Re: قبل ان يغادرنا التاريخ
مرسل: الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 6:36 pm
إذن وصلنا إلى يوم 30/12/2002 وهو اليوم الذي وجهت فيه الدعوة للضباط للقاء الشهيد صدام في قصر الرضوانية غرب بغداد بجوار المطار.. وتم اللقاء في قاعة ملحقة بذلك القصر...
يقول الفريق رعد:
خاب ظني عندما شاهدت أكثر من ثلاثين ضابط من ضباط الحرس الجمهوري، منهم بمناصب ادارية وفنية... كان اعتقادي ان سبب الاجتماع هو مناقشة خطة الدفاع عن بغداد... وبما أن مستوى الحضور بهذا الاتساع فسوف يكون اللقاء عاديا... وقبل وصول الشهيد الى القاعة استدعي رئيس الاركان والمشرف للقاء معه في غرفة جانبية...
ثم دخل الشهيد مبتسما ومرحبا بنا... قال: كيف حالكم يا شباب... اطلعت على خطتكم... فعلى بركة الله... ثم تقاطر على منصة الخطابة عددا من الضباط بدءا برئيس الاركان... وكانت الخطابات تدور حول الولاء والاخلاص والاستعداد للقتال... أما أنا فقد قررت أن لا أتكلم لأن السيد عبد الحميد حمود كان قد قال لنا حين اكتملنا: اخوان... السيد الرئيس متعب ومرهق بالموقف العام... لاتذكروا أية مشاكل...ركزوا على الجانب المعنوي...
بعد الخطابات شكرهم صدام على مشاعرهم... ثم تحدث عن الازمة وقال ان العراق خال من اي سلاح محظور وطلب منا فتح معسكراتنا امام المفتشين... وقال: اننا لا نريد هذه الحرب ولكن اذا فرضت علينا فسنركع أمريكا وندمر جيوشها – ((اي لا هوايه )) - على حافة الصحراء وإن ارادة الله بأن تخذل القوى الشريرة العظمى امام قوة الحق، وان كانت صغيرة... وأنا متأكد من انتصارنا ومن تركيع أمريكا إذا جاءت بجيوشها لأنه لم يبق لله جيش يقاتل في سبيله سوى جيش العراق...
وبعد انتهاء اللقاء أخذنا الصور التذكارية مع صدام بشكل جماعي وغادر الجميع... وظل موضوع خطة الدفاع عن بغداد يؤرقني...
أعتقد أن أي شخص يقرأ كلام الفريق ربما سيلومه على عدم القاءه خطابا في ذلك الموقف يبين فيه ما يؤرقه طالما كان متاحا له!!! ولماذا لم يتحدث... خاصة وأن البلد على مفترق طرق خطير.... حيث انها على وشك وقوع عدوان لن يرحم كبير أو صغير ولن يبقي حجر أو شجر!!! فهنا لا مجال للمجاملات ولا مجال للخوف.... مهما كان الحاكم جائرا أو ظالما... فالمسألة مسألة دولة بحالها وليست مسألة حاكم!!! وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر!!!! هذا إذا اعتبرنا أن الشهيد رحمة الله عليه كان ظالما أو جائرا.... وان الفريق كان يخشى من سطوته كما بعض الضباط... مثلما ذكر سابقا... وعلى كل حال... لا نريد القاء التهم جزافا... فالله وحده أعلم كيف كان الحال في ذلك الموقف....
المهم...
بعد اسبوعين التقينا اللواء حسام محمد أمين، مدير دائرة الرقابة الوطنية ((فك الله أسره مع اخوانه الاشراف))، وشرح لنا أسلوب التعامل مع المفتشين.. ثم جاء الجواسيس المفتشين الى مقراتنا ووحداتنا ولم يعثروا على أي شيء... في ذلك الوقت كانت القيادة العامة تنفذ عددا من التمارين لمجموع القيادات العسكرية التابعة للمقر العام، والقيادات السياسية والحزبية للمنطقة المركزية، وكان يحضرها الشهيد قصي وكنت ارافقه وادلي ببعض الملاحظات وأقدم التقارير والتقييمات بشكل عام... وكانت تجري تمارين بإشراف الامام عزة الدوري يحضرها معظم أعضاء القيادة السياسية والوزراء المعنيين....
