفجر وأنا بوضع البروك في الملجأ المكشوف دعوة الله في صلاتي أن يحقق لنا النصر على العدو، الوقت بين صلاة الفجر والضياء الأول ساعة و20 دقيقة في هذه الأثناء سمعت آمر السرية الثانية يطلب من آمر الفوج إيقاف النار الصديقة لإنها أصبحت تؤثر على قطعاتنا.

السرايا الأمامية على خط الصولة والمباشرة بتنفيذ الخطة النارية
أولا. تَدَخَلْتُ فوراً وَعَرِفْتُ بإن القطعات وصلت إلى خط الصولة وَطَلَبْتُ من آمر السرية التراجع إلى الإسفل قليلاً لتأمين حماية المقاتلين من النيران الصديقة ، إتَصَلْتُ بقائد الفرقة وطلبت تنفيذ الخطة النارية ، كما متفق عليها الوقت المستغرق لدك الهدف بمدفعية الفرقة لمدة 30 دقيقة ، هنا أَشْيرُ الى إن الجهد المدفعي يزداد إلى خمسة أضعاف 5 كتائب مدفعية × 18 مدفع لكل كتيبة = 90 مدفع × 3 قذيفة لكل مدفع في الدقيقة = 270 قذيفة في الدقيقة × 30 دقيقة = 8100 قذيفة على مساحة الهدف يكون في كل متر مربع قذيفة ، إذا ما علمنا إن مدى التشظية للقذيفة بشكل نصف قطر دائرة
200 متر.

ثانياً. بدأ الليل ينجلي ولاحَ الخط الأبيض من الفجر أَوْعَزْتُ بشن الصولة وأنا أُراقب بناظوري الشخصي صولة السريتين التي على الطريق النيسمي من يسار العارضة بشجاعة منقطعة النظير تَمَنَيْتُ في حينها لَدَيَ كامرة لأصور هذه اللقطات الرائعة وطلبت من آمر كتيبة المدفعية نقل النيران الى عُمْق الهدف حسب السياقات التعبوية المعروفة لمنع تعزيز قطعاته أو إنسحاب العدو ، إستشهد خلال الصولة أحد آمري الفصائل الأمامية من السرية الرابعة الفوج الأول أسكنه الله فسيح جناته ، بعد إحتلال القسم الأيسر من العارضة إنهارت قوة العدو وتقدمت باقي سرايا الفوج الأول وسرايا الفوج الثاني مع رعيل دبابات على الطريق الرئيسي الكائن يمين العارضة .

ثالثاً. أَوْعَزْتُ الى آمري الأفواج الأمامية بإعادة التنظيم على الهدف بأسرع مايمكن وإسْتِثْمار الفوز بتعقيب فلول العدو المنهارة بالنيران المباشرة وغير المباشرة ، لم أكن أعرف إن قائد الفيلق اللواء الركن سلطان هاشم أحمد متواجد في مرصد الفرقة قبل الضياء الأول وكان يشاهد قطعات الصولة حيث إتصل بي لاٍسِلْكِيَاً مُهَنِئأَ بالنصروطلب مني تبليغ الوحدات عميق شكره لجهودهم الجبارة وبنفس الوقت طلب مني تنقل مقر اللواء فوراً ليكون مع السرايا الأمامية ، (أنوه إن القصف المدفعي المعادي لازال شديداً على المقروالعارضة).

رابعاً. طَلَبْتُ من عناصر المقر الحركة منفرداً بأسرع ما يمكن الى مكان العجلات التي سبق أن وُضِعَتْ بمكان مستور عن تأثيرنيران مدفعية العدو طلب مني آمر كتيبة المدفعية قيادة عجلتي بدلاً من السائق لمعرفته الطريق سابقاً قفزنا بسرعة الى العجلات وتحركنا بالعجلة إلى أسفل العارضة وما إن بَدأتْ العجلة بالصعود نحو الأعلى شاهَدتُ منظر رهيب حيث كانت العجلة تسير على أشلاء بشر حَزِنْتُ كثيراً متصوراً إن هذه الخسائرهي من مقاتلي وحدات اللواء وحال وصولنا الى القمة إتصل قائد الفيلق ثانية وطلب مني وجوب مسك هذه العارضة بأسناني وهذا التعبير
يقال عن أهميتها.

خامساً. من هول المنظر الذي شاهدته عن الأشلاء قُلْتُ له سيدي أحتاج واحد أجابني فوراً الواحد في طريقه إليك إخواني القراء لاحظوا سياق الحديث بين قائد الفيلق وآمر اللواء هذه المصطلحات وردود الفعل السريعة
كان هذا ناتج عن خبرة المعارك السابقة ( معنى أحتاج واحد – يعني أحتاج فوج مُشاة لكثرة الخسائر التي شاهدتها وأنا على الطريق – جواب قائد الفيلق الواحد في طريقه اليك يعني الفوج تحرك اليك مما يدل على أن قائد الفيلق من خلال مشاهدته الى القصف المدفعي المعادي قدر الخسائر و
سبقني في إتخاذ القرار.

