شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي رئيس أركان الحرس

رقمية او على ورق، حديثة و قديمة
أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
نبوخذنصر
Private - Jundi
Private - Jundi
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس أكتوبر 18, 2012 7:42 pm

شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي رئيس أركان الحرس

مشاركة بواسطة نبوخذنصر » الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 6:52 pm

الفريق سيف.... فهو:

- ولد في قضاء راوة في محافظة الأنبار عام 1949

- تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم عام 1970

- ثم تخرج من كلية الأركان العراقية عام 1980

- ثم درس في كلية الحرب العراقية جامعة البكر، وتخرج منها عام 1985.... الأول على دفعته...

- عمل في صنف الدروع وكان ضابط وحدات وشغل مناصب عدة أهمها:

- آمر لواء مدرع ثم قائد فرقة ثم رئيس أركان فيلق ثم قائد فيلق...

- ثم أمين سر عام الحرس الجمهوري....

- وأخيرا ترأس أركان الحرس الجمهوري في أواخر عام 1999...

- شارك في حرب تشرين عام 1973 على الجبهة السورية....

- ثم شارك في الدفاع عن العراقي أيام العدوان الخميني ا وأصيب وقتها...

- كذلك شارك في الدفاع عهن العراق أيام العدوان الثلاثيني عام 1991...

- كرمه صدام حسين عدة مرات...

- نال أوسمة الشجاعة –


بالنسبة لشهادة الفريق سيف.....


يبدأ عبد العظيم محمد بسؤاله عن: اللحظات الأخيرة التي عاشها العسكريون العراقيون والقيادة العراقية، كان هناك إنذار قبل ثمانية وأربعين ساعة من بدء المعركة وجهه "الوغد بوش" لخروج الشهيد صدام حسين ونجليه الشهيدين من العراق، كيف عشتم هذه اللحظات؟

فيجيب الفريق سيف: بسم الله الرحمن الرحيم، لي تعقيب فيما يخص أنه المعركة استمرت واحد وعشرين يوم....... الحقيقة المعركة مع العدو الأميركي وحلفائه استمرت اثني عشر عام بعدة صفحات، الصفحة الأولى كان في عدوان عام 1991 اللي اشتركت فيه دول الحلفاء والمحور في حرب عالمية ثالثة ضد القوات المسلحة العراقية.... وضد العراق بشكل عام... والصفحة الثانية كانت ما بين 2003 وما بين عدوان 1991 تضمنت حصار اقتصادي جائر ضمنت عدوان بالرجعات متكرر.... وضمنت أيضا في عام 1998 قام العدو بعمليات ضربت بها بغداد بأكثر من أربعمائة صاروخ...... واستمرت هاي الحالة حصار وعدوان وتآمر لحين بدء إنذار بوش عام 2003.

بكل الأدبيات العسكرية بالعالم.... ما أكو يعني جيش في العالم ينذر..... يعني المصريين بذلوا جهود كبيرة حتى يقنعون الكيان الصهيوني بأنه ما أكو عملية عبور باتجاه الضفة الغربية لقناة السويس... وإحنا بذلنا جهود كبيرة حتى نقنع الإيرانيين في عام 1988 بالفاو بأنه يعني ما عدنا عمليات باتجاه الجنوب.... بس القوة تولد الغطرسة... وهذه الغطرسة الشديدة لبوش وحلفائه راح تقود إلى التهور والتهور رح يقود إلى الهلاك....

مَن أنذر بوش ((من وقت أنذار بوش)).. إحنا عندنا وسائل إنذار....يعني للطيران المعادي... لصواريخ الكروز عدنا وسائل إنذار كاملة تنذرنا.... والقطعات ممرسة على هذه الواجبات... ولكن أنا أنذرك بأقول لك قبل ثمانية وأربعين ساعة!!! يعني أنطاك مهلة بأنه راح تنضرب أنت 100%...إذن.. إحنا خلال هذا الإنذار، قطعات بالجيش أو الحرس الجمهوري أو كل دوائر الدولة مدربة على هذه الواجبات منذ عام 1991.... وفي سياقها أكو بالتدريب هو كيفية التهيؤ للحركة الفورية، والتنقل إلى المقرات البديلة ومواقع الوحدات البديلة،.... كل وحدة من وحدات الحرس الجمهوري من الموسيقى إلى الطبابة إلى التموين والنقل إلى كتائب الدبابات كلها بالكامل لديها مواضع بديلة محفورة مهيأة مموهة تنتقل لها للإفلات من الضربة المعادية.... أي المعسكرات تبقى فارغة تماما.........

الإجراءات اللي اتخذناها..... يعني مَن قال بوش... أنذر بوش... القطعات كلها خرجت... الجيش والحرس إلى المخابئ... وأصبحت المعسكرات فارغة.... دعينا لاجتماع باليوم التالي بالقصر الجمهوري.... للاجتماع بالسيد الرئيس القائد صدام حسين.... وحضرنا، وحضر معنا ووزير الدفاع، وحضر الفريق حسين رشيد، أمين سر القيادة العامة...... حضر قائد القوة الجوية.... وحضر الشهيد قصي صدام حسين.... وحضرت مجموعة من الضباط...... فدخلنا بالقصر الجمهوري.... طبعا القصر الجمهوري مستهدف.... يعني أكو إنذار، يعني كان بإمكان العدو أن يضربنا خلال فترة الإنذار...... حتى أنا استغربت يعني شون هذا الاجتماع...... قلت للشهيد قصي... قلت له شون يصير بالقصر الجمهوري يعني ممكن العدو يضربنا.... فقال لا... عدنا ثمانية وأربعين ساعة..... قلت له يجوز العدو ما يلتزم بها.... يعني هذه الثماني وأربعين ساعة.... وفعلا بعدين ما التزم بها.......

عبد العظيم محمد: ما التزم.... ضرب... هذه ضربة الصيد الثمين اللي في منطقة الدورة كما اعتقد في يوم 19/3.

الفريق سيف: إحنا دخلنا إلى غرفة الاجتماعات.... لقينا السيد الرئيس واقف.... وكان لابس عسكري... وصار فترة طويلة وهو ما لابس عسكرية.... البذلة اللي لابسها يعني هو كان قاتل بها بالقادسية..... والآن يعود إلى القتال مرة أخرى.... دخلنا، قال السيد الرئيس ما يلي:

قال: هاي يعني كيف صارت الأمور يعني، هاي الحالة.... المتدنية، بأنه يجيك رئيس دولة معادية يقول لك أطلع، أترك منصبك، وأترك شعبك حتى احتلك.... إحنا نقاتل إلى آخر قطرة من دمائنا، هذا كلام السيد الرئيس.... اجتمعنا، جلسنا، وأنا كنت حامل مجموعة من الخرائط عاد تخص الدفاع عن بغداد... تخص عموم قواطع العمليات... السيد الرئيس ركز على أمور.... وطرحوا الدفاع بعض الحالات... قالوا عندنا تشكيلات في مفرق بستانة قريبة من أربيل.... السيد الرئيس قال تعود كركوك... ركز عليها السيد الرئيس... وقال: هذه معركتنا معركة مصير... إذا الله كتب لنا النصر فهذا النصر لنا وللأمة العربية كلها وإذا كانت حالة أخرى العدو قدر أن يوصل..... فراح تطلع قيادات جديدة من الشعب.....وحددها بالاسم، قال تطلع قيادات من الفلوجة ومن الأنبار ومن صلاح الدين من البصرة من ديالا قيادات جديدة..... راح تقاتل العدو وتجبره على الرحيل من العراق وراح تدحرج أميركا من القمة إلى السفح.........

عبد العظيم محمد: عندما ضرب هدف الفرصة... (مزرعة الدورة) هل كان لديكم اجتماع في ذلك المكان أو القيادة العراقية السياسية كان لديها اجتماع في ذلك المكان؟

الفريق سيف: أبداً لا يوجد أي اجتماع للقيادة السياسية أو العسكرية في مزرعة الدورة..... الاجتماع تم بالقصر الجمهوري... وكان ورانا مباشرة حضرت الرفيقة هدى عماش... ومجموعة من الوزراء تباعا كانوا يجون... إحنا بعد أن كملنا وسلمنا على السيد الرئيس... تركنا القصر الجمهوري... وين رحنا؟ رحنا المقر العام للحرس الجمهوري ببناية الأسكوا بحي العامرية، قرب المطار،.... دخلت للمقر..... فلاحظت أكو دبابة تي 55 كانت على دكة ويمها تمثال السيد الرئيس على صهوة جواد عربي.... تنزل يعني، قلت لهم ليش بتنزل؟؟ قالوا بنخليها لمكان آخر.....، أعتقد إلى حديقة الزوراء.... قالوا: لأنه هاي الدبابة كانت رمز.... لأنه السيد الرئيس قادها في ثورة تموز عام 1968 وهي كانت من تشكيلات اللواء المدرع العاشر... طلعت أنا دخلت إلى غرفتي يعني نفسي أنا والمرحوم قصي موجودين بالمقر يعني استمرينا بالمقر..... بمقرنا الدائم.... فأشار لي العميد ركن عبد السلام سكرتير المشرف، هو ضابط جيد ومتابع.... وأبوه رجل دين وقور... فطلعت فوق... قلت له اشوكت الاجتماع، قال بعد ساعة... قلت له طيب... أنا صعدت، بلغت مدير المكتب شون إخلاء مكتبنا... قال كل الإجراءات إحنا أتخذناها..... واللواء أحمد يعني ضابط ركن جيد ومتابع..... وقال لي كل قطعات الحرس الجمهوري خرجت..... حتى وحدة الموسيقى..... خرجت إلى المواضع البديلة..... ومعاهم مواصلات وارتباط بشكل كامل.... بعد ساعة جاء قصي قعد جنبي قبل الاجتماع..... سلمت عليه الله يرحمه..... طبعا شخصية قصي شخصية رائعة يعني..... رجل متواضع شجاع قوي.... أخلاقه راقية..... لو يشوفنا باليوم عشرين مرة يسلم علينا بحرارة ويرحب بنا.... قعدت قال لي عندي اجتماع ويا الرفاق أعضاء القيادة راح يصير هنا بس أريد الاجتماع يصير بغرفتي...

قلت له: سيدي ترى بالنسبة للاجتماع بغرفتك ما يستوعب المكان... قال لي إحنا عندنا غرفة عمليات مهيأينها.... كل أعضاء قيادة المنطقة الوسطى راح يحضرون... اللي هي الأنبار وديالا والحلة وبغداد ضمن هذا القاطع.... قلت له: أنا أعرف ليش ما تريد تروح لغرفة العمليات.... وأنا أحشيلك بصراحة.... قال لي: ليش؟ قلت له أنت ما تريد تقعد على الكرسي الرئيسي.... تريد تقعد حالك حالنا.... قال نعم..... لأنه أغلب الرفاق سبقوني بالنضال وأكبر مني عمر وهم أعضاء قيادة وأنا مو عضو قيادة.. ولو أنا قائد منطقة وسطى.. بس أنا جزء من عندهم... قلت طيب نحل الموضوع..... قال كيف؟ قلت له: نخلي الكرسي مالك بالوسط.. وأعضاء القيادة يمينك ويسارك وأمامك... وبهذا ما راح تكون على الكرسي الرئيسي....

يا أخي شوف الأخلاق.. يعني بدون هاي الأخلاق ما نربح.... اجتمع بأعضاء قيادة المنطقة الوسطى..... طلبوا عتاد خفيف خاصة... وزع لهم فورا... ونسق حول الدفاع.... وعرضوا خططهم واتجهوا باتجاه مناطقهم.... قبل الغروب صار اجتماع ثاني بالنسبة للشهيد قصي الله يرحمه.. مع الدفاع الجوي للحرس الجمهوري... طبعاً قصي ها الفترة صار عنده رؤية عسكرية واستراتيجية وهو ذكي جدا.... ذكي جدا باستخدام الخريطة.....