الصفحة 293 تسارع الاحداث والاقتراب من الحرب...
حديث مطول عن تصاعد الاحداث السياسية وخاصة في اروقة الامم المتحدة، والاتهامات للعراق، والمحاولات الامريكية الحثيثة المستميتة لشيطنة نظام الشهيد صدام، واعتباره المسؤول عن مآسي أبناء العراق.... لكن في الصفحة 294 – 295 كلام غريب... أعتقد أن الفريق رعد نقله من كتاب آخر.... أو... ربما هو رأيه الشخصي....
يقول:
كانت نتيجة الاستفتاء الذي جرى في العراق في 15/10/2002 حول الولاء للرئيس واعادة انتخابه لسبع سنوات أخرى مائة بالمائة، ويبدو أن الرئيس صدق نتيجة الاستفتاء!!! لأن ذلك يتوافق مع داء خداع الحواس المصاب به!!! ومع ظاهرة الصنمية التي تطغى على جميع الممارسات الحزبية والجماهيرية ما دعاه الى إطلاق جميع السجناء، ومنهم مجرمون كبار وقتلة..... وهذا ما اعتبر تهديدا للأمن لوطني حيث انه بمثابة اطلاق ذئاب في حظائر أغنام.... لقد أراد الرئيس من هذا القرار الخطأ أن يعبر عن شكره للشعب الذي آزره في هذه الانتخابات!!!!
بنفس الصفحة هناك حديث مطول عن: التمسك المقدس بالموروثات من غير تمحيص، جعلت المجتمعات العربية بيئة صالحة لنشوء الزعامات الدكتاتورية.... حتى الطوائف الدينية والمذهبية لها زعامات دكتاتورية!!! من كان يجبر مئات الالاف على التعبير الهستيري عن حبهم لزعاماتهم... من الذي أجبر القادة العسكريين للتنازل عن مقومات شخصياتهم ومناصبهم للزعامات السياسية... من كان مجبرا على النفاق في أقصى حدوده.!!!
هكذا كان العراق هشا في حقيقته!!!!! فالباطن عكس الظاهر، فالظاهر ان العراق كان قويا متماسكا قادرا على التحدي والصمود... وعلى هذه الظواهر أعدت جداول حسابات القدرة السياسية والعسكرية والاقتصادية... والكل كان في مزاد كبير لعرض القوة ولا أبريء نفسي من هذا!!!!! فالتيار العام يجبرنا على الكلام الكبير في استعراض القوة كي ندفع عنا تهمة الجبن والتخاذل... بينما حقائق الامور تجبرنا على المجازفة لعرض الحقائق تلك بأشكال مخففة...
