الإستحضارات الميدانية التي سبقت معركة الفاو سنة 1986

مشاة و دروع و قوات خاصة
أضف رد جديد
fawzi
Corporal - Naib Arif
Corporal - Naib Arif
مشاركات: 153
اشترك في: الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:59 am

الإستحضارات الميدانية التي سبقت معركة الفاو سنة 1986

مشاركة بواسطة fawzi » السبت إبريل 12, 2014 9:45 pm


الموقف ما بين معركة شرق دجلة آذار 1985 – و قبل معركة الفاو شباط 1986
الإستحضارات الميدانية التي سبقت معركة الفاو سنة 1986

طبوغرافية قاطع شرق دجلة

أولاً. الحدود العراقية الإيرانية المشتركة التي تبدأ من مدينة الشيب شِمالاً حتى (مدينة القُرنة - كُشُكْ البصري ) جُنُوبَاً التي تُسَمى هور الحويزة هي عبارة عن أراضي مغمورة بالمياه ينموا فيها القصب والبردي بشكل طبيعي الذي يصل إرتفاعه إلى أكثر من 3 أمتار ويبلغ عرض المنطقة أكثر من 50 كيلومتراً .

ثانياً. المنطقة المحصورة بين مدينة العزير شِمالاً والسويب جُنوبَاً المنطقة اليابسة المجففة
من المياه بين هور الحويزة شرقاً ونهر دِجْلَة غرباً لايزيد عرضها عن 2 كيلومتر في أوسع نقطة في الجُنوب مقابل مدينة القرنة
حيث أُنْشِأَت سدة ترابية يبلغ إرتفاعها ثلاثة أمتار لحصر مياه هور الحويزة شرق نهر دجلة كما تم إنْشاءْ سداد ترابية داخل الهور بأطوال مختلفة وبعرض ثلاثة أمتار سميت بالالْسُنْ وهي لسان عجيردة من الشمال وهو الأكثر طولاً ولسان هويدي في الوسط و لسان الزرداني في الجنوب مقابل حقل مجنون الجنوبي كما توجد آثار قُرى عائمة داخل الهور هي البيضة والكسارة وعجيردة و هويدي و الزرداني أُكْتُسِبَتْ أَسْمائِها شهرة من خلال هذه المعركة.

ثالثاً. يوجد شريط من الأراضي اليابسة لايتجاوزعرضه أكثر من 500 متر بين نهر دجلة من جهة الشرق وهور الحَمَارْ من جهة الغرب وهذه الأرض رخوة لاتتحمل ثقل سَيْرالعجلات الثقيلة والدبابات عليها.


صورة
خارطة رقم 1 / خارطة قاطع شرق دجلة

الطرق في قاطع شرق دجلة

أولاً. الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة العمارة من جهة الشمال متجهاً الى الجنوب مروراً بمدينة قلعة صالح ثم مدينة العزير ثم مدينة القُرْنَة ثم مدينة البصرة طريق مُعَبَدْ ذو مسار واحد.

ثانياً. بعد معركة تاج المعارك تم إنشاء سدة تُرابِية في هور الحَمَارْ غرب الطريق العام ( عمارة – بصرة ) حيث أَصْبَحَ لاحقاً طريق جديد يبدأ من شمال العزير يتجه جنوباً الى مدينة المْدَيْنَة غرب القُرْنَة لتلافي تعرض الطريق الرئيسي ( عمارة – بصرة ) إلى الإنقطاع كما حصل خلال معركة تاج المعارك.

ثالثاً. طريق شرق نهر دجلة بين السدة الغربية لهور الحويزة ويبعد عنها بمسافة قليلة ونهر دجلة طريق خدمي غير معبد أُنْشِأَ لخدمة القطعات العسكرية قبل بدأ معركة تاج المعارك بفترة قصيرة.

رابعاً. بعد المعركة تم إنشاء طريق جديد شرق نهر دجلة يبدأ من منطقة السويب جنوباً الى العزير شمالاً على خط مقرات التشكيلات.

موقف الجانب الإيراني

أولاً. بعد الهزيمة العسكرية للجيش الإيراني في معركة شرق دجلة في آذار1985 وعدم تمكنه من الإحتفاظ بالأراضي العراقية التي إحتلها في منطقة هور الحويزة وتَكَبُدُهُ خسائر بشرية جسيمة وخسائر بالمعدات العسكرية تُقَدَرْ بمئات الملايين من الدولارات إستمر بالتخطيط تمهيداً لشن هجوم جديد على الأراضي العراقية.

