(ابن فرناس) الميساني لوحق من قبل البعث وظل اعزبا حتى عمر "55

الاخبار العلمية و الطبية
أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

(ابن فرناس) الميساني لوحق من قبل البعث وظل اعزبا حتى عمر "55

مشاركة بواسطة TangoIII » الأحد نوفمبر 10, 2013 2:49 pm

(ابن فرناس) الميساني لوحق من قبل البعث وظل اعزبا حتى عمر "55" عاما

صورة

المدى برس/ ميسان

قد يكون (ابن فرناس) العراقي، كما يسميه جيرانه، مختلفا عن العالم الاندلسي الذي اشتهر، بالإضافة لكونه اول "قتلى الطيران"، بكونه مقربا من الملوك والامراء في وقته، على عكس سميه الميساني الذي اضطر إلى العيش متخفيا سنين كثيرة هربا من اجهزة النظام السابق الأمنية، لكن (ابن فرناس) الميساني او علي صدا البهادلي، شارك العالم الاندلسي حلمه بالطيران، ورغبته ان يكون اول من يطير بجهد ذاتي، وبالات صممها بيده، فوق ارض الرافدين.

ويقول البهادلي، الذي يسكن في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوب العراق، أنه "قام بتصنيع ثاني طائرة منزلية الصنع في ميسان في بداية الثمانينات للتحليق في السماء وتحقيق أكبر أحلامه"، مضيفا انه الان يعيش في "مدينة العمارة بلا دعم معنوي ولا مالي، وحيدا بلا منزل ولا زوجة".
يذكر ان اول من قام بصنع طائرة في ميسان هو شخص يدعى "كريم طيارة" وهو معروف محليا على نطاق واسع.

ويضيف علي صدام البهادلي في حديث إلى (المدى برس)، إن "ولعي بابن فرناس جعلني أحلم ليلا ونهارا بان أكون طيارا، وبأن تصبح لدي جناحان كالتي طار بهما ابن فرناس، واحلق في الجو لأكون حرا كالطير".

ويمضي البهادلي (55 عاما) بالقول، أن "أول تجربة لي في صناعة الطائرات كانت في بداية عام 1980 فكنت اجمع يومياتي المدرسية التي يعطيني إياها والدي وبمساعدة شقيقتي الصغيرة التي كانت أيضا تتبرع لي بمصروفها اليومي لأتمكن من شراء أجزاء الطائرة الرئيسة من عدة ومحرك وألمنيوم وكهربائيات".

ويشير البهادلي "كان ذلك العام يشهد حربا بيننا وبين ايران وكان الجو ملتهبا فالحزب والجيش والشرطة والاستخبارات في كل مكان فكنت اصنع الطائرة ليلا فوق دار أهلي خوفا من سلطة النظام، وبقيت على هذه الحالة لمدة شهرين وأنا في السادسة عشر من عمري، ففي هذه الأثناء قام النظام بأخذ جميع الشباب إلى ما يسمى الجيش الشعبي، وكنت أنا احدهم فذهبت للخدمة العسكري وأحلامي قرب طائرتي وأدواتي فلم استطيع أن احلق معها وأجول سماء العمارة وارمي الورد والحناء على أهلي وأصدقائي".

ويبين البهادلي "في إحدى إجازاتي صممت أن اجعل الطائرة التي يبلغ طولها أربعة امتار تحلق رغم الخوف الذي في داخلي فعملت فحوصات على محركها ذو البستم الواحد وجسم المحرك، فأخذتها إلى منطقة حي الرسالة وبمساعدة أصدقاء أثق بهم ووضعتها وسط ساحة كبيرة وبدت بتشغيلها حتى أن حلقت في الجو وارتفعت بمقدار 150 مترا وطارت نحو خمسة كليومترات وسقطت في بستان سيد عيسى فسارعت سيارة الجيش والشرطة والاستخبارات والناس إليها".

وتابع البهادلي أنه "عندما سقطت طائرتي أطلقت عليها إشاعات عديدة من أن العدو الإيراني بعثها للتجسس وأخرون يقولون أسقطها الجيش العراقي فهربت إلى مكان بعيد عن أهلي وبالوقت نفسه هربت من الخدمة العسكرية خوفا من النظام، وفي احدى المرات ذهبت إلى منطقتي متنكرا فسمعت إشاعة عني هي أن الاستخبارات قد أمسكت بي وأعدموني وبقيت فترة طويلة جدا حتى انتقلت إلى منطقة أخرى لكي يضيع اثري من عيون البعث".