يقول الفريق في الصفحة 296
كانت ثقتي عالية بكل من يحيط بي من ضباط ركن وقادة وأمرين وجنود... وضعنا مناهج تدريبية واقعية وجداول عمل واسعة في ضبط الاستحضارات والاستعدادات... وقد حددت يوم 15/2/2003 موعدا أخيرا لإكمال تلك الاجراءات وتم انفتاح جميع قوات الفيلق ابتداءا من ذلك التاريخ... وعلى مسؤوليتي... وكانت الأولويات التي حددتها في توجيه العمليات في نهاية شهر شباط كالآتي:
اكمال مستلزمات الاستعداد القتالي وتدقيقها جيدا إلى مستوى الجندي والاهتمام بأعمال التمويه والاختفاء
عدم اشغال المواضع البديلة إلا بعد تعرض الموقع الرئيسي لقصف معادي
بث دوريات الاستطلاع وفتح المراصد والكمائن الخاصة بأسلحة الدفاع الجوي
اعتماد نظام اتصالات الارتباط الشخصي وعدم استخدام الاتصالات اللاسلكية إلا في المعارك
تدقيق أعمال المساحة للمدفعية وتدقيق مواضع المدفعية الجوالة
التصرف الفوري ومعالجة المواقف الطارئة في حالة مفاجأة العدو لنا بأعمال الدوريات العميقة
الانفتاح العام للقوات العراقية عشية العدوان
كان الانفتاح العام للقوات المسلحة العراقية مبنيا على خطط الدفاع الرئيسية تجاه عدد من التهديدات التي قد تحدث في آن واحد أو بشكل متعاقب... سواء تهديدات فارسية مجوسية مثلا – استخدام جواسيس الفرس وخنازيرهم من فيلق غدر المجوسي الى حزب الدعوة الى الكفر وغيرهم – إضافة الى خنازير الطلباني والمسعور.... وقد عمد العراق إلى تقسيم الدفاع العام إلى أربع مناطق رئيسية هي:
المنطقة الشمالية: محافظتي نينوى (الموصل) والتأميم (كركوك) وجزء من ديالا وصلاح الدين (شمال بيجي)، بقيادة السيد عزت الدوري، تتوفر فيها القوات التالية: الفيلق الاول بقيادة الفريق حميد رمضان التكريتي بثلاث فرق، إضافة الى جيش القدس لمدينة كركوك (شمال بغداد بـ 340 كم)... ثم الفيلق الخامس بقيادة الفريق الركن سالم حافظ التكريتي بثلاث فرق إضافة إلى فرقة جيش القدس لمدينة الموصل (شمال بغداد بـ 400 كم)...
المنطقة الوسطى: تشمل بغداد، الانبار (الرمادي) صلاح الدين، تكريت، ديالا (بعقوبة) وجزء من واسط وكربلاء، بقيادة الشهيد قصي صدام حسين، فيها القوات التالية: فيلق ألله أكبر حرس جمهوري بقيادة الفريق الركن مجيد حسين الدليمي بثلاث فرق: حمورابي (المدرعة) بقيادة اللواء الركن نجم عبد الله العجيلي، فرقة عدنان (الآلية) بقيادة اللواء الركن سفيان ماهر التكريتي، فرقة نبوخذ نصر (المشاة) بقيادة العميد الركن محمود خضير، ولواء قوات خاصة بقيادة العقيد الركن عاصي العبيدي... مفتوحة للدفاع شمال بغداد.... ثم..... فيلق الفتح المبين بقيادة الفريق الركن رعد مجيد الحمداني بثلاث فرق مفتوحة للدفاع جنوب وجنوب غرب بغداد وشرقها وجزء من ديالا والكوت (جنوب شرق بغداد بـ 170 كم) وهي: فرقة المدينة المنورة (المدرعة) بقيادة اللواء الركن رياض حسين الناصري، فرقة النداء (المدرعة) بقيادة العميد الركن كريم جاسم الناصري، فرقة بغداد (المشاة) بقيادة اللواء الركن صالح ابراهيم السلماني.. ولواء قوات خاصة بقيادة العميد الركن أحمد كامل التكريتي، فرقة المعهد التدريبي حرس جمهوري بقيادة اللواء الركن ضاري الحديثي.... ثم.....الفيلق الثاني (جيش) بقيادة الفريق الركن فوزي ابراهيم اللهيبي بفرقتين مفتوحتين للدفاع عن جزء من الحدود الشرقية مع دولة السموم الكسروية جنوب خانقين (180 كم شمال شرق بغداد) وجزء من حدود التماس مع ميليشات خونة الاكراد (قضاء كلار)..... ثم... جميع مؤسسات وزارة الدفاع وفرق جيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم... لواء الحرس الجمهوري الخاص ووحدات جهاز الأمن الخاص....
منطقة الفرات الأوسط: تشمل محافظات بابل (الحلة 90 كم جنوب بغداد) كربلاء (140 كم جنوب غرب بغداد) النجف (180 كم جنوب غرب بغداد) القادسية (الديوانية 110 كم جنوب بغداد) المثنى (السماوة 340 جنوب غرب بغداد)... فيها فرق جيش القدس والتنظيمات المسلحة للحزب، بقيادة عضو القيادة السياسية السيد مزبان خضر هادي – فك الله أسره – يعاونه السيد محمود غريب، عضو القيادة السياسية...