عبد العظيم محمد: هو كان منصبه المشرف عن الحرس....

الفريق سيف: مشرف على الحرس الجمهوري... لا تتحرك دبابة واحدة أو عجلة أو مدرعة أو مدفع واحد ألا بأمر المشرف على الحرس الجمهوري... يعني لا يوجد صلاحية لقائد الفيلق أو حتى رئيس الأركان أن يحرك دبابة من مكان إلى آخر إلا بموافقة السيد المشرف على الحرس الجمهوري...

عبد العظيم محمد: حتى أنت يعني؟

الفريق سيف: نعم.. هذه تحديدات أمنية معروفة بالحرس الجمهوري.... فتناقش ويا الدفاع الجوي... إحنا عندنا أربع كتائب صواريخ دفاع جوي تنفتح على محيط بغداد... هي كتيبتين كفدرات، اللي هي سام 6 روسية.. وكتيبتين مختلطة روسا ورولاند..... رولاند فرنسية... وروسا روسية.... تدري هاي البطاريات من تنفتح على محيط بغداد كل ساعة لازم تغير موضعها... وإلا تستهدف بالحرب... وهاي بها معضلة فنية، بها معضلة إدارية، يعني معاضل عديدة بالنسبة للاستخدام.. بس هما كانوا يتنقلون بالمواصلات وإلى آخره،...ارتاح بالنسبة للدفاع الجوي وعلى توزيعهم...

صار اجتماع آخر أيضا مع آمر الحرس الخاص برزان... وركز السيد المشرف على الحرس الجمهوري على ما يلي: حماية المطار مطار صدام الدولي... حماية مجمع الرضوانية... الجسور داخل مدينة بغداد...القصر الجمهوري... كل القضايا اللي تخص جهاز الأمن الخاص... عندك احتياجات؟ قال ما عندي آني كلش احتياجات..... أيضا أنهينا الاجتماع....اتصل بالقيادة... قادة الفيالق والفرق شخصيا... وتأكد.....أخبروه الجميع بأنه كل القطعات الآن هي منفتحة في مناطق الإخفاء...

عبد العظيم محمد: لما صارت ضربة الصيد الثمين....هل أصبح هناك تحول في أماكن القيادة وتواجدكم واجتماعاتكم؟

الفريق سيف: إحنا لما صارت الضربة كنا بالمناطق البديلة... فأنا كنت قاعد بالمقر... المقر مرتب بشكل جيد..... مواصلات وضباط ركن... فكان معي ضابط ارتباط من السيد الرئيس صدام حسين... ضابط ارتباط، عقيد ثابت النفوس، أبو علي رجل وقور كبير بالعمر...

شفت هذا الرجل... يعني... إمكانية بقاءه ويانا والسهر ما يتحملها... ما يقدر يأخذ راحته.. بجو كله توتر وكله إجراءات... فقلت له: أخويا أنت واجبك ارتباط بيننا وبين السيد الرئيس.. أتروح لمدير المكتب بمقرنا الآخر، وتقعد هناك قدامك كل المواقف تشوفها وتوديها....أدى التحية... رجل محترم وراح..... ننتظر الصواريخ... ما وصلت الصواريخ... ننتظر ما وقعت... يعني أستاذ عبد العظيم إحنا صارت عندنا خبرة بالحرب.....يعني بنحسب توقيت الصاروخ اللي يعبر من البصرة أيش وقت يوصل..... والصواريخ تيجي فوق الكوت تضرب الراشدية... الصواريخ فوق اليوسفية تضرب الرضوانية..... الصواريخ اللي تيجي من يم بغداد هي باتجاه الحبانية تروح على تكريت وعلى مجمع الرئاسة في مكحول... حتى مسار الصواريخ نمشي وياها بنعرفها وين توقع.... الصبح عاد قصي الله يرحمه زارني الصبح.....قال ترى ضربت مزارعنا بالدورة.... بس خالية قال ما بها احد..... فجاء قصي المغرب قال لي خلينا نأخذ لنا جولة داخل بغداد... هو دائما يسوق سيارته بنفسه... أبدا ما في يوم شفت سائق يسوق سيارة قصي هو يسوق فركبت بصفه....

عبد العظيم محمد: كان معكم حماية؟

الفريق سيف: عجلة واحدة... هو دائما حمايته قليلة... طلعنا باتجاه حي العامرية على طريق المطار على القيادة القومية للقصر الجمهوري... التصنيع العسكري... وصلنا إلى جسر الأعظمية... رجعنا إلى طريق شارع الربيع ثم إلى مقرنا... بقى يحكي لي، قال: ركزوا على قضايا المقاتلين... رواتبهم... شون يوصلوها لأن المعركة تطول... ترى إحنا ما كنا نتوقع الهجوم البري ثاني يوم... هو هذا اللي باغتنا.. رجعنا أنا وقصي، نزلني يم المقر... الله يرحمه ودعني وراح... دق التليفون قال: موجة صواريخ وراها موجة صواريخ وراها موجة صواريخ... يعني ما أكو نهاية.. لها بداية وليس لها نهاية... طلعنا بره نشوف... تقريبا كل ثانية كان يوقع صاروخ كروز.. كل ثانية تحسب يوقع صاروخ كروز... ضرب مقرنا...غرفتي انضربت بصاروخ مباشر... غرفة قصي الله يرحمه انضربت بصاروخين... غرفة أمين السر العام انضربت بصاروخ... وبقية المناطق انضربوا حوالي ثمان صواريخ...

عبد العظيم محمد: طيب أول اجتماع مع الرئيس صدام حسين بعد هذا القصف؟؟

الفريق سيف: بداية الحرب كان الاجتماع يصير مسائي بين السيد الرئيس صدام حسين وبين السيد وزير الدفاع... وبين المشرف على الحرس الجمهوري المرحوم قصي صدام حسين... وتجينا التوجيهات... ولكن بعد اشتداد الحرب لا... التوجهيات تجيك تباعا على تطورات المعارك... وشون أدارها السيد الرئيس....

عبد العظيم محمد: يعني حتى نفهم طريقة التخطيط للمعركة... كيف كانت تقاد المعركة؟ بيد مَن كانت الأوامر؟ مَن كان يستلم الأوامر... من المعروف أن العراق قسم إلى ثلاثة مناطق...

الفريق سيف: بس قبل هذا أقول لك بأنه خسائرنا بالضربة الأولى كانت محدودة... يعني لا تتعدى عشر شهداء... وهاي القوة اللي ضرب بها بوش سماها الصدمة والرعب... اشتركت بها حوالي ثلاثة آلاف صاروخ كروز... إحنا متخذين إجراءات قوية... وحتى الجيش أيضا خسائره محدودة... نيجي إلى موضوع القيادة والسيطرة بالحرب... أنذاع بيان بالراديو بأنه تم توزيع قيادات المناطق... بس أريد أعطيك فكرة عن قدرات القوات المسلحة قبل العدوان... إذا تسمح لي يعني... بالنسبة للجيش الجيش العراقي الباسل اللي تاريخه مجيد، يعني من واحد وعشرين وفي كل المعارك... وإحنا أولاد الجيش يعني.. آني ابن الجيش.. آخر 1997 غادرت الجيش للحرس... والحرس هو نفسه أيضا جيش... كل ضباطه من الجيش.. بالنسبة لقدرات الجيش، عنده كانت خمس فيالق... الفيلق الأول يتألف من ثلاث فرق مشاة وفرقة آلية، مهمتها الدفاع عن مدينة كركوك، وعنده جبهة محددة.... أما الفيلق الثاني يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة مقاطعة ديالا ومندلي والكوت.... الفيلق الثالث يتألف من فرقة مدرعة وفرقة آلية وفرقة مشاة وواجبها الدفاع عن مناطق البصرة والناصرية... الفيلق الرابع يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة... وواجبها الدفاع في منطقة العمارة وقلعة صالح.... الفيلق الخامس يتألف من أربع فرق ثلاثة مشاة.. وفرقة آلية... وواجبها الدفاع عن مدينة الموصل..

القوة الجوية العراقية هي أكثر القطعات تضررت في عدوان عام 1991 لأنه إحنا كان عندنا قبل الحرب ستمائة طائرة مقاتلة من أحدث الأنواع ميراج وميج 23 و25.. اللي بقى من عنده صالح قبل عدوان 2003 سبعين طائرة... القوة الجوية اللي كانت ستمائة طائرة قبل عدوان 1991..... ليش ترى أقول لك الصفحة الأولى كانت في عام 1991....فالقوة الجوية ما كان عندها القدرة.. يعني....إنه تجابه هذه القوة من الناحية التقنية وأشياء أخرى....عندك بالنسبة للقوة البحرية أيضا تضررت بالعدوان، لأنه كانت قريبة من الكويت وقريبة من الخليج، مجرد زوارق بحرية عندنا... وعندنا قواعد إطلاق صواريخ صينية.. أرض بحر.. وبالنسبة للدفاع الجوي... تدري يعني وسائله أيضا أكثر صنف تضرر بالعام 1991...لأنه كانت معركة بين الدفاع الجوي العراقي وبين القوات المعادية وأسقطنا بها ثمانين طائرة معادية....

يعني هذا ما ذكره شوارزكوف... ثمانين طائرة مقاتلة سقطت بوسائل الدفاع الجوي العراقية عام 1991.....لو تدري حضرتك بعد 1998 صارت معركة فريدة بالعالم...ما بين الدفاع الجوي العراقي فقط... وما بين القوة الجوية المعادية... عدوان يومي ضمن جنوب الخط 33 وشمال الخط 36.. يوميا عندك كمائن الدفاع الجوي... والعدو يضربه.. فالعدو بهالموقف يعني تعرف على كل خصائصنا...

عبد العظيم محمد: السيد الفريق.. أريد أن نفهم منك أيضا... الحرس الجمهوري... أين كان يتوزع وكيف تم توزيعه؟

الفريق سيف: بالنسبة للحرس الجمهوري يتألف من فيلقين: فيلق الله أكبر... يتألف من ثلاث فرق: فرقة نبوخذ نصر مشاة، واجبها الدفاع عن مدينة كركوك.. فرقة عدنان مشاة آلية، واجبها الدفاع عن مدينة الموصل، فرقة حمورابي مدرعة، مجهزة بأحدث الأسلحة دبابات 72، واجبها الدفاع عن بغداد... وعليها لواء واجبات خاصة26 في الثرثار.. واجبه مهمات خاصة...

قيادة عمليات الفتح المبين هي فيلق، كانت أيضا ثلاث فرق، فرقة المدينة المنورة في منطقة الصويرة والمسيب والمحاويل... فرقة النداء أيضا فرقة مدرعة مجهزة بأحدث الأسلحة (T 72) و(BMB 2) في منطقة ديالا يعني بعقوبة والنهروان... فرقة بغداد مشاة راجل.. واجبها الدفاع عن مدينة الكوت...هذا الانفتاح الأولي للقطعات قبل العدوان... طبعا.. من صارت قيادات مناطق... من صارت قيادة المنطقة الشمالية، تضم الموصل وكركوك يعني تضم الفيلق الأول والثاني... الأول والخامس العفو... كل قطعات الأجهزة الحزبية والأجهزة الأخرى والفدائيين بقيادة الفريق أول ركن عزت الدوري... تيجي إلى قيادة المنطقة الوسطى يقودها المشرف على الحرس الجمهوري، السيد قصي صدام حسين نائب الفريق الأول ركن سلطان هاشم وزير الدفاع... شو تضم؟؟ تضم الفيلق الثاني بالأساس... والحرس الجمهوري ترى مو ضمن المنطقة الوسطى.. هو ضمنها جغرافيا... ولكن يأتمر بأمر السيد الرئيس القائد صدام حسين... تضم الأنبار تضم ديالا وتضم الحلة... ولاحقا صارت الكوت ضمنها... خلال سير العمليات... قيادة المنطقة الجنوبية، واضح يعني البصرة والعمارة والناصرية... يقودها فريق أول ركن علي حسن المجيد، وتضم الفيلق الثالث والرابع والبحرية... وكل الأجهزة الحزبية والمخابرات والأجهزة الأخرى يعني...