ثانياً. على الصعيد السوقي إسْتَخْدَمَ العدو الإيراني صواريخ سكود متوسطة المدى روسية الصنع لأول مرة منذ بداية الحرب بضرب العاصمة بغداد التي أصاب واحد منها مدرسة إبتدائية للأطفال في الدورة وأصاب الثاني الطابق ماقبل الأخير لبناية مصرف الرافدين الرئيسي في شارع الرشيد مركزالعاصمة بغداد ، قُدِمَتْ هذه الصواريخ الى إيران من قبل العقيد مُعَمَرالقذافي دَعْمَاً لِلْأَخُوة الإسلامية وإنْتِقامَاً من الجيش العراقي الذي قاتل المجاهدين الليبين بقيادة عمر المختار على الأراضي الليبية.

ثالثاً. على الصعيد التعبوي إستمر العدو الإيراني بتدريب عشرات الآلاف من المتطوعين وزجهم في جبهات القتال تَعْويضاً عن الخسائر التي مُنِيَ بِها في معركة هور الحويزة وتمهيداً لشن هجوم جديد على الأراضي العراقية .

موقف الجانب العراقي

أولاً. بعد إنتهاء المعركة فوراً تم تبديل إسم قيادة عمليات شرق دجلة الى قيادة فيلق وَسُمْيَ بالفيلق السادس وإكمال نقص مِلاكهِ من الأشخاص.

ثانياً. تحريك مقرات فرق دائمية من قواطع الفيالق الأُخْرى الى قاطع عمليات شرق دجلة وتسليمها مهمة إعداد مَسَارِح العمليات بما يتلائم وحجم التهديد الإيراني المُحْتَمَلْ.

ثالثاً. تحريك عدد من تشكيلات المُشاة الدائمية من قواطع الفيالق الأخرى الى قاطع عمليات شرق دجلة وتسليمها مُهِمَة مسك المواضع الدفاعية في قاطع شرق دجلة.

رابعاً. تحريك الفرقة المدرعة 12 من قاطع الفيلق الثاني الى قاطع عمليات شرق دجلة وإنفتاحها على نهر دجلة شرق الطريق العام ( العمارة - البصرة ).

مهمة فرقة المشاة الثانية

تم تخصيص قيادة فرقة المُشاة الثانية لقيادة تشكيلات المشاة الآتية لمسك موضع دفاعي في قاطع شرق دجلة بدْأَ من الحدود الفاصلة مع فرقة المُشاة 31 قيادة الفيلق الثالث من منطقة مصب نهر السويب جنوب شرق مدينة القرنة لغاية 6 كليومتر شِمالاً داخل المنطقة المقابلة لحقلي مجنون النفطي الجنوبي والشمالي ضمن المُسَطَحْ المائي لهور الحويزة حيث تُعْتَبَرْ الأكثر أهْمْيَةَ لسيطرة العدو الإيراني على حقلي مجنون النفطي في معارك سابقة .

أولاً. لواء المُشاة التاسع عشر من الحدود الفاصلة مع الفرقة 31 مصب نهر السويب داخل زائداً لسان الزرداني لغاية لسان هويدي شِمالاً خارج .

ثانياً. لواء المُشاة 36 من لسان هويدي داخل حتى 2 كم شِمالاً داخل.

ثالثاً. لواء المُشاة الثامن عشر من الحدود الفاصلة مع لواء المُشاة 36 جنوباً لغاية 2 كيلومتر شِمالاً ، الحدود الفاصلة مع فرقة المُشاة الرابعة.


صورة
خارطة رقم 2

طبوغرافية القاطع الدفاعي للواء المُشاة التاسع عشر

وصف طبيعة المنطقة

أولاً .هور الحويزة مُسَطَحْ مائي عمق الماء يتراوح بين 2- 4 متر ينمو فيه القصب والبردي بشكل طبيعي يتراوح إرتفاعه فوق سطح الماء بين 2 الى 3 متر يوجد أمام جبهة اللواء حقل مجنون الجنوبي النفطي على شكل مستطيل أشبه بجزيرة وسط الهور .

ثانياً. اليابسة في قاطع اللواء بدْأً من الحدود الفاصلة مع الفرقة 31 الفيلق الثالث حيث تكون أَضْيَقْ نقطة بين هور الحويزة ونهر شط العرب أستطيع تشبيهها بقنينة غاز ملقاة على الأرض الجزء الذي يربط فيه منظم الغاز مُتَجِهَةَ الى الجنوب بإتجاه الفيلق الثالث .

ثالثاً. لسان الزرداني سدة ترابية في المُسَطَحْ المائي طولها يقارب 1000 متر تكون عمودية على السدة الغربية لهور الحويزة وتقابل السدة الشمالية لحقل مجنون الجنوبي.