المنطقة الجنوبية: تشمل محافظات البصرة (540 كم جنوب بغداد) ميسان (العمارة 360 كم جنوب بغداد)، ذي قار (الناصرية 440 كم جنوب غرب بغداد) وفيها القوات: الفيلق الرابع بقيادة الفريق الركن حكمت ناظم بفرقتين إحداهما مدرعة إضافة إلى جيش القدس بالعمارة... ثم الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن نوري داود مشعل العبيدي بأربع فرق ((كان قائد واحدة من تلك الفرق اللواء الركن البطل خالد حاتم الهاشمي))، إحداها مدرعة والثانية آلية (ميكانيكية) واثنتان مشاة، إضافة إلى فرق الجيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم القوة البحرية وقوامها فرقة مشاة..... ويقود تلك المنطقة الفريق الركن (البطل المجيد) علي حسن المجيد...
الانفتاح العام لفيلق الفتح المبين – حرس جمهوري –
أولا: كان المقر الرئيس في منطقة الدرعية (قضاء المدائن جنوب بغداد بـ 52 كم) بإشراف رئيس أركان الفيلق اللواء الركن فائق عبد الله العبيدي، ويعاونه عدد من ضباط الركن والمخابرة والحماية... مع مقرات الصنوف الرئيسية:
صنف المدفعية بإمرة اللواء الركن أركان ياسين التكريتي.
صنف الهندسة العسكرية بإمرة العميد الركن جاسم محمد المهداوي
صنف الوقاية الكيماوية بإمرة العميد فيصل سعيد شيت
صنف الحرب الالتكرونية بإمرة العميد حسن الفلاحي
ثانيا: المقر الإداري في منطقة سلمان باك الأثرية جنوب بغداد بـ 50 كم، بإشراف مدير الإدارة اللواء نبيل عبد المنعم علي، يعاونه عدد من الضباط الاداريين وعناصر من الحماية وعدد المقرات الخدمية...
صنف التموين والنقل (الإمدادات) بإمرة العميد الركن اسكندر التكريتي.
صنف الإدامة والتصليح (التصلح والإنقاذ) بإمرة العميد هشام الموصلي
صنف الطبابة بإمرة العقيد الطبيب سعد عبد الهادي
ثالثا: المقرات التعبوية البديلة بإمرة عدد من ضباط الركن: العميد سامي أحمد شهاب، العميد الركن فلاح حسن، العميد الركن طيار سامي الهيتي، العميد الركن عوف عبد الرحمن، العقيد الركن مزهر.. وغيرهم مما لايتسع المجال لذكرهم والمدان لهم بالإخلاص والتعاون الكبير الذي لمسته منهم جميعا... وكانت هذه المقرات في الصويرة، النهروان، المسيب، ناحية الرشيد، المدائن...
انفتاح الفرق وتشكيلاتها والتشكيلات الساندة:
فرقة النداء مقرها في بهرز من اقضية ديالا – اللواء المدرع 41 في بعقوبة – اللواء المدرع 42 في النهروان – لواء المشاة الآلي 43 في منطقة شرق ديالا – سرية الاستطلاع ضمن القاطع...
فرقة بغداد مقرها مدخل مدينة الكوت – اللواء الرابع في غرب دجلة – اللواء الخامس جنوب مدينة الكوت على محور الغراف – اللواء السادس شرق نهر دجلة- سرية الاستطلاع ضمن القاطع.
فرقة معهد التدريب: المقر والوحدات شرق نهر دجلة (منطقة الحفرية – العزيزية – تبعد 70 كم جنوب شرق بغداد)
فرقة نبوخذ نصر دخلت بإمرة الفيلق في بداية العدوان، في محافظة بابل، وكتيبة استطلاع الفيلق بإمرة العقيد الركن روكان العجيلي، تدافع عن جسر القائد الاستراتيجي على نهر الفرات في اليوسفية
مدفعية الفيلق في قاطع الصويرة – الكوت
لواء القوات الخاصة الثالث احتياط في بغداد....