قيادة الفرات الأوسط اللي يقودها السيد مزبان خضر هادي تضم النجف وتضم كربلاء والسماوة والديوانية... هذه القيادة الوحيدة اللي ما بها لا تشكيل ولا فرقة ولا مقر فيلق....

عبد العظيم محمد: أريد أن أسألك عن نقطة ذكرتها، وهي التداخل بين قيادة المنطقة الوسطى والإشراف على الحرس الجمهوري من قبل قصي صدام، كان له يعني مهمتين، هي قيادة المنطقة الوسطى، والإشراف على الحرس الجمهوري... هل أثر عليكم هذا التداخل؟ كيف أثر على المعركة.. على إصدار الأوامر... باعتباركم حرس جمهوري وهناك منطقة وجيش وإلى ما ذلك؟

الفريق سيف: يعني تسمح لي أوضح هذه النقطة لاحقا بعد أن نأخذ موضوع سير المعركة... لو قصي الله يرحمه صاير فقط مسؤول عن الدفاع عن بغداد لكانت المعركة صار لها وجه آخر...لأن هو عنده قيادتين... قيادة يدافع بها عن بغداد، صح بغداد ضمن المنطقة الوسطى... بس يعني بغداد كهدف استراتيجي مهم... يعني الحرس الجمهوري انجر إلى معارك المنطقة الوسطى... يعني هو كقائد منطقة وسطى... يعني من تصير معركة بكربلاء... بالحلة أو بالأنبار... يصير إنزال بعكاشات أو يصير معركة بديالا... يعني تشتت جهد السيد المشرف الله يرحمه... وتركيزه صار على الأطراف أكثر من القلب.. ولا هو القلب الأطراف تحميه... بس تدري القطعات والجهد صار باتجاه آخر... مثلا إحنا... يعني الدفاع عن الحلة مائة كيلومتر عن بغداد... يعني ليس من مهمة الحرس الجمهوري أن يروح هكذا مسافة... يعني يدافع عن هدف مسافة مائة كيلو... وهذي سببت لنا مشاكل أحشي لك إياها لاحقا.. كيف رحنا للحلة.. فإذن إحنا كحرس جمهوري واجبنا الدفاع عن كل العراق... إحنا كمهمة يعني... الدفاع والتعرّف في الوقت اللي يحدده القائد العام للقوات المسلحة...

عبد العظيم محمد: طيب ما أبديت هذه الملاحظة لقصي.. وإنه التشتت وخروج قوات الحرس الجمهوري إلى خارج بغداد سيضعف من جبهة بغداد؟

الفريق سيف: لا... الحقيقة أنا أجريت دراسة قبل الحرب بأكثر من سنة.. ورفعتها للسيد المشرف الله يرحمه.. قلت له يا سيدي.. ترى عندنا 50% من الحرس الجمهوري خارج معركة بغداد... واللي متيسر عندنا هي ثلاث فرق مدرعة... فأرجو أنه يعني تطرح الموضوع على السيد الرئيس الله يحفظه بأنه يتحرك فيلق الله أكبر من تكريت.. بنعطيه مسؤولية الدفاع شمال بغداد على محور الفلوجة ومحور التاجي.. ونحرك قوات عدنان بالموصل إلى التاجي.. ونحرك حمورابي من التاجي إلى الحصوة عن طريق الفلوجة.. وعندنا بالنسبة لنبوخذ نصر تيجي على محور الشعلة بالداخل... يعني حتى نحيط بغداد من كل جهة... بدأ العدو يهدد بغداد أولا.. واقترحنا بالنسبة لفيلق الفتح المبين تيجي قوات بغداد من الكوت تتمركز في الصويرة.... والمدينة المنورة تتحرك باتجاه المسيب... والنداء تيجي في منطقة النهروان...

لم يتم العمل.. وبقى الحال... بدينا نكرر الدراسات حتى تيجي القطعات... ولكن هاي المناورة تمت بعد أسبوع من بدء الحرب...

عبد العظيم محمد: أنت ذكرت توزيع قطعات الجيش العراقي وإمكانيات الجيش العراقي...أريد أن أعرف منك تصوركم عن إمكانيات العدو...القوات الأميركية وحلفائها... تصوركم عن هذه القوات وإمكانياتها... كيف كان هذا التصور؟

الفريق سيف: تصور واضح من الجندي إلى قائد الفرقة والفيلق.. السيد الرئيس كان يركز بأنه المعلومات يعني على قدر من يحتاجها... يعني ليس بالضرورة إنه الجندي يعرف كل ما يمتلكه العدو من أسلحة تدمير...لأنه تأثر على معنوياته لاحقا... فتدري أكثر جيش بالعالم عنده كراسات هو الجيش العراقي...ونمتلك حتى يعني التعبئة على مستوى السوق والعمليات اللي يستخدمها الجيش الأميركي... وتكتيكاته كلها معروفة عدنا... وعدنا سلسلة يعني كاملة من الدراسات...

عبد العظيم محمد: يعني استحضرتم المقارنة بين إمكانياتكم وإمكانيتهم؟...((فقرة مهمة جدا جدا))...

الفريق سيف: نعم... وعلى ضوءها اتصرفنا... يعني ثلاثة إلى واحد تفوق المعادي... بس هو دا يتفوق عليك بالطيران... مثلا ألفين طائرة ضد صفر ما أكو لا طائرة تطير...وحتى وسائل الدفاع الجوي مالتك... العدو عنده أساطيل بحرية...إحنا عدنا زوارق بحرية...هذه أوجه المقارنة...العدو يمتلك ترسانة نووية... حوالي اثني عشر ألف رأس نووي يعمل تحت مظلة نووية...إحنا متهمين بأسلحة دمار شامل وكل شيء مو عدنا... ومع ذلك دا يضربونا... ميزانيتنا نحن بالحرس أربعة ملايين دولار... ميزانيتهم السنوية أربعمائة مليار دولار!!! فبالنسبة للمقارنة يعني نعرف أسلحة العدو.. ونعرف تأثير طائرات الاباتشي... وكل الأنواع معروفة عدنا...

عبد العظيم محمد: على ذكر أسلحة الدمار الشامل... يعني هل حقيقة كان لديكم ربما سلاح أخير لم يستخدم هو أسلحة كيماوية...أسلحة دمار شامل؟

الفريق سيف:أبداً...يعني القيادة السياسية بالعراق أبدت مرونة ما مثلها أكو قيادة بالعالم تتجنب الحرب...يعني دخلوا حتى بغرف نوم رئيس الدولة...المفتشين.. بالقصر الجمهوري..معسكراتنا... دمروا المعامل...فتشوا كل شيء...يعني يطلعون العمال...ومعمل والله ما له علاقة...ما له علاقة...لم ينتج رصاصة واحدة... يفجرون المعمل قدام العمال...يؤثرون على نفسيتهم.... ويأخذون رواتبهم من موارد النفط!!((الفريق يقصد الكلاب الجواسيس المفتشين الحقراء))... فصارت مرونة يعني أكثر من اللازم... لأن العدو كان يتحشد بالكويت وبالخليج...والمفتشون يكسرون صواريخ الصمود مالتنا...اللي هي مداها ضمن المواصفات العالمية.. مائة وخمسين كيلومتر...كل هذه المرونة اللي أبدتها القيادة وتحمل الضربات ودخول المفتشين.. يجيك واحد حاشاك يتمنطق ويقول لك والله القيادة ما أبدت مرونة!! شون ما أبدت مرونة!!؟؟

عبد العظيم محمد: أنت ذكرت أنه كان لديكم معلومات وتعرفون الفرق بين إمكانياتكم وإمكانيات القوات الأميركية... القيادة العراقية... القيادة بمعنى الرئيس العراقي صدام حسين وقصي صدام حسين...هل كان لديهم الصورة واضحة على الفرق بين إمكانيات الجيش العراقي وإمكانيات القوات الغازية؟

الفريق سيف: نعم... قلت لك قصي يعرف كل خصائص الأسلحة من الكروز إلى الأف 18 إلى الأف 16... كلها واضحة وجربوها بـ1991...السيد الرئيس قائد كبير وشجاع...ويمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة وخبرة.. يعني كان مؤمن بالنصر على العدو...سواء بصفحة الحرب النظامية أو بعدها....أو حتى إذا إحنا تدمرنا وانتهينا قال راح تيجي قيادات جديدة تقود المقاومة وتطرد المحتل خارج العراق....يعني كان مؤمن بالصمود وبالنصر 100%.. وقصي صدام حسين كان مؤمن بأنه العدو ما رح يحقق أهدافه....وآني أيضا كنت مؤمن بأنه الهدف ما دا يحقق أهدافه.... فحجم الإجراءات اللي اتخذناها.... يعني القيادة اتخذت إجراءات هائلة.... يعني قبل العدوان دربنا كل الشعب بـ1997.. أنا اللي كنت بالفيلق الثالث دربت ثمانمائة ألف مواطن على استخدام السلاح....من محافظات البصرة والسماوة والناصرية...

عبد العظيم محمد: هذه الاستعدادات بالنسبة لكم كجيش.. والظروف التي يعني سبقت المعركة وقبيل المعركة.. أريد أن أعرف تصوركم عن المحيط العراقي... معروف إنه ربما تفتح جبهات من عدة مناطق.. وكان المتوقع للمعركة أن تفتح جبهة من الشمال وجبهة من الجنوب بالإضافة إلى الجو...تقديركم لدول الجوار العراقي اللي هي إيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت.... كيف كان تصوركم عن هذه الدول وعلاقتها بالقوات الأميركية؟...

الفريق سيف: تصورنا مثل ما يقول الشاعر العراقي المتنبي... يقول وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل...يعني موقفنا كان صعب هذا الاتجاه....يعني نأخذ إيران...الجبهة الإيرانية ألف ومائة كيلومتر...الجبهة الشرقية...من زمن كورش... وأجا بعده شاه إيران المقبور...كورش هاجم بابل...والعيلاميين غزوا أور... ومعروف التاريخ هذا...

عبد العظيم محمد: يعني شون كانت قراءتكم لإيران؟

الفريق سيف: قراءتنا لإيران دولة معادية... راح ينفذ من خلال هالألف ومائة كيلومتر عناصر مناوئة للعراقيين...

عبد العظيم محمد: لكن إعلاميا كانت أميركا وإيران يعني ليسوا على وفاق؟ ((اقرأ في هذه الفقرة حقارة وسفالة ونجاسة المجوس... المجوسي يبقى مجوسي الى قيام الساعة...))...