البهادلي: الحكومة لم تقدم لي أي دعم معنوي أو مالي

وتابع الطيار "بعد أن غبت عن الأنظار وانتقلت لمنطقة أخرى بقيت أمارس الفن والرسم فقمت بتصميم عارضة للأفلام الكارتونية بطريقة بسيطة وأحضرت صندوقا وركبت بداخله عجلتين صغيرة وتورج للإنارة وجهاز عاكس للفيديو، إذ تعمل هذه العارضة عن طريق بطارية سيارة وبدأت اجمع أهالي المنطقة في ساحة لإحدى المدارس واعرض لهم أفلام الكارتون من أجل تسليتهم".

ويلفت الطيار "وفي عام 2008 صمتت ناعورة تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية وتعمل على الهواء، والان أقوم بتصميم طائرة هليكوبتر تعمل على البنزين وانا بانتظار الدعم المالي من احد الأشخاص لأجعلها تطير"، موضحا أن "الحكومة لم تقدم لي أي دعم معنوي أو مالي وهذا ليس بالغريب في العراق فالمبدع والفنان والصحافي والإعلامي لا يوجد له أي تشجيع، وانا احدهم حتى اني لا امتلك ارض اسكن عليها ولا راتب أعيش منه ولا حتى زوجة وأطفال يحملون اسمي وهذا سببه العوز المادي الذي يحاصرني منذ زمن طويل".

باحث: مبدعونا لا يمتلكون أرضا يستقرون فيها

من جانبه يقول الباحث الميساني محمد الوس الحسيني في حديث إلى (المدى برس)، إن "على الحكومة المحلية والاتحادية الاهتمام بجميع المبدعين سواء كانوا صناع لمهن مختلفة أو فنانين أو مفكرين أو حتى سياسيين".

وشدد الحسيني على ضرورة "أن تقوم الدولة باحتضان المبدعين وتهتم بهم، وأن عجزت عن ذلك فلتبني لهم دارا يستطيعون فيها ممارسة أفكارهم التي قد يستفيد منها البلد".

ويطالب الحسيني بـ"إعطاء هؤلاء النخبة حيزا أكبر من الحرية المطلقة في التصنيع والإبداع والتألق، فهم من تفتخر بهم الدولة كونهم مبدعين في التصنيع والفن والتصميم وغيرها من المجالات، فأغلب مبدعينا لا يمتلكون أرضا يستقرون فيها ولا رزقا يعيشون منه".

مجلس ميسان: صلاحيتنا قليلة ولا نستطيع تقديم الدعم

ويقول عضو مجلس محافظة ميسان راهي عبد الواحد البزوني في حديث إلى (المدى برس)، إن "المجلس وللأسف الشديد لا يستطيع تقديم شيء كون الصلاحيات الممنوحة له غير كافية، فضلا عن أن جميع الأمور المالية غير مرتبطة بالمجلس مباشرة وهذه تكون عثرة أمام أي مشروع يقدمه أي مبدع".

ويبين البزوني أن "لجنة الثقافة والإعلام التي أترأسها بالوكالة ستناقش خلال الجلسات المقبلة كيفية وضع خطط تمكن جميع المبدعين في المحافظة من العمل وتشجعهم على تطوير مهارتهم التقنية التي يتفننون بها في البناء والتصنيع"، مطالبا "الحكومة المركزية بان تعطي لمجالس المحافظات صلاحيات أكثر تمكن المجلس من العمل في وضع المشاريع التنموية للطبقات المفكرة، لتوفير بيئة مناسبة لهم".

يذكر أن علي صدام البهادلي من مواليد 1957 حاصل على شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة تربى وعاش في مدينة العمارة وقام بتصنيع ثاني طائرة في ميسان في بداية الثمانينات وله اهتمامات في مجال الفن والرسم والتصوير والمسرح، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية التلفزيونية المحلية منها مسرحية أين وطني وما زلت حيا وبرنامج الكاميرا الخفية.

يذكر أن أبن فرناس هو أبو القاسم عباس بن فرناس التاكُرنّي وهو عالم موسوعي أندلسي في زمن الدولة الأموية في الأندلس، واشتهر بمحاولته الطيران، إضافة إلى كونه شاعرًا وموسيقيًا وعالمًا في الرياضيات والفلك والكيمياء، وعاصر الأمراء الحكم بن هشام وابنه عبدالرحمن وحفيده محمد وكان منهم مقربًا ومن شعراء البلاط، حتى أن عبد الرحمن بن الحكم اتخذه معلمًا له لعلم الفلك، وكانوا يطلقون عليه لقب (حكيم الأندلس).

http://www.almadapress.com/ar/news/2084 ... 8%A8%D8%B9


أضف رد جديد

العودة إلى “المختبر”