سادساً. بحدود الساعة 1400 الثانية بعد الظهر خف القصف المدفعي المعادي طَلَبْتُ من آمرسرية الهندسة غلق الطريق المؤدي الى العارضة من إتجاه الحدود الإيرانية بالألغام تَحاشِيَاً لقيام العدو بهجوم مقابل خلال الليل كما طَلَبْتُ إرسال موقف الوحدات من الخسائر، حال وصول الموقف الى مسؤول مكتب مقر اللواء أطلعني عليه أدهشني الموقف لقلة عدد الخسائر حَمِدْتُ الله قلت إذا الأشلاء التي شاهدتها متناثرة على الطريق الى أي وحدة تعود ، بعد أن إستقر الموقف عَلِمْتُ إن هذه الخسائر تعود الى وحدات
لواء المُشاة 419 الذي كان قد أخفق في مهمته قبل يومين .

السماء تغسل الأرض من دنس الغزاة
أولا. بالساعة 1500 الثالثة بعد الظهر جاءت غيمة فمطرت السماء مطراً
غزيراً غَسَلَتْ الأرض من دنس المحتلين الإيرانيين (في بعض مناطق العراق تسمى مزنة ) بالساعة 1600 الرابعة بعد الظهر إتصل قائد الفيلق على جهاز الفيلق قال يوجد جسر على الزاب يربط عارضة كرده رش بالأراضي الإيرانية يجب أن تستطلعه شَخْصِياً وتتأكَدْ هل الجسر لازال صالحاً أم جرى تخريبه أعتقد تم ملاحظة ذلك من خلال قراءة التصاوير
الجوية للمنطقة.

ثانياً. تحركت بسرعة مع حمايتي الشخصية يرافقني وكيل آمر كتيبة هندسة الفرقة برتبة رائد ضابط من أصل فلسطيني وصلنا الى مكان يسمح لنا بالإستطلاع من الأعلى بواسطة الناظورالشخصي تَفَحَصْتُ المنطقة من نقطة إلتِقاء الزاب القادم من الأراضي العراقية بالزاب الرئيسي القادم من الأراضي الإيرانية يمين عارضة كرده رش مُتَجِهَاً نحو الشمال الغربي فَشاهَدْتُ الجسر كائن خلف العارضة مباشرة ومن النوع الحديدي مُخَرَبْ بالكامل أيْقَنْتُ إن العدو ليس له نوايا تعرضية على العارضة مجدداً.

ثالثاً. في هذه الأثناء صرخ أحد جنود حمايتي الواقف أمامي وعلى اليمين سيدي إحنا في حقل الغام ، صَرَخْتُ بصوت عالي كل واحد يجمد في مكانه بدون حركة قبل مشاهدتي إلى الألغام وكيل آمر كتيبة هندسة الفرقة بالرغم من كونه صنف هندسة لاحظت عليه علامات الإرتباك أَعْطَيْتُ الى نفسي أمراً الى الوراء در وأنا في مكاني بدون حركة وقلت في نفسي نموت بالغام من زرع قطعاتنا ؟ أَصْدَرْتُ أمراً الى الجندي الواقف خلفي الى اليمن بالدوران الى الخلف والنظر الى الأرض ومشاهدة الألغام والخروج بحذر بعد خروجه من منطقة الخطر أَوْعَزْتُ الى الجندي الآخر ثم وكيل آمر كتيبة الهندسة ثم أنا ثم الجندي الذي كان في الأمام على اليسار ثم الجندي الذي شاهد الألغام أوَلاً كان إخر واحد لإنه جندي شجاع ولم يرتبك عُدْنا الى المقر وأَخْبَرْتُ قائد الفيلق بحالة الجسر.

رابعاً. قبل الغروب توقف القصف المدفعي المعادي نهائياً طَلَبْتُ من الوحدات إخراج الدوريات أمام مواضعهم مسافة مناسبة وإتخاذ تدابيراليقظة والحذر إنقضى الليل بدون فعاليات معادية في صباح اليوم الثاني تَجَوَلْتُ في العارضة وشاهَدْتُ موقف لا إنساني ينم عن حقد العدو الإيراني إتجاه ضباط وجنود الجيش العراقي عدد من الجنود الأسرى مقيدين من الأيدي بأسلاك المخابرة وقسم منهم وُضِعَتْ أسلاك المخابرة بين فكيهم ومعلقين في الأشجار عبارة عن هياكل عظمية لمدة تزيد على سنة وثلاثة أشهر حيث تم إعدامهم بعد أسرهم عندما سقطت هذه العارضة بيد قوات العدو الإيراني.