الفريق سيف: أخوي خليني أنطيك حشايه ولو شوية ما لها علاقة بالموضوع.... إيران رفسنجاني... لما كنا بالكويت قال: ابقوا بالكويت.. هذا حشي من قصي صدام حسين... قال ابقوا بالكويت وراح أخلي كل الحرس الثوري يقاتل وياكم...لا تنسحبوا من الكويت...وجيبوا الطائرات.. وإلى آخره... وإحنا وياكم.. وكذا....واللي صار بعد ما رجعنا من الكويت....الحرس الثوري قاتلنا ((يقصد الفريق هنا صفحة الغدر والخيانة المجوسية في شعبان 1991)).. فإيران يعني هي عدو.. مو بس للعراق.. عدو للأمة العربية كلها...يعني مو عدو بس النظام الحالي الموجود...لا هذا من زمن كورش...وزمن الشاه... الشاه أذانا ترى أكثر من الخميني...شاه إيران... دعمه للتمرد والتآمر على العراق وعلى الأمة العربية كلها...هاي متوارثة... ((ثم يطلع علينا بعض الجهلة والسذج والمغفلين والتافهين والناعقين والمتفلسفين والكذابين والمأجورين والسفلة والحقراء... يحاولون اقناعنا بأن إيران دولة في صف العرب والقضية الفلسطينية... وأن المشروع النووي الايراني لخدمة الاسلام والمسلمين!!!!))....

عبد العظيم محمد: غير إيران....

الفريق سيف: نيجي لتركيا... بها قاعدة انجرليك...وتركيا بحلف شمال الأطلسي..وحليفة لأميركا...فهي جبهة معادية...لأنه يوميا قبل العدوان2003 الطيران يطير من تركيا ويضرب المدنيين...يضرب الفلاحين... يضرب القطعات العسكرية بالموصل وغيرها....يعني مستمر بشكل يومي...فيمكن آخر لحظة بفارق صوت أو صوتين ما وافقوا على دخول القوات البرية من تركيا... فهي جبهة معادية... نيجي الجبهة الوحيدة يمكن.. إحنا نقول عليها محايدة... ما تيجي من عندها شر أو عدوان هي سوريا...لأن بها نظام قومي عربي يؤمن بأنه نحن عمقه الاستراتيجي ونحن نؤمن بأنه العمق الاستراتيجي لسوريا...

عبد العظيم محمد: طيب هذا بالنسبة للجبهة السورية...الأردن... حتى نكمل المحيط العراقي؟

الفريق سيف: الأردن...إحنا أخذنا بالافتراض الاسوأ.. اعتبرناها يعني منطقة يمكن أن ينطلق من عندها العدوان الأميركي...وما أكو مواطن بالأردن يوافق على دخول قوات أميركية من خلاله... ويمكن ضغط يعني.. ساهم بعدم دخول قوات...لكن أكو قطعات جوية بالأردن.. للعدو...وأكو أيضا ربما عملاء دخلوا من الأردن باتجاه العراق.. فإحنا افترضنا الأردن جبهة غير...

عبد العظيم محمد: وعمليا على الأرض قبل المعركة هل كان هناك دخول مثلما توقعت..

الفريق سيف: محدود...كان دخول محدود من اتجاه الأردن حسب معلومات الاستخبارات العسكرية...نيجي على السعودية...السعودية شاركت بعام 1991 بضرب العراق...طيارين سعوديين ضربوا أهداف بالناصرية... ضربوا يعني جسور وضربوا قطعات عسكرية...ولكن الآن بالـ2003 الشعب السعودي لم يرفض... يعني كنا متحسبين أن يندفع العدو على ثلاث محاور من اتجاه عرر... ومن اتجاه النخيب... ومن اتجاه كربلاء والنجف... وباتجاه بغداد، بس المشاهد إنه طائرات معادية سمتيه نزلت في منطقة عرر قبل 2003...وهذه القوات هي اللي هاجمت قوات الحدود العراقية في النخيب... وأجبرتها التراجع إلى منطقة كربلاء...أكيد يعني... هذا معلومات أكيدة... فإذن الجبهة السعودية... نأخذ بالاحتمال... الافتراض الأسوأ إنه تيجي منها قوات برية.... ولكن بالحرب ما جاءت من عندها قوات برية بحجم كبير.... فقط هاي الحالة اللي قلت لك عليها.... ولكن اكو إسناد لوجستي... أكو إسناد آخر....طبعا أكو بالعائلة السعودية ما تقبل هذا.... الحقيقة يعني الأمير عبد الله كان وقتها يرفض....بس أكو ناس كانت تدفع باتجاه الحرب يعني من اتجاه السعودية....الكويت... واضحة يوم العدوان كل التحشد اللي صار هو داخل مدينة الكويت... من قوات مدرعة وقواعد جوية وإلى آخره...

عبد العظيم محمد: هذه الخطوط هي مسؤولية الحرس الجمهوري؟

الفريق سيف: نعم إحنا صممناها....إذا يفشل الدفاع بالخط الأول ينتقل للخط الثاني... من يجبرنا العدو.... بالمناورة إذا ما قدرنا بالخط الثاني ندافع بالخط الأخير.. اللي هو الخط الثالث....

عبد العظيم محمد: سألتك عن تصوركم عن الفترة الزمنية التي يحتاجها العدو إلى الوصول إلى بغداد...يعني هل كان لديكم تصور عن المدة التي ربما يصل فيها إلى بغداد؟

الفريق سيف: الحقيقة يعني إحنا ما توقعنا العدو يباشر بالهجوم البري باليوم الثاني أو الأول... هاي أبداً ما عندنا افتراض...الافتراض اللي إحنا كنا نتوقعه أنه تطول فترة القصف الجوي ما لا يقل عن شهر على كل عموم القطعات ويصير تليين للأهداف... وبعدين تنطلق القوات البرية مثل عدوان 1991... ولكن بهاي الحرب هما مباشرة دخلوا مع الهجوم البري بالتزامن مع الهجوم الجوي.. وهي حالة إحنا ما متوقعينها الحقيقة...

عبد العظيم محمد: يعني ربما كانوا في هذه المعركة استقرءوا أنه إمكانياتكم للدفاع إمكانيات ضعيفة؟

الفريق سيف:يعني إحنا على خط وقف إطلاق النار مع الكويت ما عندنا قطعات...كانت صحراء...الدفاع بالصحراء غير مجدي.. يعني الجغرافيا ظلمتنا بالحرب....ولكن إحنا أيضا ضمن هذا الافتراض ما متوقعين الهجوم البري يتصاحب مع الهجوم الجوي إلا بعد تليين الأهداف....

الناحية الثانية.. اللي صار بالنسبة للعدو...عملية القصف الجوي.. القصف التمهيدي على مدينة بغداد استمرت لثلاثمائة ساعة... يعني بكل الأدبيات العسكرية القصف التمهيدي يطول ساعتين.. ساعة ونصف... قبل شروع القطعات حتى تشتبك مع القطعات المدافعة....فعلى محيط بغداد استمر القصف التمهيدي ثلاثمائة ساعة!!! مستمر ليلا ونهارا....يعني هذه حالة جديدة بالقوة... تشكيل يروح.. تشكيل آخر يجيء يستلم المهمة يضرب القطعات... هذا أسلوب جديد يعني....

سنتابع الجزء الثاني....


عبد العظيم محمد: في هذه الحلقة سنتحدث مع الفريق أول الركن عن معركة المعارك أو المعركة التي خاضها الجيش العراقي مع القوات الأميركية ابتداء من البصرة وصولا إلى بغداد، سيدي الفريق كيف بدأت مواجهتكم العسكرية مع القوات الأميركية سواء في البصرة أو في نقطة التماس الأولى؟

الفريق سيف: من اتجاه الكويت طلع تجاه البصرة... صارت عملية إنزال شمال الفاو استهدف الفرقة الآلية 51... وقاتلت الفرقة قتال باسل في ضواحي الزبير ((أذكر نفسي والقراء، بأن الذي كان قائدا لهذه الفرقة البطلة... اللواء الركن البطل خالد الهاشمي، الذي ظهر على قناة الجزيرة... ثم وجه للجميع تحياته عبر شبكة البصرة))... وكانت تتجه تجاه مطار البصرة وهدفها احتلال البصرة... الذراع الثاني اتجه تجاه الناصرية عبر الطريق السريع وهاجم فرقة المشاة 11 وقاتلت الفرقة قتال باسل ومشرّف في الناصرية... والرتل الآخر الرئيسي الاستراتيجي انطلق عبر الصحراء محاذي لطريق النفط القديم باتجاه النجف... وانتشر وبدأ يتهيأ للدخول باتجاه مدينة بغداد... الحرس الجمهوري اشتبك مع العدو عن طريق أوامر السيد الرئيس القائد يوم 23 بعمليات القوات الخاصة...

عبد العظيم محمد: في أي مكان؟

الفريق سيف: في الكفل والعباسيات... واستمرت القوات الخاصة على مدار 12 ليلة تهاجم العدو في الكفل والعباسيات وحتى مفرق الديوانية بعمليات على شكل مجاميع...ويتم استطلاع العدو بسهولة... مجموعة الهجوم... نركب سيارة مدنية وملابس فلاح... واستطلع القوة وأهاجمها بالليل... يعني العميد الركن عبد الله قائد اللواء 26 هذا بطل يعني.. مقاتل ديب...قدر يقتل الرتل الأميركي بالعباسيات والكفل...ليلة 25 يعني يوم 26 ودمر 12 مدرعة معادية... هاي بوقت واحد...

عبد العظيم محمد: هل أول تماس للحرس الجمهوري هو في منطقة الكفل؟

الفريق سيف:الكفل نعم...عن طريق القوات الخاصة...وتماس ثاني صار انو القوات الخاصة هاجمت العدو في مفرق الديوانية علـى الطريق السريع... كانت عملية الفتح المبين...اللواء الثالث قوات خاصة...وآمرها ايضا ضابط شجاع...نفذ بها أمر فوج ودمر عدة مدرعات وضربوها بالمدفعية واضطر العدو إنه يترك هذا المحور ويتراجع باتجاه الناصرية...العدو كان يتخبط يعني...استمرت هذه المعارك...وتدري هاي تفاصيل محتاجة إلى 100 ساعة لنحكي... الوقت ضيق... المعلومات دا اضغطها بشدة يعني لأنه أحداث يوم تعادل شهر...

عبد العظيم محمد: لكن كان طريقة مساره سريعة ومستغربة.. يعني لم يواجه مقاومة للجيش العراقي في معظم المناطق التي التقاها في مناطق جنوب العراق.. ولذلك كان يسير بسرعة باتجاه بغداد!!

الفريق سيف: أنا أقول لك...المنطقة المحصورة بين حدود السعودية وحافات المدن الغربية اللي هي النجف والسماوة منطقة صحراء هذي خالية من القطعات.. لا يوجد بيها جندي واحد.. لأنه الدفاع بالصحراء ضد عدو يمتلك قوة جوية... تفوّق جوي ساحق مهلك ما له أي قيمة يعني... ما يؤدي أي نفع...تتدمر القطعات وتتدمر القوة... فالعدو أيضا كما قلت مشي على الذراع الطويل... ما واجه أي قوة حتى يقاتلها...ودخل على النجف...بوابات الفرات الأوسط اللي أساسا هي القيادة الوحيدة اللي ما بها جميع قطعات نظامية...

عبد العظيم محمد: يعني القوات الأميركية سلكت طرق أو صارت باتجاه لم تكونوا تحسبون له حساب؟

الفريق سيف: محسوب... بس ما تقدر تخلي به قوة...يعني قوة تتدمر بالطيران...أي قوة بالصحراء ما لها قيمة... توجيه السيد الرئيس القائد بأنه ممنوع أي قوة تسير غرب الفرات...ما لها قيمة تخليه بالرطبة أو تخليه بالنخيل.. تدمر يعني...