رابعاً. يوجد خزان ماء في المسطح المائي يبلغ إرتفاعه 10 متر بإستقامة لسان الزرداني ويبعد عن مقدمة لسان الزرداني داخل الماء مسافة تقدر 100 متركان يُغَذْي قرية الزرداني بالماء الصالح للشرب قبل نشوب الحرب سنة 1980 .

خامساً. المنطقة التي خلف السدة الغربية لهور الحويزة منطقة زراعية مُسْتَصْلَحَة من قبل
شركة أجنبية قبل قيام الحرب تسمى بالمزيرعة.

الأنهار في القاطع

أولاً. نهر دجلة يُعْتَبَرْ مانع مائي طبيعي ويكون خلف الترتيبات الدفاعية في هور الحويزة وموازي لها و يبعد عن الحافة الأمامية للترتيبات الدفاعية بمسافة لاتزيد عن 2 كيلومتر.

ثانياً. بعد إلتقاء نهري دجلة والفرات جنوب شرق القرنة يتكون نهر شط العرب ويُعْتَبَرْ مانع مائي طبيعي أعرض من نهر دجلة ويكون خلف الترتيبات الدفاعية في منطقة الحدود الفاصلة بين الفيلقين الثالث والسادس ويبعد عن الحافة الأمامية للترتيبات الدفاعية بمسافة لاتزيد عن 500 متر.

ثالثاً. نهر السويب الذي يُعْتَبَرْ قناة لتصريف مياه هور الحويزة في شط العرب جنوب شرق مدينة القُرْنَة ويَكْتَسِبُ أهمية خاصة للأسباب الأتية :

الأهمية التعبوية لنهر السويب

أولاً. يعتبر أضْيَقْ منطقة مائية بين هور الحويزة شرقاً ونهر شط العرب غرباً .

ثانياً. يعتبر أقرب نقطة الى الطريق العام ( العمارة – البصرة).

ثالثاً. يشكل الحدود الفاصلة بين الفرقة 31 قيادة الفيلق الثالث والفرقة الثانية قيادة الفيلق السادس.

رابعاً. يقع مقابل حقل مجنون الجنوبي الذي يعتبر نقطة الإنْطِلاقْ للقوات الإيرانية في حالة قِيَامِهِ بالتعرض ثانية على قاطع شرق دجلة.

خامساً. تحقيق أي موطئ قدم من قبل العدو الإيراني في هذا المكان يَحْوُلُ دون التعاون بين الفيلق الثالث في الجنوب والفيلق السادس في الشمال.

سادساً. إذا شَنَ العدو الإيراني هجوم جديد على القاطع وتمكن من تحقيق موطئ قدم في هذا المكان وقام بتطوير الهجوم يستطيع إحاطة قطعات الفيلق الثالث من الخلف إذا إستدارت قطعاته نَحْوَ الجنوب كما يستطيع إحاطة قطعات الفيلق السادس من الخلف إذا إستدارت قطعاته نحو الشمال .

سابعاً. كون لسان الزرداني بإستقامة السدة الشمالية لحقل مجنون الجنوبي مِما يُسَهِلْ تجسير الفجوة بي السَدَتَيْن كي تسهل تقدم وإدامة قطعات الجيش الإيراني من جهة الشرق بإتجاه الغرب.

الجسور في القاطع

أولاً. يوجد جسر حديدي على نهر السويب يربط بين قاطع الفيلق السادس من الشمال والفيلق الثالث من الجنوب بعد معركة تاج المعارك تم رصف عدة أنابيب أرامكو بقطر متر ونصف بطول 10 متر جَنْبَاً الى جنب وتم فَرْشِها بِعِدَةْ طبقات من الحصو والسُبْيَسْ كي تُشَكِلْ مانع لايسمح بمرور الزوارق الفايبر كلاس من هور الحويزة الى نهر شط العرب وتم رفع الجسر الحديدي.

ثانياً. يوجد في مدينة القُرْنَةِ جسر حديدي على نهر دجلة يربط بين الجهتين الشرقية والغربية لقاطع شرق دجلة .

ثالثاً. أُنْشِئَ شِمْال مدينة القُرْنَةِ جسر عسكري على نهر دجلة لخدمة القطعات.

الترتيبات الدفاعية قبل وأثناء معركة تاج المعارك

أولاً. خنادق النار تم حفرها في سطح السدة الترابية التي يبلغ إرتفاعها 3 أمْتارْ وهذا خطأ فادح حيث يكون مَحَرِكْ الإطلاقات خلال الرمي مرتفع جداً وغير مؤثر في حالة تقرب العدو غَوْصاً بالماء أو بواسطة الزوارق .

