صفحة 1 من 1

صباح مع جسر الملك علي (الأحرار)

مرسل: الاثنين يوليو 01, 2013 11:35 pm
بواسطة Hawkeye

حقيقة حكاية صباح مع جسر الملك علي (الأحرار)، التي رواها صباح لزميله العقيد الطيار محمود شاكر رضوان، الذي كان آمر السرب الضيف على معامل الطائرات، ولما كان كلاهما يحلقان سوية في تشكيل جوي يسمى(رف) ،قال صباح جملة اعتراضية لزميله الطيار محمود باللهجة البغدادية:
(راح أخليّ بغداد تنرج) أي بمعنى تهتز.
وتلك الحادثة أخبر بها الطيار محمود شاكر، صديقه الحميم المؤرخ فيصل فهمي سعيد، الذي اوضح لنا قائلا:
-أحد الطيارين الأمريكان المتواجدين في معمل الطائرات، كان غالبا ما يسخر ويستخف بكفاءة وقابليات الطيارين العراقيين وقدرتهم على الانقضاض والمرور في المسالك الصعبة في جلساته الحوارية مع زملائه، فتحداه صباح نوري واتفق على أثرها على عقد (رهان) معه لكي يثبت له كفاءة الطيار العراقي، قبل أن يصل الى الوسيلة لكسب الرهان، ولما صادف عبوره بسيارته فوق جسر الملك علي (الأحرار) خطر بباله أن يحلق بطائرته ويمربها من تحت الجسر، غير أنه تردد وتصور في بادئ الأمر أنها مغامرة جنونية! وظل يفكر حتى عزم على أمره وقرر المرور بزورق بخاري ليسجل قياسات ارتفاع الركائز(الدنك) وطولها ومسافة العرض بين ركيزة وأخرى، حتى عثر على المكان المناسب الذي يمكنه من النفاذ بطائرته في وسط المسافة بين الركيزتين، بعد عملية الهبوط والأنقضاض وتعيين نقطة الأنطلاق والأرتفاع.
ثم يواصل المؤرخ فيصل حديثه الذي أخبره به الطيار محمود شاكر، قائلاً: على أثرها أتفق صباح نوري سعيد مع مصور عراقي مشهور يدعى(أرشاك) وطلب منه أن يحضر في موعد هبوط طائرته، وينزل على سطح زورق بخاري في دجلة ويلتقط له عدة صور لتوثيق مناورته ومغامرته الخطيرة في الوقت ذاته، وحذره بشدة من عدم المجيء في موعد طيرانه الذي حدده بدقة في موعد يومه وساعة الصفر من وصوله ومروره من تحت الجسر وأخبر به المصور أرشاك، وأوصاه أن لا يبوح به لأي أحد وقد علق صباح خلال حواره مع صديقه الطيار محمود، متحديا الطيار الأمريكي، قالها باللهجة البغدادية:
(حتى أفكس عين هذا الأمريكي) وبالفعل حلق فوق سماء الأعظمية وانطلق مع انحدار دجلة وانخفض بطائرته بشدة ولما وصل فوق جسر المأمون (الشهداء) وفي لحظتها شعر المارة البغداديون العابرون على الجسر، بالذهول وأصابتهم الدهشة وانتابهم الذعر لما رأوا ولأول مرة منظر الطائر القريبة من رؤوسهم ودوي صوت محركها، ولما بلغ نقطة الهبوط المستقيمة التي حدد مسافتها قبل وصوله جسر الأحرار، عبر بين إحدى الركزتين التي عينها، وقد بلغ وقت العملية ماقبل وبعد العبور، أقل من نصف دقيقة، وكان المصور أرشاك وكامرته، في حالة استعداد تام، والتقط عدة صور للطائرة، ورغم شعوره بالذهول هو الأخر ، كونه لم يتخيل، أن صباح سيمر من تحت الجسر بطائرته الأمريكية، لكنه ظل يلتقط الصور بدقة وسرعة متناهية حتى عبر صباح بطائرته سالما من تحت جسر الأحرار، ولما انتهى أرشاك من مهمته، وفور وصوله الى الأستوديو قام بتحميض الصور وسحبها على عجالة وذهب بها الى مجلس الوزراء وطلب مقابلة عاجلة لرئيس الوزراء نوري سعيد، ظنا منه، انه سيحصل على مكافأة مالية كبيرة تتناسب مع قيمة صوره النادرة، ولما علم الباشا بالأمر شعر بالغضب، وأنهال على أرشاك بعدة صفعات على خديه، كما نسميها بلهجتنا البغدادية (بسطة عراقية) وقد روى هذا المشهد لي أحد الحاضرين هناك المرحوم عبد الرزاق الحسني، حيث قال لي بالنص: (أنا ووصفي طاهر خلصنا المصور أرشاك من أيد الباشا بالكوة ).
ثم يختم المؤرخ فيصل فهمي حديثه:
بقيت صورة وحيدة (المنشورة) لم يقم أرشاك بتحميضها وبعد الحادثة، أخذها منه صباح واحتفظ بها، حتى نشرتها زوجته الدكتورة عصمت سعيد في كتابها عن حياة نوري سعيد، وأصدر الباشا في يومها قرارا، أبرق به الى مدرسة الطيران بمنع صباح من الطيران، وبقي مدة حتى عين على أثرها أول مدير عراقي للخطوط الجوية العراقية .


صورة

Re: صباح مع جسر الملك علي (الأحرار)

مرسل: الجمعة يوليو 11, 2014 1:40 pm
بواسطة عاشق الرافدين
معلومات قيمة ,,, شكرا لك على الموضوع ... تحياتي وودي

Re: صباح مع جسر الملك علي (الأحرار)

مرسل: الجمعة يناير 15, 2016 1:08 am
بواسطة TangoIII
صورة

Re: صباح مع جسر الملك علي (الأحرار)

مرسل: الثلاثاء يناير 26, 2016 12:41 am
بواسطة hayder
very nice! repost on the A17 thread!!!