عبد العظيم محمد: أريد أن أسألك عن تصريح وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم عن أن العدو ربما سيصل إلى بغداد في غضون خمسة إلى عشرة أيام...وهذا كان يعني ربما قراءة مستعجلة قبل حتى أن يصرح العدو أو القوات الأميركية بذلك؟

الفريق سيف: والله أنا عرفت بأنه السيد وزير الدفاع كان ناقل للتصريح.. يعني ما كان هو يعني صاحب التصريح...

عبد العظيم محمد: مَن صاحب التصريح؟

الفريق سيف: والله هو جاء توجيه من مرجع أعلى... إنو يصرح بهذا... حسب ما عرفت أنا.. بس ما سألته شخصيا...هو رجل محترم ورجل يعرف يعني كيف يصرح...والمسألة.. ما أعتقد عنده صلاحية يعني يصدر هذا التصريح...

عبد العظيم محمد: أنتم كقادة عسكريين كيف كان رد فعلكم؟

الفريق سيف: رد فعلنا كان إحنا ما ارتحنا من هذا التصريح...لأنه إحنا فاهمين كقادة.. مو أني ما بأرتاح بس... قصدي الجندي اللي راح يوصله...تشوه المعلومة... راح يوصل للجندي بأنو ترى العدو راح يدخل بغداد بعد5 أيام... زين هذا يقولك اني شو أسوي.. أدافع مثلا... الجندي يعني... بس الضابط فاهم هذا السبب من هذا التصريح...حتى أهيأ الناس للمقاومة وأنوي الدفاع عن بغداد...أريد أقول لك أن القوات المسلحة العراقية والحرس الجمهوري اتخذت إجراءات من نشر الاعتدة.... من الانفتاح ما لم يتخذه أي جيش في العالم...سنين وهما يشتغلون على هذه الحالة....وأجروا تمارين وألعاب حرب...بس العدوان كان أكبر من كل هذه الإجراءات اللي صارت... حجم العدوان كان كبير..

عبد العظيم محمد: أخبرتني أنه تم توزيع أعتاد الجيش العراقي في مختلف مناطق العراق.. ما الهدف من هذا التوزيع؟

الفريق سيف: الهدف أن العدو راح يستهدف مخازن العتاد...وقسم منها بالصحراء...فإذا استهدفها راح يدمرها.. إحنا ما راح نقدر نطول بالمعركة...فإحنا على محيط بغداد ومناطق الفرق كدسنا عتاد يكفي كل الشرق الأوسط...كدسنا ملايين من الأعتاد....بحدود 80 مليون بس قنابل الهاون...عشرات الملايين من المدفعية...عتاد الدبابات....يعني هذا العتاد والسلاح يكفي المقاومة العراقية بعد 50 سنة... تقاتل به ما تحتاج إلى أي اسناد خارجي...يعني اللي يقول لك إن المقاومة تحتاج إلى إسناد خارجي هذا مو صحيح...لأنه العتاد والسلاح أساسا منتشر بكل القرى وكل المدن ومسيطرة عليه...وبكميات كبيرة جدا... الأشغال العسكري سوا 1100 مخبئ.. يعني أرقام هائلة من العتاد نشرناها بالقرى...سنتين ونحن ننقل عتاده دار ماداير بغداد...

عبد العظيم محمد: كقادة عسكريين... متى شعرتم بالخطر؟ يعني في أي منطقة شعرتم بالخطر وأن بغداد أصبحت مهددة؟

الفريق سيف: من وصل العدو ضواحي النجف...وكذلك باتجاه الكوت...اندفع باتجاه الكوت... رح أعطيك شون دفاع العدو..العدو جاء للنجف...وطور باتجاه الحلة...أهالي الجنوب قاتلوا قتال باسل مع القطعات...أهل الحلة...الناصرية...المواطنين كانوا معانا بشكل يعني ممتاز جدا... إحنا بالنسبة لحد هذه اللحظة عندنا ثلاث فرق مدرعة تدافع عن بغداد...

العدو بالنجف وإحنا بقى عندنا ثلاث فرق مدرعة تدافع عن بغداد...قلت لك الفرق المدرعة للدفاع.. واللي هي لحد الآن بالمخابئ يعني...لأن إحنا ما نقدر نشغل الموضع الرئيسي مباشر وإنما نشغلها حال الاشتباك مع العدو...اللي تطلع قبل الاشتباك، القوة الجوية تدمره....عندك مخبأ أوعندك موضع للقتال وعندك مشاة يراقبون.. يخبروك إذا جاء العدو.... بس المعركة الأولى صارت بالنجف، وبمفرق الديوانية وأذينا بها العدو جدا... هي عمليات القوات الخاصة اللي استمرت 12 ليلة تقريبا...((هذه الفقرة بالذات رأيت أن فيها بعض النقص... فحين أعدت الشريط أكثر من مرة، اتضح أن قناة الجزيرة على ما يبدو قصت منها... تأكدت من هذا الأمر أكثر من عشر مرات...لأن هناك فرق بين آخر كلمة قالها الفريق سيف وهي يخبروك إذا جاء العدو... وبين ما يليها...- لاحظوا أن الحديث عن معركة النجف انقطع -...))..

فإحنا...قلت لك من صار الموضوع بهذا الشكل.. جبت القطعات..قالوا وين تريد تصيرنبوخذ نصر... قلت له يعني نقلص الجبهة مال المدينة المنورة...فنمشي منطقة المسيب أو نجعل نبوخذ نصر بالأمام... ونسحب المدينة المنورة إلى عمق بغداد على أطراف الدورة...لانو الخطر قدام...

قائد الفتح المبين الفريق رعد كان رأيه تروح للحلة...واعترض...قلت للسيد المشرف كيف تروح الحلة؟ هذي بعيدة يعني...كيف تروح للحلة و100 كيلو متر أجنحتنا مكشوفة؟؟ لو قطعات تعميق ممكن تروح الحلة بس قطعات نظامية!!! قال لا خليها تروح للحلة... راحت نبوخذ نصر وانفتحت في مدينة الحلة..... وقوات عدنان انفتحت في منطقة الطارمية...أنا كان رأيي تكون وراء... خلف زراعة دجلة عدنا مواضع...رأي الشهيد قصي الله يرحمه يبقوا بهالمكان حتى إذا اندفع العدو ندافع...

فتعرضت الفرقة إلى غارات جوية كثيفة جدا...أكثر فرقة تعرضت هي قوات عدنان...من وصلت قوات نبوخذ نصر أني زرتها....يعني فتحت على محور الهندية ومحور الحلة... وشان ويايا اللواء الركن عبد الحميد الربيعي...أبو أمجد... ضابط شجاع...فشفت مدرعات العدو بتتنقل بين النجف وبين كربلاء....

ليلة 27 على 28 كان عدنا هناك حوالي 4 فرق قوات خاصة كاملة بالبساتين...محور الكفل...هاي اشتركت بالمعركة مباشرة مع العدو...يعني لواء كان بالجبهة... وجت للعدو ضربة من الجناح غير متوقعة فتكبد خسائر كبيرة.....والقوات الخاصة أسقطوا طائرة سمتيه بصواريخ ضد الدروع...وكرر العدو ثلاث مرات الهجوم أو أربع مرات وفشل وانسحب باتجاه الكفل...وأيضا فشل باتجاه الهندية... ولو أتمكن من تطويق الفوج اللي بالهندية... ولكن خابرت قائد الفرقة محمود الجحيشي...أشجع قائد أثناء المواجهة..... قاتل بشرف في قوات نبوخذ نصر.....قاتلت قتال باسل...

عبد العظيم محمد: متى اخترقت هذه القوات في اتجاه بغداد؟

الفريق سيف: القطعات بالحلة والهندية ما اخترقت... العدو طور الهجوم ماله يوم ثلاثين وواحد وثلاثين باتجاه كربلاء...وقاتلوه فدائيين صدام قاتلوا بشرف...بكل المعارك قاتلوا بشرف حقيقة يعني قتال ممتاز وقاتلو الحزب هناك...وقاتلت مدفعية الفتح المبين... بالذات مدفعية المدينة المنورة ومدفعية نبوخذ نصر والحرس الجمهوري...وبيوم واحد نفذ أمر مدفعية الحرس الجمهوري...اللواء فاضل الله يرحمه.. ضرب ألف قذيفة 155 على العدو بالكفل...وأجبره أن يترك الكفل ويروح تجاه النجف وغير مساره باتجاه كربلاء....اشتبك العدو في كربلاء مع الفدائيين ومع الأهالي ولكن تمكن أن يجتاز ثغرة كربلاء يوم واحد نيسان....بدأ الإخلال بالتوازن...ماكو ولا تشكيل نظامي... كان عندنا تشكيل من الجيش وصل قبل يوم.. واجتاز العدو...يعني العدو دا يمر بفرق مدرعة...تشكيلات وإسناد جوي وسمتي...وين جا...على صحراء جرف الصخر...صحراء جرف الصخر نموذجية لعمل الدروع... مفتوحة...قوات جوية يسهل عملها.. إذن كان باتجاه جسر جرف الصخر....العدو اندفع ايضا من الناصرية باتجاه الكوت... القطعات المدافعة قاتلوا بشرف... يعني رفيق غازي العبيدي...أشاد به السيد الرئيس... أشاد به قصي في معركة الكوت... قوات الفدائيين والحزب قاتلوا قتال مشرّف.... وقلت لك تراجع من الكوت لما لقي مقاومة... رجع باتجاه مفرق الشوملي...وطلع على الطريق السريع واتجه باتجاه النعمانية...هذا الكلام يعني لما صار ضغط يوم واحد نيسان...وقبله صدر أمر من السيد الرئيس أن تيجي قوات بغداد من الكوت إلى بغداد...

عبد العظيم محمد: متى وصلت القوات الأميركية إلى محيط بغداد...بدأت معركة بغداد؟

الفريق سيف: العدو اندفع أولا باتجاه جسر جرف الصخر...يعني خبرني رئيس أركان الجيش قال لي العدو وصل جرف الصخر...فقلت أطلع أشوف المعركة...يوميا طلع.. وما أكو يوم ما أطلع...اكو قصف جوي ما أكو مشكلة...فطلعت...قالوا أكو دبابتين من جسر جرف الصخر وأكو رتل يم المسيب...ورتل قال قال لي عبر من النعمانية...رئيس أركان الجيش وصل وجاء باتجاه بغداد... قلت موعندكم الفرقة 34هناك؟؟

استاذ... عندك ذراع قوية باتجاه بغداد... ذراع تندفع من النعمانية.. والذارع دا يحاول يعبر من تجاه جرف الصخر والمسيب باتجاه بغداد لتطويقها...أخذت اللواء السادس مشاة... خليته بالعزيزية حتى يأخر العدو على الأقل 72 ساعة...بنحصل على موافقة ندافع بشكل جيد... نجيب النداء نخليها شمال نهر ديالا....وما حصلت الموافقة.....اللي صار.. رجعت آني لبغداد شفت قصي الله يرحمه... جسم الموقف.. قلت له اريد أطلع أشوف موقف المسيب وجرف الصخر خطر...

قال: طيب... قلت تريدني أظل لو تريدني أروح... يعني قلت له خليني أروح..... قال الطريق شوية خطر قالت له ما كو مشكلة... طلعت...وصلت إلى المسيب... احشي لك بسرعة لان الاحداث سريعة وماكو وقت.. شفت قائد الفتح المبين...وشفت قائد المدينة المنورة....وين افواجكم؟؟ بالمسيب...دافعينها بالأمام حوالي 40 كيلو متر.. يعني خلينا نقول شرق كربلاء!!! يابا ايش وداكم هناك؟ انتم مو أعطاكم أمر السيد الرئيس يقلكم ممنوع غرب الفرات؟؟!! إذا مبادرة لازم تخدم الهدف ما تربك الهدف.... وما أحد جاوبني...بدي أروح جسر جرف الصخر...قالوا سيدي ماكو... الدبابات تراجعت والجسر راح يفجروه... قلت ماكو مشكلة... خليني أروح عندكم... شان يدق تليفون مال الثريا... شان يقول السيد المشرف يريدك ترجع فورا....رجعت استلم الموقف...وهسة توني قاعد.... السيد المشرف على الكرسي يمي... شان يدق تليفون... اللواء الركن فايق... رئيس أركان الفتح المبين... قال لي الدبابات عبرت جسر جرف الصخر..