ثانياً. لا توجد أي منظومة مانع أسلاك شائكة في الماء لكي تسبب إعاقة لتقرب الزوارق المعادية كذلك لاتوجد منظومة مانع أمام الحافة الأمامية للسدة كي تُعْيقُ تقرب المُشاة الراجل المهاجم.

ثالثاً. لاتوجد حِجابات أمام الموضع الدفاعي في المُسَطَحْ المائي كي تُعْطي إنذار مبكر للموضع الدفاعي الرئيسي.

رابعاً. عدم وجود أي فعاليات تعرضية أمام الموضع الدفاعي بمسافة مناسبة لِتُنْذِرْ الموضع الدفاعي الرئيسي.

خامساً. عدم تعبئة الرشاشات المتوسطة والثقيلة بصورة صحيحة بحيث تُؤمِنْ الإسناد المتبادل فيما بينها.

سادساً. عدم تطهير ساحات الرمي من نبات القصب والبردي الذي يصل إرتفاعه أحيانا الى 3 أمْتَارْ فوق سطح الماء.

سابعاً. عدم مُراعاة أمن الموضع الدفاعي وذلك بالسماح للمدنيين بالتِجْوال ضمن المنظومة الدفاعية حيث كانوا يجمعون المعلومات عن حالة الترتيبات الدفاعية ويرسلونها الى العدو.

الترتيبات الدفاعية التي نفذها لواء المشاة 19 بعد دخول القاطع

خنادق النار و ملاجئ الأشخاص

أولاً. إلغاء خنادق النار التي كانت محفورة في سطح السدة الترابية لكونها لاتؤمن خط نار أُفَقْي لِمَحَرِكْ الإطلاقة حال خروج الرصاصة من فوهة السبطانة عند الرمي بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بمستوى سطح الماء وعليه تكون النار غير مؤثرة عند تقرب العدو من مقدمة السدة الترابية.

ثانياً. حفر خنادق نار في مقدمة السدة الترابية بمستوى سطح الماء لكي تؤمن خط نار أُفَقْي لِمَحَرِكْ الإطلاقة حال خروج الرصاصة من فوهة السبطانة عند الرمي بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كي تكون نيران الأسلحة مؤثرة وقاتلة مهما إقْتَرَبَ العدو من مقدمة السدة الترابية .

ثالثاً. عمل مرابض حديد للرشاشات المتوسطة والرشاشات الثقيلة وتثبيتها على خطوط رمي ثابتة تمنع سبطانة السلاح من الإرتفاع عن مستوى سطح الماء ولا حاجة للتسديد والتصويب من قبل الرامي في حالة الهجوم المعادي بكثافة بشرية على جبهة 180 درجة لكافة وحدات اللواء ، تم تَصْنِعِها من قبل مفرزة تصليح اللواء.

رابعاً. إستخدام رشاشات ثقيلة عيار 50% من العقدة نوع برواننك أمريكية الصنع من مساعدات حلف السنتو كانت مخزونة في مشاجب الأسلحة للأفواج في المعسكر الدائم للواء في مدينة السليمانية.

خامساً. إستلام رشاشات ثقيلة عيار 12,7 ملم خارج الملاك بنسبة 100% وتدريب أعداد على إستخدامها خلال فترة قصيرة وتَوزِعها على جبهة وحدات اللواء لغرض تكثيف النيران عند الهجوم المعادي.

سادساً. تصنيع روافد كونكريتية مُسَلَحَة بالشيش الحديد موقعياً من قبل منتسبي اللواء لتسقيف ملاجئ الأشخاص لحمايتهم من تأثير القصف المدفعي المعادي.

تطهير ساحات الرمي ونصب منظومة الموانع

أولاً. تطهير ساحات الرمي من نبات القصب والبردي لمسافة لاتقل عن 200 متر أمام خنادق النار على طول السدة الترابية بمكائن حديثة تم إستيرادها من قبل وزارة التجارة لهذا الغرض.

ثانياً. نصب منظومة مانع أسلاك شائكة في المسطح المائي أمام جبهة وحدات اللواء تَبْعُدْ مسافة 200 مترعن مقدمة السدة الترابية يبلغ إرتفاع أعمدة حديد الزاوية 4,5 متر تم نَصْبها في الماء من قبل سرية هندسة الصولة للواء وقص حديد الزاوية من قبل مفرزة تصليح اللواء.

ثالثاً. نصب منظومة مُعَرْقلِاتْ شوكية في الماء من عدة صفوف أمام مقدمة الساتر الترابي من الشيش الحديد قطر واحد إنج تم تصنيعها ميدانياً من قبل مفرزة تصليح اللواء ونصبها من قبل سرية هندسة الصولة.