خامساً. بدأت الوحدات بجمع غنائم العدو من الأسلحة بكافة أنواعها وإحصاء عدد قتلى العدو بعد ظهر يوم 25 حزيران وصل لواء المُشاة 38 الفرقة السابعة لإستلام القاطع وبعد وصول آمر اللواء أوجزته بالموقف وأوْعَزْتُ الى آمري الأفواج بإيجاز نظرائهم من اللواء الجديد وفي الليل شاهدنا العدو يقوم بالترقيق من حوض ماوت تمهيداً لإنسحابه لإن عارضة كرده رش هي الأرض الحيوية المسيطرة على المنطقة بأسْرِها .

سادساً. صباح يوم 26 حزيران 1988 سَلَمَ اللواء المسؤولية الى لواء المُشاة 38 وباشر بالإنسحاب الى المنطقة الخلفية لإعادة التنظيم والتهيؤ للإشتراك في معركة جديدة .

يتبع القسم الثاني لاحقاًاللواء فوزي البرزنجي 15 حزيران 2013

صورة العضو الشخصية
التوبوليف العراقية
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 2761
اشترك في: السبت نوفمبر 27, 2010 6:29 pm
مكان: Dubai - UAE

Re: معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السل

مشاركة بواسطة التوبوليف العراقية » الثلاثاء مايو 06, 2014 5:34 pm

بارك الله بكم سيدي وبانتظار الجزء الثاني ولكن لدي سؤالان :
ورد في مقالاتكم جملة : طريق نيسمي فهل المقصود به طريق ترابي ( غير معبد ) ؟ ام طريق فرعي معبد من طريق رئيسي ؟
لم تذكر لنا دور القوة الجوية وطيران الجيش في معارك القاطع الشمالي التي خضتها ؟

وشكرا لكم .. وبانتظار المزيد ...
المعرفة تسبق النصر، والجهل يسبق الهزيمة

fawzi
Corporal - Naib Arif
Corporal - Naib Arif
مشاركات: 153
اشترك في: الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:59 am

Re: معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السل

مشاركة بواسطة fawzi » الثلاثاء مايو 06, 2014 8:30 pm

التوبوليف العراقية كتب:بارك الله بكم سيدي وبانتظار الجزء الثاني ولكن لدي سؤالان :
ورد في مقالاتكم جملة : طريق نيسمي فهل المقصود به طريق ترابي ( غير معبد ) ؟ ام طريق فرعي معبد من طريق رئيسي ؟
لم تذكر لنا دور القوة الجوية وطيران الجيش في معارك القاطع الشمالي التي خضتها ؟

وشكرا لكم .. وبانتظار المزيد ...


الأخ العزيز
يسرني إطلاعكم على المقال ، إجابة على سؤالكم : الطريق النيسمي هو الذي يسلكه أفراد أو حيوانات كالبغال ويترك مسيرها أثراً على الأرض واضح للعيان بين الأرض المحيطة به .
لم يكن للقوة الجوية وطيران الجيش دور في هذه المعركة لكون التنقل والهجوم ليلاً عدا تنقل القادة والآمرين لأغراض الأستطلاع .
في القسم الثاني دور فعال لطيران الجيش والقوة الجوية.
مع فائق تحياتي

صورة العضو الشخصية
عاشق الرافدين
Sergeant - Arif
Sergeant - Arif
مشاركات: 219
اشترك في: الثلاثاء إبريل 24, 2012 12:21 am
مكان: بغداد
اتصال:

Re: معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السل

مشاركة بواسطة عاشق الرافدين » الاثنين يوليو 14, 2014 4:24 pm

شكرا لك سيادة اللواء على الموضوع والمعلومات القيمة ... تحياتي وودي
أنــا عاشـــــــــق الرافـــــــــديـــــــــــن

fawzi
Corporal - Naib Arif
Corporal - Naib Arif
مشاركات: 153
اشترك في: الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:59 am

Re: معارك مُحَمَدْ رَسْولُ الله في قاطع الفيلق الاول في السل

مشاركة بواسطة fawzi » الثلاثاء يوليو 15, 2014 4:20 pm

عاشق الرافدين كتب:شكرا لك سيادة اللواء على الموضوع والمعلومات القيمة ... تحياتي وودي


شكرا على إطلاعكم على المقال وثنائكم لنا نأمل التواصل مع ما ننشر من مقالات

أضف رد جديد

العودة إلى “Army الجيش العراقي\القوات البرية”