هذا يوم واحد نيسان... قلت له...يعني ما ضبطت أعصابي حقيقة.... انفعلت جدا على هالموقف... قلت له دمروهم وهذا ما يصير.. وحشيت حشي قوي...فقال لي السيد المشرف شو اكو...قلت له يقولون الدبابات على الجسر.... وأني أقول لك إنه الدبابات قد عبرت الجسر.... وهذا راح يسوي لنا كارثة.... قلت له هذا الجسر مال منشأة القعقاع ومن خلاله عدة طرق...طريق يطلع مفرق اليوسفية ويعزل القطعات الموجودة بالحلة...طريق راح يطلع باتجاه المطار...الطريق السريع يؤدي إلى خلف قطعات حمورابي ويندفع.. يخلي قطعاتنا كلها خارج الدفاع عن بغداد...يعني يندفع على الخط الثاني مالنا...

عبد العظيم محمد: في هذه اللحظات قيل إنه حصلت خيانة في الجيش العراقي..ولذلك استطاعت القوات عبور بعض الجسور واختراق قطاعات الجيش العراقي....

الفريق سيف: الجسر اللي مهيأ للتخريب، ومبلغ آمر القوة والفيلق يشرف عليه، والفرقة تشرف عليه ما تفجر...أنا أقول ما أكو خيانة...هناك إهمال...إهمال لا يغتفر....هذا الجسر مساحته ما يطلع كيلو متر مربع ما تقدر تسيطر عليه؟!! وعندك قطعات في الجانب الآخر.. وعنده عناصر هندسة وكل دقيقة ينفحص، كل خمس دقائق تنفحص التفخيخ مال الجسر...شون ما فجره؟!! يعني إهمال هائل...وأكو ألف مقاتل...فوج آلي وكتيبة استطلاع الفيلق....من خيرة القطعات...يعني شون ما نسف الجسر؟ هي هي الكارثة..

عبد العظيم محمد: هذه النقطة أريد أن أؤكد عليها.. قضية الخيانة يعني.. تم الحديث كثيرا عن أنه حصلت خيانة في الجيش العراقي ولذلك انهار الجيش سريعا.. وذكر من بين الأسماء سفيان ماهر التكريتي.. كان من بين الأسماء التي اتهمت بالخيانة...هل هذه المعلومات صحيحة؟

الفريق سيف: لأ...هذا سفيان ماهر بقى ويايا إلى مساء 9 نيسان...قال بس أني وجندي...قلت له لواء ركن سفيان أنت تمثل الفرقة عدنان....أنت والجندي تروح تدافع ببوابات بغداد.. هذا الأمر واضح.. قال نعم سيدي واضح...أخذ الجندي السائق وراح يدافع هناك...

عبد العظيم محمد: قضية الخيانة بشكل عام.

الفريق سيف: ما لمسنا هذه الحالة...بس تدري هذا الجسر من اهمل تفجيره ((حين أهمل تفجيره))...يرتقي إلى أعلى درجات الخيانة...مو صحيح؟؟؟ لأنه هو اللي سهل عبور العدو وأخل بتوازننا بشكل كامل...

طلعت بسرعة هائلة ما أدري حتى بنفسي...أخذت المرافق وياي ومدير الأركان العامة.. قلت له راح تهيئ عندك القوات الخاصة جماعتك ولواء....حتى نشن غارة على رأس الجسر وجرف الصخر...وطلعت بسرعة...وصلت يم الطريق... يؤدي إلى منشاة القعقاع الجنوبي... معي ما أكو فقط حوالي 15 جندي مع قوة استطلاع...أجاء داغر....معاون رئيس هيئة التصنيع.... قلت وين نقدر نشوف القعقاع، ركبت أنا وياه ومدير أركان عامة...شان يسوق السائق ماله.. ماهر حميد...بسرعة انطلقنا... مشينا حوالي 500 متر 600 متر أمام المدرعات الأميركية... قال داغر مدرعات.... حميد قال مدرعات... جينا بسرعة يعني هما ما هاجمونا....يا إما يعني عبالهم إحنا فلاحين.... يا أما أرادوا يأسرونا... بس هو يمكن الله أعمى بصيرتهم... فقدرنا نتخلص بأعجوبة من هذا الموقف...حتى لما رجعت بالليل التقيت بالسيد الرئيس الله يحفظه (يرحمه)...قال انت ما يصير تقترب هالكد من العدو... يعني ليش تقترب... قلت له إحنا تفاجئنا به ما شفناه...قال لأ خلي مسافة بينك وبين العدو.. أنت قائد....يعني تعرض نفسك للخطر... فرجعنا.... جمعت القطعات بالليل في حدود الساعة 2400 واحد على اثنين نيسان... قوات خاصة جمعتهم...أحشي لك بسرعة يعني شون الأمور كانت...

قلت لهم شرف العراق وشرف بغداد والأمة تعتمد على المعركة...يا إما تأخروا العدو يعني تجبروه يتراجع خلف الجسر... ويا أما ترى راح يندفع باتجاه بغداد وتصير كارثة....الناس انطلقت.... وعبد الله ومحمد وربعه انطلقوا باتجاه العتاد....وقائد الفتح المبين يسدون جناحهم على النهر ويتقدمون باتجاه الشمال.. تجاه الجسر...وتقدموا وقاتلوا ونطقوا الشهادة وأخروا العدو إلى الضياء الأخير لليوم التالي ما قدر العدو يطور...أربكنا كل عمليات عبوره.... حتى نحصل على قرار نرجع للخط الثاني....ولم نحصل على قرار العودة للخط الثاني... لو إحنا عائدين للخط الثاني خلال أربع وعشرين ساعة لكان معركة بغداد يكون لها وجه آخر تماما لأن القطعات كانت ترجع....بس من صارت عودة القطعات....صار سباق مع العدو....يعني قائد الفتح المبين فوق إهمالهم بالجسر ما فجروه...سيجوا اللواء العاشر كله... واللواء العاشر مكلف بحماية الأرض الحيوية بمفرق اليوسفية...فاضطريت ادفع لهم باللواء الرابع من فرقة بغداد.. وحظ قائد بغداد أصبح يعني... ضابط جيد هذا صالح السلماني لواء.. ضابط جيد.. محترم بس الموقف ما ساعد... كل القطعات اتوزعت وبقى عنده لواء واحد...

عبد العظيم محمد: مََن يتحمل مسؤولية عدم اتخاذ هذا القرار؟

الفريق سيف: والله بالنسبة لي أنا اقترحت الموافقة...بس يعني ما أقولك مَن يتحمل... كل واحد عنده وجه نظر...يعني قسم يقولك القطعات يصير فيها إرباك بالحركة...وكان احنا نريد نحجم العدو نحتويه نرجعه من هذا الاتجاه.. يعني آراء تختلف...بس القرار للقائد.. أنا مو قائد...يعني أنا ما عندي صلاحية أحرّك فوج أو لواء...آني انطي مشورة وخطط...ومن نحصل موافقة تتنفذ العملية...

بس تدري يا أخ عبد العظيم يعني لو إحنا مسحوبين للخط الثاني...يعني قطعات الفلوجة وقطعات بعقوبة راجعة تتوازن بس أنت بتسير سباق ويا العدو...تصير الأمور غير شكل... يعني حركنا فرقة نبوخذنصر 400 كيلو متر وصلت كاملة...هالمرة القطعات رجعت 30 كيلو 40 كيلو.. يعني عملية سهلة... هم طلعت وشفت قائد الفتح المبين يم الترعة مال مي... قال إحنا هاجمنا بالليل واستمرت المعركة...أنا رجعت ثلاثة بالليل....هم خابرني قصي...ولقيته ينتظرني وبوسني في غرفة العمليات...وحشيت له قلتله أني شفت القوات تنجز المهمة بس راح تأخر العدو...فخليي أحصل على موافقة نرجع للخط الثاني أرجوك يعني.. هو الرجل كان مؤيد...

عبد العظيم محمد: كيف اندفعت القوات الأميركية إلى داخل بغداد؟

الفريق سيف: أنا قلت لك عدت شفت قائد فيلق الفتح المبين يوم اثنين... وبعد ذاك اليوم ما شفته نهاية لحد هي اللحظة...يعني فقد قطع الاتصال به وفقد... مساء يوم اثنين نيسان...

اللواء الرابع اتخذ خط صد للدفاع عن مفرق اليوسفية... ورجعت أني باتجاه السيد قصي الله يرحمه...هذا الرجل النبيل المتواضع.. لقيته في مقرنا بالمنصور.. قعدت هناك.....حشيت له الموقف.. قلت له خلنا ننسحب للخط الثاني... ودخلت آراء أخرى وما حصلت الموافقة نرجع للخط الثاني...زارنا السيد الرئيس الظهر في مقر المنصور... وكان معنوياته عالية.. وقال شون حال المقاتلين...قلنا جيدين إن شاء الله والعدو هذا ترى وصل المفرق...وشنينا عليه غارات بالليل....بس ما حد اقترح من الحاضرين فكرة العودة للخط الثاني أمام السيد الرئيس...وغادر بعد فترة....قلنا له شون مسكنا خط أمام احتوينا العدو بعد عبوره للجسر...جسر جرف الصخر هذا الجسر اللي كسر ظهرنا....

قبل الضياء الأخير جانا نداء قال العدو سيطر على مفرق اليوسفية...طبعاً مو إنزال.... أكو غابة من الدفاع الجوي مو انزال...اندفع رتل بري باتجاه طريق المطار... وطلع ليلة اثنين على ثلاثة باتجاه المطار...وطلع باتجاه مفرق اليوسفية... يعني تدري الموقف صار صعب...طلعت ومعي مدير الأركان العامة وعبرنا بوابة بغداد... جاءتنا رشقات بالرشاشات...يعني من المدرعات الأميركية بالمفرق... اختفينا... يعني رجعنا للستر...ورجعت بسرعة حشيت لقصي الفكرة والموقف...قلت له هسه المفرق انمسك....قال الآن تعود القطعات للخط الثاني... هسة رح حصل موافقة... وكان متألم لأنه يعني بعض الآراء هي اللي ما خلته يتخذ قرار مبكر... صار عدنا نوع من الإرباك يعني...لأن قطعاتنا بالحلة تنعزل...وبالجنوب تنعزل... عدنا قوات بغداد اللي جت من منطقة أبو غريب عالخط الثاني...رأي السيد عدنان صالح السلماني نروح باتجاه الدورة...يدافع عن اتجاه مفرق اليوسفية... فراح.. هو يعني عنده لواء... لواء مغاوير وفدائيين أيضا قاتلوا وياه قتال باسل...واشتبكوا مع العدو في منطقة مفرق اليوسفية وصدوا حوالي أربع هجمات خمسة...

عبد العظيم محمد: معركة المطار لم يكشف النقاب عنها.