يقول الفريق رعد:
خاب ظني عندما شاهدت أكثر من ثلاثين ضابط من ضباط الحرس الجمهوري، منهم بمناصب ادارية وفنية... كان اعتقادي ان سبب الاجتماع هو مناقشة خطة الدفاع عن بغداد... وبما أن مستوى الحضور بهذا الاتساع فسوف يكون اللقاء عاديا... وقبل وصول الشهيد الى القاعة استدعي رئيس الاركان والمشرف للقاء معه في غرفة جانبية...
ثم دخل الشهيد مبتسما ومرحبا بنا... قال: كيف حالكم يا شباب... اطلعت على خطتكم... فعلى بركة الله... ثم تقاطر على منصة الخطابة عددا من الضباط بدءا برئيس الاركان... وكانت الخطابات تدور حول الولاء والاخلاص والاستعداد للقتال... أما أنا فقد قررت أن لا أتكلم لأن السيد عبد الحميد حمود كان قد قال لنا حين اكتملنا: اخوان... السيد الرئيس متعب ومرهق بالموقف العام... لاتذكروا أية مشاكل...ركزوا على الجانب المعنوي...
بعد الخطابات شكرهم صدام على مشاعرهم... ثم تحدث عن الازمة وقال ان العراق خال من اي سلاح محظور وطلب منا فتح معسكراتنا امام المفتشين... وقال: اننا لا نريد هذه الحرب ولكن اذا فرضت علينا فسنركع أمريكا وندمر جيوشها – ((اي لا هوايه )) - على حافة الصحراء وإن ارادة الله بأن تخذل القوى الشريرة العظمى امام قوة الحق، وان كانت صغيرة... وأنا متأكد من انتصارنا ومن تركيع أمريكا إذا جاءت بجيوشها لأنه لم يبق لله جيش يقاتل في سبيله سوى جيش العراق...
وبعد انتهاء اللقاء أخذنا الصور التذكارية مع صدام بشكل جماعي وغادر الجميع... وظل موضوع خطة الدفاع عن بغداد يؤرقني...
أعتقد أن أي شخص يقرأ كلام الفريق ربما سيلومه على عدم القاءه خطابا في ذلك الموقف يبين فيه ما يؤرقه طالما كان متاحا له!!! ولماذا لم يتحدث... خاصة وأن البلد على مفترق طرق خطير.... حيث انها على وشك وقوع عدوان لن يرحم كبير أو صغير ولن يبقي حجر أو شجر!!! فهنا لا مجال للمجاملات ولا مجال للخوف.... مهما كان الحاكم جائرا أو ظالما... فالمسألة مسألة دولة بحالها وليست مسألة حاكم!!! وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر!!!! هذا إذا اعتبرنا أن الشهيد رحمة الله عليه كان ظالما أو جائرا.... وان الفريق كان يخشى من سطوته كما بعض الضباط... مثلما ذكر سابقا... وعلى كل حال... لا نريد القاء التهم جزافا... فالله وحده أعلم كيف كان الحال في ذلك الموقف....
المهم...
بعد اسبوعين التقينا اللواء حسام محمد أمين، مدير دائرة الرقابة الوطنية ((فك الله أسره مع اخوانه الاشراف))، وشرح لنا أسلوب التعامل مع المفتشين.. ثم جاء الجواسيس المفتشين الى مقراتنا ووحداتنا ولم يعثروا على أي شيء... في ذلك الوقت كانت القيادة العامة تنفذ عددا من التمارين لمجموع القيادات العسكرية التابعة للمقر العام، والقيادات السياسية والحزبية للمنطقة المركزية، وكان يحضرها الشهيد قصي وكنت ارافقه وادلي ببعض الملاحظات وأقدم التقارير والتقييمات بشكل عام... وكانت تجري تمارين بإشراف الامام عزة الدوري يحضرها معظم أعضاء القيادة السياسية والوزراء المعنيين....