رابعاً. نصب منظومة مانع سلكية واطِئة بدْأً من مقدمة السدة الترابية بعرض 4 متر أمام جبهة وحدات اللواء لغرض إعاقة جنود العدو عند الصولة.

خامساً. زرع الغام نابالم بحرية تحت الماء في مصب نهر السويب أمام جسر السويب تُفَجَرْ كهربائيا عند تقرب العدو من الجسر لكي تجعل المسطح المائي بروفة لنار جهنم يدخلها جنود العدو قبل موتهم ، تم زرعها من قبل صنف الهندسة العسكرية.

الحِجَابَاتْ

أولاً. تم تصنيع طوافات مربعة الشكل تم وضعها في المسطح المائي أمام جبهات الوحدات متبادلة النظر ومتبادلة الإسناد الناري فيما بينها تشغل من قبل حضيرة مُشاة تُبَدَلُ إسْبُوعْيَاً واجبها تأمين إنذار مبكر للموضع الدفاعي الرئيسي.

ثانياً. الحِجابَات المتحركة : يتم إخراج دوريات قِتْالية بزوارق فايبر كلاس مزودة بمحركات ذات قوة حصانية عالية بقوة حضيرة مُشاة في نقاط معلومة تم تدريب الطوائف على إستخدامها في الخلف في هور الحَمَارْ تخرج هذه الدوريات قبل الضياء الأخير وتعود قبل الضياء الأول
تذهب الى مكانها بواسطة التجذيف لكي لايكشف صوت المُحَرِكْ مكانها.


الإستخبارات التعبوية

الآمر / القائد الذي لايعير إهتمام الى إستخبارات المعركة التي يتم جمعها وتمحيصها بدقة يرتكب خَطَأً عَسْكَرْيَاً فادِحَاً يؤدي بحياة المِئات أو الألوف من جنوده في المعركة .

مراصد الإستخبارات

إستخدم اللواء ثلاث مراصد في أماكن مختلفة لغرض مراقبة حركة العدو بتفاصيل دقيقة في حقلي مجنون الجنوبي والشمالي التي كانت تعطي مدلولات لا تقبل الشك عن نوايا العدو المستقبلية:

أولاً. مرصد لسان الزرداني : كان يوجد خزان ماء أمام لسان الزرداني يَبْعُدْ بمسافة 100 متر أو أكثر بقليل يبلغ إرتفاعه أكثر من 10 متر عن سطح الماء يعني إرتفاعه يعادل بناية من ثلاث طوابق كان هذا الخزان يُغَذي قرية الزرداني بالماء الصافي قبل نشوب الحرب ، مع بداية الحرب ضرب الخزان بصاروخ طائرة إيرانية وأحدث فتحة بعرض يقارب متر ونصف وإرتفاع نصف متر في أعلى جسم الخزان من جهة الشرق المشرفة على حقول مجنون النفطية فور إستلام اللواء مسؤولية القاطع قُمْتُ بزيارة بإسْتِطْلاع الخزان من حيث صلاحيته للإستعمال حيث تم عمل فتحة من إتجاه قطعاتنا ( باب ) لغرض الدخول الى داخل الخزان أوعزت بفرش أرضية ومقدمة الخزان بأكياس رمل وتجهيزه بمرقب حدودي ذو قوة تقريب كبيرة وتوصيله بكيبل بحري في الماء وربطه مُباشَرَةً بضابط إستخبارات اللواء وآمر اللواء شخصياً كان هذا المرصد بمثابة رادار يرصد حركة العدو الصغيرة والكبيرة لِكَوْنِهِ الأعلى إرْتِفَاعَاً والأبعد في المسطح المائي وحقلي مجنون كأنَها منضدة رَمُلْ أمامه وتم إشغاله من قبل عناصر إستخبارات اللواء وكانوا يكتبون المعلومات بسجل أول بأول.

ثانياً. مرصد ثاني تُرابي خلف مقرات الأفواج يقوم بنفس مهمة المرصد الأول.

ثالثاً. مرصد المقر الجوال للواء.

رابعاً. مراصد الأفواج لكل فوج مرصد تُشَغَلْ من قبل عناصر إستخبارات الأفواج .

مراصد المدفعية

لكل بطرية مدفعية مرصد مُسْتَقِلْ مع كل فوج مُشاة مهمتها رصد حركة العدو وتصحيح نيران المدفعية.

دوريات الإستطلاع

تم تدريب سرية مغاوير اللواء في هور الحَمَارْ ونهر الفرات غرب القرنة بمناطق مُشابهة لهور الحويزة على دوريات الإستطلاع ودوريات القتال بإستخدام الزوارق المطاطية وزوارق الفايبر كلاس المجهزة برشاشات متوسطة حيث كُنْتُ أُكلف السرية بدوريات لإستطلاع السدة الغربية لحقل مجنون الجنوبي لغرض معرفة حجم التواجد المُعادي فيها وكانت تُزَوَدْ باسلاك مخابرة تستخدمها بدل الأجهزة اللاسلكية للتحدث مع الدورية بحرية دون إنكشاف مكانها.