الفريق سيف: مطار صدام الدولي له أهمية كبيرة..الأولى هو صالح لإنزال الطائرات ذات الجناح أو المحمولة....اثنين الطريق السريع ييجي من البصرة للأردن يمر محاذي له....ثلاثة مجمع الرضوانية الرئاسي مجاور له...أربعة أكو طريق سريع أربع سايدات مباشر يطلع من المطار باتجاه القصر الجمهوري وباتجاه القيادة القومية والقطرية ومركز الدولة...المطار يصلح كقاعدة للعدو أن ينفذ إليها باتجاه بغداد...لهذا مهم...بس المعارك الأساسية اللي صارت يوم ثلاثة نيسان...الحرس الخاص قاتلوا ببسالة ويوم أربعة نيسان اشتركت القوات الخاصة للحرس الجمهوري لواء 26 مدرسة القوات خاصة بها 400 مقاتل ومجاميع كبيرة من الفدائيين... وصارت معارك طاحنة بالمطار...المطار بيه 2000 مقاتل من الحرس الخاص...وبيه كتيبة دبابات حرس خاص....وبيه أربع مجاميع قتالية.... وبيساندها قوات خاصة.. كل وحدة موجودة 500 مقاتل من خيرة المتطوعين...ومسلحين بأفضل الأسلحة ودفاع جوي نموذجي عدهم.....مهيأ للدفاع...بس هو مهيأ مو على اتجاه هجمة رئيسية للعدو... يعني الله يساعد الحرس الخاص عاللي استخدمه العدو...استخدم العدو على مطار بغداد أسلحة نيترونية...يعني أكو قنابل تضرب داخل المطار تدمر الأشخاص ما تدمر لا المعدات ولا البنايات...فجابوا أجساد محروقة بس لعظام الطيارين...هي اكيد...استخدم قنابل تسعة طن...قنابل حارقة يعني...تحرقلها مساحة سرية كاملة...فسفورية...استخدموا عوامل شل قدرة على قوات عدنان وعلى المطار...

فمعركة المطار ندخل في تفاصيل.. إحنا جئنا بالليل...وجاء السيد الرئيس يمنا...كان يقود المعركة... يخابرعلى آمر اللواء 26 يقوله وين وصلت يقول له فلان بناية...يقول أوصف لي قلي أيش بيها.. هالقد شباك هالقد نخل...حتى على النخل يسأله...يعرفها السيد...فكان يوجه القطعات...وقصي يقود باتجاه برزان...واستمر السيد الرئيس أيضا يوجه القطعات اللي تدافع عن مطار صدام...فقسم اقترح قال خلي تجي قطعات مدرعة من حمورابي...السيد الرئيس قال ما يفيد الدرع.. وهو صحيح وجهة نظر صحيحة...قال شويفيد الدرع هسة السمتيات راح تدمرها... المعركة معركة مشاة...فالعدو ما قدر يتجاوز المطار...والمعركة الرئيسية ما صارت في المطار...صارت في مجمع الرضوانية الرئاسي...وهو كان مدينة كاملة كبيرة...كلها منطقة أشجار ونخيل...فصارت معارك ضارية.... واللي راحوا دافعو عن المطار ترى ما حد رجع...يعني بقوا يقاتلوا إلى أن استشهدوا...في يوم ثلاثة قلت لك وصل العدو... وارتد....

عبد العظيم محمد: هو دخل المطار... وبعدين ارتد؟

الفريق سيف: دخل وارتد...العدو شنو يعتمد تكتيك...بتواجه مقاومة.. هجوم مقاومة قوي...يرتد يفسح مجال للطيران أن يشتغل يضرب هذه القطعات....من تضعف المقاومة يرجع....فاستمرت المعارك بالمطار.. بالرضوانية بين كر وفر كر وفر حوالي أربعة أيام...

عبد العظيم محمد: كيف حُسمت المعركة معركة المطار؟

الفريق سيف: المعركة ضمن معركة بغداد صارت.... فقلت لك هنا بالنسبة للموقف اللي صار.. وصار هجوم باتجاه مفرق اليوسفية في اتجاه قوات بغداد...يعني صدت الهجوم...واستخدموا قنابل حارقة على الأفواج المدافعة...حرقوها...ولكن الفدائيين قاتلوا...وأيضا قوات بغداد قاتلت...نفذت دبابة أعتقد يوم 6 من اتجاه الشرطة الخامسة...وعبرت حتى باتجاه المطار...القطعات اتصوروها يمكن دبابة 72 حسب ما قالوا...

عبد العظيم محمد: حصل تسرّب كبير في الجيش يعني.

الفريق سيف: تسرّب كبير للقطعات من رجعت للخط الثاني...وصار اشتباك تصادفي مع العدو... صار هنا إرباك...اللي صار شنو في معركة بغداد وبايجاز شديد...إنه بعد ما اندمج الحرس والجيش وصار الجيش يتولى قيادة معركة بغداد...العدو دخل إلى القصر الجمهوري...دخل باتجاه الدورة...وقسم من قطعات عندنا راحت باتجاه جسر المثنى....فآني يعني قلت للسيد المشرف بدي روح أطلع أقاتل شو أسوي قاعد...فركضت باتجاه قوات عدنان...قالوا عبرت دبابات على جسر المثني....أخذت قائد عدنان وعنده مجموعة حوالي 200 – 300 مقاتل قعدوا على المفرق اللي يطلع باتجاه التاجي... واتجهت باتجاه الرصافة بسرعة..هناك شفت أمر اللواء 41 وقائد النداء...هيأ لي جحفل معركة.... يجب أن نقاتل.. وصلنا لجسر المثنى....شان آمر اللواء المدرع 41 الله يرحمه...أحمد نجم عبيد الدليمي.... بطل... وكان هيألنا قوة مغاوير... أيضا الفدائيين كانوا يقاتلون هناك أيضا يم الجسر....أول مرة أشوف دبابات 72 تعبر الجسر وتحرق ثلاثة أهداف للعدو....واحترقت أيضا عندنا دبابتين.... المسافة بينها وبين العدو 100 متر بس النهر يفصلنا....معركة عنيفة جدا صارت....بديت احشي ويا آمر اللواء...بعد فترة شفته استشهد يعني... كان مبتسم... أحمد عبيد....ومقدم اللواء انجرح وضباط ركن اثنين انجرحوا... فمعركة شرسة صارت..... انتهت بأن إحنا منعنا العدو أن يعبر وأجبرناه بالتراجع عن جسر المثنى..... فرجعت للسيد الرئيس بالليل...لقيت السيد الرئيس قاعد على الطاولة..... قال لي عفية بارك الله بك.. قاومت الأميركان كان يوم زين...... قلت له نعم سيدي قاومناهم ومنعناهم من العبور بجسر المثنى والجيش هيأ الجسر للتخريب.... ومشرف عليه الفريق محمد العقيدي... معاون رئيس اركان جيش تدريب...وراح يفجره بالليل وفجره فعلا....هذه الحقائق كما هي... بعدين قلت للسيد الرئيس والله آني المفروض... إحنا نطلع نقاتل يعني كأشخاص... كقيادة نطلع نقاتل... لأن الجنود من يشوفونا يلتمون ويقاتلوا...

يوم 7 نيسان بدأ التسرّب من القطعات..... يعني بدأت الإشاعات... وحقيقة يعني قبلها إحنا حضرنا في يوم أربعة أو خمسة نيسان اجتماع مع السيد الرئيس باليرموك....... وقال السيد الرئيس سفينتكم بالحلة مالت.... لو معديين السكان شان توازنت..... يعني قطعاتكم راحت الحلة مو صحيح... المفروض تدافعون أقرب إلى بغداد...واتصل فيما يخص المطار واتصل بالقطعات وقال الشهيد عدي الله يرحمه سيدي ترى طوقونا ببغداد...قال الآن المعركة بدأت...يعني السيد الرئيس كان واثق من النصر...القطعات رجعت للخط الثاني.... واصله 50% من القطعات للخط الثاني بسلام....يعني معركة بغداد هم تأخذ وجه آخر والقتال يكون أعنف وبشدة.. ولو هي قطعات مدرعة...بس التأخير بالمناورة من وصل العدو للمفرق وصار السباق، أربكت حركة القطعات بشكل كبير....لان توقيت المناورة بالحرب الحديثة مهم... أي قرار يتأخر الزمن ما يرجع لوراء....

يوم 8 نيسان وصل العدو إلى أم الطبول....أخذت الحماية مال قصي.. ورحت إلى السكة...يعني إذا بنلاحظها وين جامع أم الطبول قبله اكو سكه....حضر أعضاء القيادة القطرية اللي في بغداد... معظمهم...لطيف نصيف جاسم... طارق عزيز... طه يس رمضان... واجتمع بهم السيد الرئيس وأعطاهم توجيهات... إحنا بس العسكر شنا بعيدين عليهم... بس من انفض الاجتماع.... يعني سمعت يقولون للسيد الرئيس الله يعطيك طولة العمر.. إحنا نستمد من عندك الهمة.... يعني ما معناته... فكانوا يعني يقولون إن شاء الله انت يعطيك طولة العمر والصبر إلى آخره.... السيد الرئيس إلى هذه اللحظة شامخ يعني وقوي... وهذا مو غريب عليه... أنطاهم الواجبات... راحوا أعضاء القيادة القطرية كل واحد باتجاه... وكل واحد وياه مستشار عسكري.... يعني راح وياهم... وبعدين يا أخي بقي السيد الرئيس ويانا.. ودعنا... وأنا في الحقيقة ما قدرت أشوف السيد الرئيس في هيك موقف صعب يعني...

عبد العظيم محمد: 8 نيسان هذا آخر مواجهة؟

الفريق سيف: آخر مرة أشوف السيد الرئيس...8 نيسان.... استوقف احد المرافقين وقال لي سيدي ترى أكو عدو... يعني أكو الوضع بالشارع نريد نرتبه تحضر السيارات... تأخر شوية... بقى يمي وزير الدفاع وقصي الله يرحمه.... أيضا قصي قال لي أخويا ينتظر.... طلع قصي ووزير الدفاع... اجاني قصي بالليل 8 نيسان شان بمعنويات حيل عالية.... ووضعه شان كلش مرتاح......

9 نيسان جاني... وكان السيد وزير الدفاع وياه... وقالي وزير الدفاع ترى تأخرنا عليك شوية... قلت له لا ماكو مشكلة إحنا باقيين... بقوا مجموعة من الضباط... مدير الأركان العامة حميد... يعني هذا بطل مقاتل من الكوت... وقائد الله أكبر فريق مجيد الدليمي... بطل... بقوا ويانا وكل قادة الفرق ترى بقوا ويانا... بقوا لآخر لحظة سواء أبو النداء أو رياض من المدينة المنورة... بقوا يقاتلون بما يمتلكون من مقاتلين بقوا وياهم... بقوا لآخر لحظة.... أني اجاني قصي.... انطاني شي للذكرى.... وبوسني وراح ودعني....آخر لقاء وياه بالتاسع من نيسان...بعد ساعتين جاء يركض علي حسين رشيد... مرافق معانا وعميد عبد السلام... قالوا الجماعة اتحاصروا بالأعظمية أريد سيارتك... أنطيتهم ياها...

عبد العظيم محمد: اللي هما صدام وقصي...

الفريق سيف: نعم.. بعد هديش اللحظة لا شفتهم ولا شافوني..... صارت الدنيا عصر هيشي تقريبا.. العدو وصل حي العدل... مجيد.. قائد الله أكبر قلت له خلينا نسجلنا موقف... قال شنو... قلت له نروح نقاتل يعني إحنا آخرلقطة ويا العدو يجب أن تكون قتال.... ورحت أنا وياه ومجموعة وأمر اللواء 19 ياسين معاضيدي... هذا من خيرة أمري الألوية... بقي ويانا لآخر لحظة... ورحنا باتجاه حي العدل وكان ابني ويايا..... حمل قاذفته وضربها على المدرعات الأميركية....خدمنا الموقف بلحظة... مجيد قال إحنا نستشهد كلنا يعني.... إحنا ما نريد ننهي هذه الحالة إلا بروح مقاومة....