الصفحة 293 تسارع الاحداث والاقتراب من الحرب...
حديث مطول عن تصاعد الاحداث السياسية وخاصة في اروقة الامم المتحدة، والاتهامات للعراق، والمحاولات الامريكية الحثيثة المستميتة لشيطنة نظام الشهيد صدام، واعتباره المسؤول عن مآسي أبناء العراق.... لكن في الصفحة 294 – 295 كلام غريب... أعتقد أن الفريق رعد نقله من كتاب آخر.... أو... ربما هو رأيه الشخصي....
يقول:
كانت نتيجة الاستفتاء الذي جرى في العراق في 15/10/2002 حول الولاء للرئيس واعادة انتخابه لسبع سنوات أخرى مائة بالمائة، ويبدو أن الرئيس صدق نتيجة الاستفتاء!!! لأن ذلك يتوافق مع داء خداع الحواس المصاب به!!! ومع ظاهرة الصنمية التي تطغى على جميع الممارسات الحزبية والجماهيرية ما دعاه الى إطلاق جميع السجناء، ومنهم مجرمون كبار وقتلة..... وهذا ما اعتبر تهديدا للأمن لوطني حيث انه بمثابة اطلاق ذئاب في حظائر أغنام.... لقد أراد الرئيس من هذا القرار الخطأ أن يعبر عن شكره للشعب الذي آزره في هذه الانتخابات!!!!
بنفس الصفحة هناك حديث مطول عن: التمسك المقدس بالموروثات من غير تمحيص، جعلت المجتمعات العربية بيئة صالحة لنشوء الزعامات الدكتاتورية.... حتى الطوائف الدينية والمذهبية لها زعامات دكتاتورية!!! من كان يجبر مئات الالاف على التعبير الهستيري عن حبهم لزعاماتهم... من الذي أجبر القادة العسكريين للتنازل عن مقومات شخصياتهم ومناصبهم للزعامات السياسية... من كان مجبرا على النفاق في أقصى حدوده.!!!
هكذا كان العراق هشا في حقيقته!!!!! فالباطن عكس الظاهر، فالظاهر ان العراق كان قويا متماسكا قادرا على التحدي والصمود... وعلى هذه الظواهر أعدت جداول حسابات القدرة السياسية والعسكرية والاقتصادية... والكل كان في مزاد كبير لعرض القوة ولا أبريء نفسي من هذا!!!!! فالتيار العام يجبرنا على الكلام الكبير في استعراض القوة كي ندفع عنا تهمة الجبن والتخاذل... بينما حقائق الامور تجبرنا على المجازفة لعرض الحقائق تلك بأشكال مخففة...
يقول الفريق في الصفحة 296
كانت ثقتي عالية بكل من يحيط بي من ضباط ركن وقادة وأمرين وجنود... وضعنا مناهج تدريبية واقعية وجداول عمل واسعة في ضبط الاستحضارات والاستعدادات... وقد حددت يوم 15/2/2003 موعدا أخيرا لإكمال تلك الاجراءات وتم انفتاح جميع قوات الفيلق ابتداءا من ذلك التاريخ... وعلى مسؤوليتي... وكانت الأولويات التي حددتها في توجيه العمليات في نهاية شهر شباط كالآتي:
اكمال مستلزمات الاستعداد القتالي وتدقيقها جيدا إلى مستوى الجندي والاهتمام بأعمال التمويه والاختفاء
عدم اشغال المواضع البديلة إلا بعد تعرض الموقع الرئيسي لقصف معادي
بث دوريات الاستطلاع وفتح المراصد والكمائن الخاصة بأسلحة الدفاع الجوي
اعتماد نظام اتصالات الارتباط الشخصي وعدم استخدام الاتصالات اللاسلكية إلا في المعارك
تدقيق أعمال المساحة للمدفعية وتدقيق مواضع المدفعية الجوالة
التصرف الفوري ومعالجة المواقف الطارئة في حالة مفاجأة العدو لنا بأعمال الدوريات العميقة