أسر دورية تتنقل بزورق فايبركلاس

بعد الضياء الأول لأحد الأيام إقترب زورق مُسَلَحْ غير مُعَرَفْ اي مجهول الهوية من أحد أطواف الحجابات الأمامية آمر الحجاب مقاتل جذوره التأريخية في لواء المشاة التاسع عشر تمتد الى ماقبل سنة 1958 عندما كان آمر اللواء الزعيم عبد الكريم قاسم الذي شغل هذا المنصب لأكثر من أربعة سنوات مقاتل من الطراز الأول من أهالي ديالى إسمه ن ض مشاة دحام تخونني الذاكرة من معرفة إسم والده فتح النار على الزورق كأنه يصيد أحد طيور البجع التي تعيش في الهور حاول الزورق التخلص من النيران وباءت محاولاته بالفشل مما إضطر الى الإستسلام لكنه ظهر أَنَ الزَوُرَق صديق من قطعات الفرقة 31 الفيلق الثالث وإستقتل الضابط بعدم درج هذا الحادث في موقف اللواء عادة لأنه سينال عقوبة شديدة من أبو عبد الله قائد الفيلق الثالث اللواء الركن ماهر عبد الرشيد ، بعد إطلاق سراح الزورق إتصل مقدم لواء التشكيل الذي يعود له الزورق يرجو عدم درج الحادث بالموقف.

الخطة النارية

تم التركيز على ثلاث نقاط مهمة في إعداد الخطة النارية

أولاً. كون المنطقة مغمورة بالمياه وتأثير إنفجار قذائف المدفعية أقل من تاثيرها بالمناطق اليابسة تم إعتماد إسلوب الْسَدْ الناري في إنتخاب الأهداف.

ثانياً. جرى التركيز على إستخدام عِتاد الإنفلاق الجوى لرمي الأهداف القريبة من الحافة الأمامية للسدة الترابية .

ثالثاً. التركيز على إشراك فصائل الهاون للوحدات في الخطة النارية لتأثير قنابرها الشديد على العدو خاصة نيران الإنقاذ.

إدارة المعركة الدفاعية

على ضوء معلومات الإستخبارات وتَحْلِيلاً للمعركة السابقة ولأهمية الموضع الدفاعي للواء المُشاة التاسع عشر منطقة مصب نهر السويب أولاً ولسان الزرداني ثانياً تم تَعْيين و إنشاء مواضع الصد ( مقاومة التغلغل ) خلف عُقْدَة لسان الزرداني ومواضع كسر الجناح في منطقة السويب وتم إجراء المُمَارسَات على مسكها نهاراً وليلاً من قِبَلْ سرية مغاوير اللواء وإجراء ممارسات الهجوم المقابل على المناطق المحتمل سقوطها بيد العدو كما تم شرح كيفية إدارة المعركة الدفاعية للواء في إستراحة الفرقة بحضور قائد الفرقة وآمري التشكيلات وآمري الوحدات وآمر مدفعية الفرقة وآمري كتائب المدفعية للفرقة.

جاهزية الموضع الدفاعي وإستعداد منتسبي اللواء لمواجهة العدو

أولاً. فترة إعداد الموضع الدفاعي لوحدات اللواء إستغرقت 9 أشهر من العمل المتواصل نهاراً وليلاً الذي قام به منتسبي اللواء .

ثانياً. التدريب على القتال في المناطق المغمورة بالمياه في المناطق الخلفية في هور الحَمَارْ
ونهر الفرات و ولوجهم هذا النوع من التدريب لأول مرة الذي لم يُؤْخَذْ بنظر الإعتبار في إعداد نشرات تدريب المقر العام للجيش قبل الحرب.

ثالثاً. معالجة كافة السلبيات التي ظهرت قبل معركة تاج المعارك وخِلاِلها بدقة متناهية .

رابعاً. إجراء كافة ممارسات إدارة المعركة الدفاعية نهاراً وليلاً من إتخاذ مواضع الصد ومواضع كسر الجناح والهجمات المُقابلَة على مواضع سرايا محتمل قيام العدو بتحقيق مَوْطَئْ قدم فيها عند مهاجمتها وفحص الخطط النارية للمدفعية والهاونات المتوسطة.