عبد العظيم محمد: متى يعني انسحبتم من بغداد؟

الفريق سيف: رجعت المنصور.....جاني فريق أول إبراهيم، رئيس أركان الجيش، وقال ح يجي أبو حسن... علي حسين المجيد... قلت له إحنا مبلغين نخلي المكان... اتجهنا بسرعة للداخلية... وجاء عبد الله بن ماهر عبد الرشيد وقعد ويا أبو حسن.. قال ننفذ خارج بغداد... اكو عنده فروع عسكرية بالتاجي.. فبعدين حضر عبد الله.... قال لي مطعم حاتم أبو القس... ما ادري وين صار المطعم بالأعظمية... فطلع علي حسن المجيد راح وياه عبد الله بسرعة..... وبقى الفريق أول إبراهيم عبد الستار يمنا.....بعد ساعتين اجوا أخذوا فريق أول إبراهيم..... راح باتجاه علي حسن المجيد... أنا بقيت وحدي... قلت لهم أنا ما أروح... أني أنتظر أمر من قصي....

عبد العظيم محمد: نعم.. كنتم على علم بما جرى في ساحة الفردوس؟

الفريق سيف: اناما عندي علم...اني بالنسبة لي ما شفت التليفزيون ولا سمعت راديو طول القتال...لا أنا ولا حتى قصي قلت له لا تسمع أفضل... الاعلام يخلي الناس تروح بغير اتجاهات.. ما سمعت خبر ولا أدري بأنه التمثال واقع... واقع أو باقي بالنسبة لليلة 10 نيسان... ومجيد ويايا قائد الله أكبر بقى... وأمين سر فرع الفارس اسماعيل الراوي بقى، رجل طيب وشجاع.... وبقى ويانا حميد الربيعي.... وبقي وياي ضابط ركن عاني... وأمر اللواء 19 وابني... وعدي وقصي جنود اثنين بالمخابرة... كل المخابرة راحت بقوا بس اثنين... قالوا ما نعوفك إلى ان نموت وياك... يعني شون مطيعين... وملازمين وتوم... وبقوا إلى نهاية المعركة ويانا... الحقيقة اللي صار في بغداد ترى قوات حمزة قاتلت قتال باسل... وصدت حوالي أربع إلى خمس هجمات إلى أن تدمرت في منطقة أبو غريب... وأيضا قوات بغداد قاتلت قتال باسل.. الفرقة 16..رئيس أركان الفرقة وجنوده شانوا يقاتلون على جسر ديالا.. بس أخ عبد العظيم العدوان كان واسع..... وكل جهد العدو بعد واحد نيسان الجوي والصاروخي على محيط بغداد.....على الهدف الرئيسي..

عبد العظيم محمد: متى قررتم الانسحاب والخروج إلى خارج بغداد وترك بغداد؟

الفريق سيف: بالنسبة لنا يعني آرسلنا ضابط ارتباط على مقرنا القديم بالمنصور... وظلينا ننتظر إجراء أو نداء من قصي الله يرحمه ما اجانا.... فبقى إلى يوم العاشر نيسان... يعني فجر العاشر من نيسان.... إحنا يعني غادرنا... توادعنا الضباط... وكان موقف يعني حقيقة يعني مؤلم بالنسبة لنا... ولكن عدنا أمل إن شاء الله بالمقاومة.... فطلعنا... آني طلعت.. تركت المكان طلعت باتجاه الفلوجة يوم 10... الوضع كان عادي هناك... بس على الطريق تجاه الرمادي.... دا اشوف الحزب هناك... القيادة موجودة هناك.... عدنا اتصال كان وياها... لاحظت عدي الله يرحمه راكب سيارة... ورتل... أعتقد السيد الرئيس وياهم.. بس ما شفته....كان تقدم من يم الحبانية وراح باتجاه الرمادي... مريت على رشيد طعان عضو القيادة هناك بالرمادي... وقلت له ترى اكو احتمال السيد الرئيس يدز عليك.... أتهيأ... بعد لحظة صار ضربة قوية على بيت خربيط بالصواريخ.... وأنا أيدي على قلبي... قلت لا يروح السيد الرئيس هناك أو الجماعة..... وأعتقد هما ما كانوا هناك... فشفت الوضع بالأنبار شلون صار...

عبد العظيم محمد: يعني هذه كان آخر مشاهدة أو لك اتصال مع صدام وقصي ورؤية الموكب؟؟

الفريق سيف: حاولت اتصل ما قدرت... يعني آخر لقطة لعدي هي اللي شفتها يم الحبانية... هو شان يسوق سيارة... ولابس أبيض ولاف راسه.. وشفته بالعين مجردة... بس ما وقفت يمهم لأنهم يتقدمون رتل...

عبد العظيم محمد: طيب أريد أن أسألك سؤال أخير نختم به هذا الحوار... هل كان لديكم تصور عن مرحلة ما بعد احتلال بغداد؟؟ بمعنى هل أعددتم العدة أو كان لديكم خطط لمرحلة ما بعد بغداد؟

الفريق سيف: بالنسبة للقيادة... قلت السيد الرئيس جمعهم وأنطاهم توجيهات حول هذا الموضوع... بس كإجراءات مبكرة والاستعداد النفسي عند الشعب والحزب ما كان مهيأ لهذه الاتجاهات... بس التوجيهات انطت لقسم القيادة وليس لكلهم.. اللي داخل مدينة بغداد... اثنين... تدري يعني السيد الرئيس أني أمامي قال: إحنا بالنسبة للمقاومة إذا العدو قدر لا سامح الله يدخل يعني....إحنا نحتـاج إلـى بندقيـة وشـم تمـرة وخبز يابس ونقاتل العدو...

يعني المعركة تستمر، قانون المقاومة يختلف عن قانون الحرب النظامية....الوقت والزمان والمكان كلها بيدك تختار الهدف الملائم حتى تضرب به العدو..... كل أسلحة العدو استخدمها علينا... حربنا النظامية أصبحت غير... فائدة الكروز ما لها هدف ولا F 18 ولا F 16... حتى السمتيات وصلت بقت متأخرة يعني المقاومة أصبحت أشباح...... الأهداف اللي كان يرميها العدو- بعد أن تحول الى ذروة الهجوم بدأ يدافع - أصبح الآن يحميها.... يعني يحمي القصر الجمهوري المنطقة الخضراء....

عبد العظيم محمد: تعتقد أنه معركة بغداد انتهت؟

الفريق سيف: لا ما تنتهي... يعني هو معركة بغداد مستمرة لحد هذه اللحظة...يعني هما قالوا أولا بغداد بالظربة وبقت هي أولا بالمقاومة... يعني الآن العدو في بغداد وفى كل محافظات العراق من البصرة إلى الموصل... المسألة إنه بغداد احتلت... بغداد لا زالت تقاوم... إحنا من الأدبيات العسكرية يقول لك الهدف ما يسقط إلا ما يهدأ... يعني تخمد النار مالته....فشو النتيجة.... العدو الأميركي أشبه باستراتيجية الخنفساء والصوف.... يعني كل ما ييجي يتحرك يتشربك... إذا يعزز قاطعات أكثر يعني خسائره تكون أكثر.... يعني أسهل مقاومة... مثل عندك جندي... مجموعة من عشرة أشخاص... هي ما تشكل هدف ولا موضع.. لا هي فوج ولا فرقة... بس أمامها عشرات الأهداف... هم يمر جندي أميركي والقنص....

عبد العظيم محمد: هذه المعركة ما زلت حتى هذه اللحظة مستمرة؟
الشمس شمسي و العراق عراقي [*][*][*] ما غير الدخلاء من اخلاقي

ايسوس العراق

Re: شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي رئيس أركان الحرس

مشاركة بواسطة ايسوس العراق » الأحد يونيو 02, 2013 10:22 pm

يلوح ان هنالك اهمال من قبل الفريق رعد مجيد ....
وخاصة بموضوع جسر الي يربط جرف الصخر -بغداد...من المفترض ان يُفجر لكن الغريب والمضحك ان العدو يستطيع بجهده الهندسي اتمام جسور ب ساعتين فقط ...
لذلك لادري لماذا هذا التذرع ..
انا خرجت باختصار بان الفشل العسكري الذي حدث لا يمكن لاي جيش بالوضع العراقي منذ 91-2003 تحمله ...
فالانهيار بدأ وواضح (حتى ان العملية التي سميت قتل الثور الجريح ) ...
لكن ايضا يوجد اخطاء
الاخطاء كانت لاسباب عديدة منها الشك والخوف الذي كان لدى القيادة السياسية بعدم اعطاء وزارة الدفاع صلاحيات وضع خطة حماية او صلاحيات انفتاح وانتقال القطعات العسكرية ..
عندما تحصل حرب يقوم القائد الاعلى بالبلد بتخويل عدد من القادة العسكريين للقيام بمهام طوارئ دون الرجوع له ...
لكن الغريب ان الهاجس الانقلابي بقي لحد 9-4 -2003 لدى الرئيس السابق...

امر اخر وزارة الدفاع ابلت بلاء حسناً باللواء 47 بالبصرة وككانت هي من تقود معارك الجنوب ...لذلك كانت هنالك نتائج مثمرة على مستوى تكبيد العدو خسائر
لكن العدو كان يمتلك قدرات هائلة مثلاً :
كان يجتاز الخطوط الدفاعية باقل احتكاك ممكن والانفتاح على الصحراء لتجنب الاصطدام بالقوات العراقية ,,,
او لسحبها نحو الانفتاح خارج المدن والايقاع بها لدكها بالطائرات ...وحصل ذلك في بعض المعارك ..
ايضاً كان هنالك غرابة بتوقع العدوان من جانب الاردن رغم ان الجهد الرئيسي كان واضح من الكويت لاغير....
ولاسباب لايعلمها سوى الرئيس السابق .. ثم التخبط باتمام الطلب ... مثلاً كان هنالك طلبات طارئة لتحريك ونقل فرق للتعزيز وكذلك لتأخير العدو ولم تتم الموافقة ....
اذكر ان هنالك قوات كانت قد انفتحت الى غرب العراق وهي كانت خارج المعركة ...
القطاعات العراقية انعزلت بالجنوب ولسبب برأيي ان العدو يتجنب القتال وكان يتنقل بسرعة عن طريق اراضي مفتوحة النجف ... ثم الاتجاه للكوت والتحشيد للتوجه لبغداد
السرعة والمناورة كانت هائلة وبالتالي انعزاال القطاعات خلف العدو جعل العراقي يضرب خطوط تموين ثم تلاشت المعنويات فضلا عن الاسباب السياسية والفقر والحصار والاجهاد والنفسية ووووووو .........
كان للعراق فرصة لتحويل التكتيك العسكري من نظامي الى قتال شوارع بمجموعات صغيرة معززة بدفاعات جوية ..
بدل الانفتاح امام الطائرات والانتحار ..

لكن هنالك معارك شرف الانتماء .. الفاو -بحر النجف الديوانية ..الناصرية - المطار ----------... الخ
بالنهاية الفريق سيف لم يكن صادقاً بامور عدةً
مثلا قصي صدام حسين ..!
رجل القانون يقود معركة تحدد مصير بلد ... والعراق مليئ بكبار العسكريين القادريين على قيادة المؤسسة ...
الكلام طويـــــــــــــــــــــل ...اني ادري الراوي ماطلع ضل هنا ؟؟ وقيل انه توفى.؟

أضف رد جديد

العودة إلى “كتب، جرائد و مجلات”