الانفتاح العام للقوات العراقية عشية العدوان
كان الانفتاح العام للقوات المسلحة العراقية مبنيا على خطط الدفاع الرئيسية تجاه عدد من التهديدات التي قد تحدث في آن واحد أو بشكل متعاقب... سواء تهديدات فارسية مجوسية مثلا – استخدام جواسيس الفرس وخنازيرهم من فيلق غدر المجوسي الى حزب الدعوة الى الكفر وغيرهم – إضافة الى خنازير الطلباني والمسعور.... وقد عمد العراق إلى تقسيم الدفاع العام إلى أربع مناطق رئيسية هي:
المنطقة الشمالية: محافظتي نينوى (الموصل) والتأميم (كركوك) وجزء من ديالا وصلاح الدين (شمال بيجي)، بقيادة السيد عزت الدوري، تتوفر فيها القوات التالية: الفيلق الاول بقيادة الفريق حميد رمضان التكريتي بثلاث فرق، إضافة الى جيش القدس لمدينة كركوك (شمال بغداد بـ 340 كم)... ثم الفيلق الخامس بقيادة الفريق الركن سالم حافظ التكريتي بثلاث فرق إضافة إلى فرقة جيش القدس لمدينة الموصل (شمال بغداد بـ 400 كم)...
المنطقة الوسطى: تشمل بغداد، الانبار (الرمادي) صلاح الدين، تكريت، ديالا (بعقوبة) وجزء من واسط وكربلاء، بقيادة الشهيد قصي صدام حسين، فيها القوات التالية: فيلق ألله أكبر حرس جمهوري بقيادة الفريق الركن مجيد حسين الدليمي بثلاث فرق: حمورابي (المدرعة) بقيادة اللواء الركن نجم عبد الله العجيلي، فرقة عدنان (الآلية) بقيادة اللواء الركن سفيان ماهر التكريتي، فرقة نبوخذ نصر (المشاة) بقيادة العميد الركن محمود خضير، ولواء قوات خاصة بقيادة العقيد الركن عاصي العبيدي... مفتوحة للدفاع شمال بغداد.... ثم..... فيلق الفتح المبين بقيادة الفريق الركن رعد مجيد الحمداني بثلاث فرق مفتوحة للدفاع جنوب وجنوب غرب بغداد وشرقها وجزء من ديالا والكوت (جنوب شرق بغداد بـ 170 كم) وهي: فرقة المدينة المنورة (المدرعة) بقيادة اللواء الركن رياض حسين الناصري، فرقة النداء (المدرعة) بقيادة العميد الركن كريم جاسم الناصري، فرقة بغداد (المشاة) بقيادة اللواء الركن صالح ابراهيم السلماني.. ولواء قوات خاصة بقيادة العميد الركن أحمد كامل التكريتي، فرقة المعهد التدريبي حرس جمهوري بقيادة اللواء الركن ضاري الحديثي.... ثم.....الفيلق الثاني (جيش) بقيادة الفريق الركن فوزي ابراهيم اللهيبي بفرقتين مفتوحتين للدفاع عن جزء من الحدود الشرقية مع دولة السموم الكسروية جنوب خانقين (180 كم شمال شرق بغداد) وجزء من حدود التماس مع ميليشات خونة الاكراد (قضاء كلار)..... ثم... جميع مؤسسات وزارة الدفاع وفرق جيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم... لواء الحرس الجمهوري الخاص ووحدات جهاز الأمن الخاص....
منطقة الفرات الأوسط: تشمل محافظات بابل (الحلة 90 كم جنوب بغداد) كربلاء (140 كم جنوب غرب بغداد) النجف (180 كم جنوب غرب بغداد) القادسية (الديوانية 110 كم جنوب بغداد) المثنى (السماوة 340 جنوب غرب بغداد)... فيها فرق جيش القدس والتنظيمات المسلحة للحزب، بقيادة عضو القيادة السياسية السيد مزبان خضر هادي – فك الله أسره – يعاونه السيد محمود غريب، عضو القيادة السياسية...