خامساً. كافة منتسبي وحدات اللواء آمرين وضباط وجنود في أقصى درجات الإستعداد القتالي لِمُواجَهة العدو وقناعتهم بدحر وقبر أي محاولة يقوم بها العدو وبمعنويات عالية جداً .

تقريرمعلومات مديرية الإستخبارات العسكرية العامة

تقرير معلومات الإستخبارات الصادر من مديرية الإستخبارات العسكرية العامة يؤكد أن قاطع شرق دجلة مُرَشَحْاً للمرة الثانية كهدف لهجوم العدو المرتقب لغرض إستهداف الطريق العام (العمارة – البصرة ) بُغْيَةَ قطع إتصال الفيلق الثالث بالفيلق السادس في منطقة السويب جنوب شرق القُرْنَةِ الحدود الفاصلة بين الفيلقين والإستدارة نحو الشمال لإحاطة قطعات الفيلق السادس من الجنوب وتطويقها وأسر أفرادها أو الإستدارة نحو الجنوب لإحاطة قطعات الفيلق الثالث من الشمال وتطويقها وأسر أفرادها ثم إستهداف مدينة البصرة كهدف سوقي خطير.

مؤتمرات ضباط الإستخبارات

على ضوء التقرير المُشار إلَيْه آنِفَاً تم عقد مؤتمر في مقر الفرقة ومؤتمر في مقر الفيلق:

أولاً . مؤتمر مقر الفرقة الثانية : حضره قائد الفرقة ورئيس أركان الفرقة وآمر مدفعية الفرقة وآمري التشكيلات التي بإمْرَة الفرقة وهي لواء المُشاة الثامن عشر ولواء المُشاة التاسع عشر ولواء المُشاة 36 أدار المؤتمر ضابط الركن الثاني إ س الفرقة وحصلت مشادة بيني وبين ضابط إ س الفرقة حول المعلومات التي وردت في تقرير مديرية الإستخبارات العسكرية العامة حيث فَنَدْتُ صحة هذه المعلومات لتجربتي السابقة في قاطع الفيلق الرابع.

ثانياً. مؤتمر مقر الفيلق السادس : حضره كافة آمري التشكيلات التي في قاطع الفيلق وأداره ضابط إستخبارات الفيلق الشهيد اللواء الركن سِنان عبد الجبار أبو كلل كان في وقتها برتبة عقيد حول نفس المعلومات التي وردت في تقرير مديرية الإستخبارات العسكرية العامة
كذلك فَنَدْتُ ماجاء من معلومات في هذا التقرير وبعد نهاية المؤتمر إصْطَحَبَنْي الشهيد سنان عبد الجبارأبو كلل الى غرفته وقال هذا التقرير صادر من أعلى مرجع إستخبارات يجب عدم إنتقاده أمام العدد الكبير من آمري التشكيلات قلت له ستحدث مذبحة إسوء بما حصل في معركة تاج المعارك .

صورة

زيارة معاون(رأج ) للعمليات وقادة الفيالق والفرق الى منطقة السويب

بداية سنة 1986 تقرير الإستخبارات العسكرية العامة المُشار إلَيْهِ آنِفَاً سَخَنَ الموقف في قاطع شرق دجلة ، قيادة الفيلق السادس في صباح أحد الأيام كان الموضع الدفاعي للواء المُشاة التاسع عشر في منطقة السويب على غير موعد لزيارة عدد من قادة الفيالق والفرق صحبة معاون رأج للعمليات وهم :


[أولاً. معاون ( ر أ ج ) للعمليات اللواء الركن هشام صباح الفخري.
ثانياً. اللواء الركن نزار الخزرجي قائد الفيلق الأول.
ثالثاً. اللواء الركن سلطان هاشم أحمد قائد الفيلق السادس.
رابعاً. اللواء الركن شوكت أحمد عطا قائد الفيلق السابع.
خامساً. اللواء الركن يالجين عمر عادل قائد الفرقة 31 فل 3 .
سادساً. العميد الركن أحمد راكان الشمري قائد الفرقة الثانية.
سابعاً. العقيد فوزي البرزنجي آمر لواء المُشاة التاسع عشر.
ثامناً. العقيد برزان شعلان آمر لواء المُشاة 36 .

بعد تفقد الترتيبات الدفاعية للواء المُشاة التاسع عشرخاصة منطقة مصب نهر السويب وإطمئنانهم على ما لمسوه من جهود جبارة بُذِلَتْ خلال فترة تقارب تسعة أشهر دار الحوار التالي فيما بينهم ، وهذه شهادة لله أولاً وللتأريخ ثانياً قائد الفيلق السادس يؤكد إسْتِناداً الى تقرير الإستخبارات إن المكان الأكثر إحتمالاً لمحور هجوم العدو المُرْتَقبْ هو قاطع السويب قاطع لواء المُشاة التاسع عشر يرد عليه قائد الفيلق السابع الذي كان بدوره القائد الرديف لقائد الفيلق السادس أبو أحمد هل تعتقد العدو على درجة من الغباء يشن هجوم على هذا المكان ( مكان فوزي أقوى من خط بارليف ) يقصد لواء المُشاة التاسع عشر الهجوم على قاطع الفاو 100% لواء 111 حدود في قاطع الفاو تشكيل جديد و جنوده أحداث مستجدين يجب تعزيز القاطع رد معاون رئيس أركان الجيش للعمليات لايوجد لدينا إحتياط تدخل قائد الفيلق الأول قال أنا مستعد تحرير لوائين من قاطع الفيلق الأول لتعزيز قاطع الفيلق السابع تأييداً لرأي قائد الفيلق السابع سَكَتَ الجميع وتحركوا الى مقر لواء المُشاة 36 لتناول طعام الغداء بعد الإنتهاء من تناول الطعام فُتِحَ الحوار ثانيا وكرر قائد الفيلق السادس خطورة قاطع السويب قاطعه قائد الفيلق السابع وقال أبو أحمد الفاو الخاصرة اليُسْرى وأشاره على خاصرته حيث قال إنها أقرب مكان الى القلب بعد إحتساء الشاي غادروا جَمِيعاً الى مقر الفيلق السادس وَعُدْتُ أنا الى مقراللواء

تقييم للموقف العام وإجراء تقدير موقف للوقت والمسافة

على ضوء تقرير معلومات مديرية الإستخبارات العسكرية العامة والحوار الذي دار بين قادة الفيالق خلال زيارتهم لقاطع اللواء والمعلومات التعبوية التي تُسَجَلْ يوميا في مرصد الزرداني كان لي رأي آخَرْ لذلك عَقدْتُ مؤتمر لآمري الوحدات وآمر كتيبة مدفعية الإسناد المباشر للواء وهيئة ركن مقر اللواء وأجرينا تقدير موقف للوقت والمسافة لقطعات العدو على الخرائط حيث كانت منطقة تحشد العدو في منطقة الجفير حسبنا أسوء الإحتمالات لحساب الوقت المُسْتَغْرَق لتنقلها من الجفير الى الفاو يحتاج العدو الى ثلاث ساعات تنقل وبما إن الوقت شِتاءاً والضياء الأخير الساعة الخامسة مساءاً وإذا أضِفْنا ساعة أخرى للمباشرة بالتنقل فإن طلائع قوات العدو
تصل الى الجهة الشرقية لشط العرب المُقابلَة للفاو بالساعة التاسعة ليلاً بإمكان العدو
نقل من لواء الى ثلاثة ألوية حتى الساعة 12 ليلاً وهذه القوة بإمكانها الهجوم على الضفة الغربية لشط العرب وتحقيق موطئ قدم فيها قياساً على ماحدث في معركة شرق دجلة ، بعد إنتهاء المناقشة أنا أصبحت على يقين بعد الآن لا هجوم على قاطع شرق دجلة.

الحلقة القادمة معركة الفاو 1986

اللواء فوزي البرزنجي
11/ 9 / 2013

صورة العضو الشخصية
عاشق الرافدين
Sergeant - Arif
Sergeant - Arif
مشاركات: 219
اشترك في: الثلاثاء إبريل 24, 2012 12:21 am
مكان: بغداد
اتصال:

Re: الإستحضارات الميدانية التي سبقت معركة الفاو سنة 1986

مشاركة بواسطة عاشق الرافدين » الخميس يوليو 17, 2014 12:05 pm

شكرا لك سيادة اللواء على الموضوع والمعلومات القيمة والتي تظهر جانبا من تاريخ جيشنا الباسل ... تقبل تحياتي وودي
أنــا عاشـــــــــق الرافـــــــــديـــــــــــن

fawzi
Corporal - Naib Arif
Corporal - Naib Arif
مشاركات: 153
اشترك في: الجمعة ديسمبر 27, 2013 7:59 am

Re: الإستحضارات الميدانية التي سبقت معركة الفاو سنة 1986

مشاركة بواسطة fawzi » الخميس يوليو 17, 2014 11:27 pm

عاشق الرافدين كتب:شكرا لك سيادة اللواء على الموضوع والمعلومات القيمة والتي تظهر جانبا من تاريخ جيشنا الباسل ... تقبل تحياتي وودي
شكراً لإطلاعكم على المقال وشكراً على ثنائكم
مع التقدير والأحترام[/size][/color]

أضف رد جديد

العودة إلى “Army الجيش العراقي\القوات البرية”