المنطقة الجنوبية: تشمل محافظات البصرة (540 كم جنوب بغداد) ميسان (العمارة 360 كم جنوب بغداد)، ذي قار (الناصرية 440 كم جنوب غرب بغداد) وفيها القوات: الفيلق الرابع بقيادة الفريق الركن حكمت ناظم بفرقتين إحداهما مدرعة إضافة إلى جيش القدس بالعمارة... ثم الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن نوري داود مشعل العبيدي بأربع فرق ((كان قائد واحدة من تلك الفرق اللواء الركن البطل خالد حاتم الهاشمي))، إحداها مدرعة والثانية آلية (ميكانيكية) واثنتان مشاة، إضافة إلى فرق الجيش القدس في المحافظات المذكورة.... ثم القوة البحرية وقوامها فرقة مشاة..... ويقود تلك المنطقة الفريق الركن (البطل المجيد) علي حسن المجيد...
الانفتاح العام لفيلق الفتح المبين – حرس جمهوري –
أولا: كان المقر الرئيس في منطقة الدرعية (قضاء المدائن جنوب بغداد بـ 52 كم) بإشراف رئيس أركان الفيلق اللواء الركن فائق عبد الله العبيدي، ويعاونه عدد من ضباط الركن والمخابرة والحماية... مع مقرات الصنوف الرئيسية:
صنف المدفعية بإمرة اللواء الركن أركان ياسين التكريتي.
صنف الهندسة العسكرية بإمرة العميد الركن جاسم محمد المهداوي
صنف الوقاية الكيماوية بإمرة العميد فيصل سعيد شيت
صنف الحرب الالتكرونية بإمرة العميد حسن الفلاحي
ثانيا: المقر الإداري في منطقة سلمان باك الأثرية جنوب بغداد بـ 50 كم، بإشراف مدير الإدارة اللواء نبيل عبد المنعم علي، يعاونه عدد من الضباط الاداريين وعناصر من الحماية وعدد المقرات الخدمية...
صنف التموين والنقل (الإمدادات) بإمرة العميد الركن اسكندر التكريتي.
صنف الإدامة والتصليح (التصلح والإنقاذ) بإمرة العميد هشام الموصلي
صنف الطبابة بإمرة العقيد الطبيب سعد عبد الهادي
ثالثا: المقرات التعبوية البديلة بإمرة عدد من ضباط الركن: العميد سامي أحمد شهاب، العميد الركن فلاح حسن، العميد الركن طيار سامي الهيتي، العميد الركن عوف عبد الرحمن، العقيد الركن مزهر.. وغيرهم مما لايتسع المجال لذكرهم والمدان لهم بالإخلاص والتعاون الكبير الذي لمسته منهم جميعا... وكانت هذه المقرات في الصويرة، النهروان، المسيب، ناحية الرشيد، المدائن...
انفتاح الفرق وتشكيلاتها والتشكيلات الساندة:
فرقة النداء مقرها في بهرز من اقضية ديالا – اللواء المدرع 41 في بعقوبة – اللواء المدرع 42 في النهروان – لواء المشاة الآلي 43 في منطقة شرق ديالا – سرية الاستطلاع ضمن القاطع...
فرقة بغداد مقرها مدخل مدينة الكوت – اللواء الرابع في غرب دجلة – اللواء الخامس جنوب مدينة الكوت على محور الغراف – اللواء السادس شرق نهر دجلة- سرية الاستطلاع ضمن القاطع.
فرقة معهد التدريب: المقر والوحدات شرق نهر دجلة (منطقة الحفرية – العزيزية – تبعد 70 كم جنوب شرق بغداد)
فرقة نبوخذ نصر دخلت بإمرة الفيلق في بداية العدوان، في محافظة بابل، وكتيبة استطلاع الفيلق بإمرة العقيد الركن روكان العجيلي، تدافع عن جسر القائد الاستراتيجي على نهر الفرات في اليوسفية
مدفعية الفيلق في قاطع الصويرة – الكوت
لواء القوات الخاصة الثالث احتياط في بغداد....