صواريخ "إس300" وإمكانية الحرب المفاجئة

الاخبار العلمية و الطبية
أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

صواريخ "إس300" وإمكانية الحرب المفاجئة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين مايو 27, 2013 8:44 pm


صواريخ "إس300" وإمكانية الحرب المفاجئة


ربط قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء أمير ايشل، بين تزويد روسيا لسوريا بمنظومات دفاع جوي متطورة، من طراز "إس300"، وبين الاستعدادات الإسرائيلية لحرب مفاجئة، يتعين عليها، حسب قادة ومحللين عسكريين أن تعرف كيف تتصدى للإخفاقات والمفاجآت، والحذر من الإدمان الزائد على التكنولوجيا، حيث لم تعد هناك انتصارات بالضربة القاضية.

كتب - عامر راشد
المتابع لتصريحات المسؤولين والمحليين السياسيين والقادة والخبراء العسكريين الإسرائيليين، بخصوص تزويد روسيا لسوريا بصواريخ "إس300" يخرج بانطباع أن الحديث يجري عن تحول نوعي في موازين القوى العسكرية، ستخسر فيه إسرائيل الذراع الطويلة لسلاح الجو، وتوظيفها لتفوقها التكنولوجي الساحق، وسقوط نظرية قادة الجيش الإسرائيلي "التفوق الجوي وشرط الانتصار السريع".

لم تعد هناك انتصارات بالضربة القاضية..
قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء أمير ايشل، أفرد لهذه الإشكالية، القسم الأكبر من خطاب ألقاه في ندوة أقامها "معهد فيشر للبحوث الإستراتيجية" في مقر سلاح الجو في هرتسيليا، الأربعاء الماضي، قال فيه: "الحرب يمكن أن تبدأ بشكل مفاجئ بالكثير من الأشكال، بما في ذلك أحداث منفردة تفترض منا استخدام كل طيف سلاح الجو في غضون بضع ساعات". وأضاف: "في العام 2013 يمكن الانتصار في الحرب بشكل ذي مغزى، ولكن لم تعد هناك انتصارات بالضربة القاضية، والصليات الأخيرة هم الذين سيطلقونها". وتطرق اللواء ايشل إلى احتمال مفاجأة استخبارية أخرى بعد صدمة حرب عام 1973.

بدوره شاطر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قائد سلاح الجو الرأي بأن "الواقع قد ينقلب رأساً على عقب دفعة واحدة"، ويجب أن يكون الجيش الإسرائيلي جاهزاً لكل تطور. وتُظهر هذه الأقوال، بالإضافة إلى تصريحات لمسؤولين سياسيين إسرائيليين، الخوف من تراجع القدرات الإسرائيلية على شن هجمات جوية في المستقبل داخل الأراضي السورية.

إسرائيل على مفترق طرق قرار معقد..
اللواء احتياط اليعيزر ماروم، قائد سابق لسلاح الجو الإسرائيلي، كتب في صحيفة (يديعوت أحرونوت) مقالة- 26/5/2013، تحت عنوان "خيارات إسرائيل"، أوضح فيها التغيير الذي سيحدثه امتلاك الجيش السوري لمنظومات صواريخ "إس300"، فإسرائيل "ستجد نفسها في مفترق قرار معقد إذا اضطرت إلى أن تهاجم مرة أخرى قافلة أو مخزن سلاح نوعي في سوريا، وتُعرض نفسها لخطر رد سوري بعد هجوم من هذا النوع، لكن عدم رد إسرائيل من جهة أخرى قد يُفسر بأنه موافقة على نقل وسائل قتالية نوعية تُعرض للخطر مواطني دولة إسرائيل في المستقبل. وهجوم على شاكلة الهجوم الأخير مع التعرض لخطر رد سوري قد ينزلق إلى حرب أو إلى جولة عنيفة مع سوريا و(حزب الله)..".

ويضيف اللواء ماروم "إن الوضع الذي نشأ الآن يُعقد جداً مسار اتخاذ القرار في المستقبل، ويُصعب قدرة إسرائيل على العمل، فروسيا ترى أن سوريا هي آخر قلعة يمكنها منها التأثير في الشرق الأوسط، وان تسليح السوريين بصواريخ إس 300 قد يضائل بقدر ما، حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة". وفي السياق ذاته يؤكد عاموس يدلين، في مقالة له تحت عنوان "عشر نقاط للتفكير بعد الغارة في دمشق، صحيفة (نظرة عليا)- 20/5/2013، أن "من بين المخاطر الناتجة عن الهجوم على سوريا يمكن أن نحصي إمكانية أن يطلق الروس، الذين لم يستطيبوا الهجوم، منظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل إس 300 للتصدير إلى سوريا".
اللواء احتياط إسرائيل زيف، يوسع - ما يسميه- دائرة خطر حيازة سوريا منظومة صواريخ إس 300، فمن وجهة نظره في افتتاحية نشرتها صحيفة (يديعوت أحرانوت) 26/5/2013، إن صواريخ إس300 ليست مُعدة لمواجهة إسرائيل فقط بالضرورة، فهي مُعدة بقدر لا يقل عن ذلك لردع الأميركيين والأتراك".

إس 300 في ميزان القوى العسكرية..
الكاتب والباحث إنشل بابر، فصَّل، في مقالة له في صحيفة (هآرتس)- 20/5/2013، القلق الإسرائيلي المتعاظم من إمداد روسيا لسوريا بمنظومات سلاح دفاعية متطورة، من بينها صواريخ "إس 300". وجاء في المقالة أن الحديث يدور عن منظومتين:
المنظومة الأولى: "إس300"، وهي طراز متقدم من منظومة صواريخ للدفاع الجوي، طُورت في نهاية سبعينيات القرن الماضي لكن زيد في تطويرها جداً في تسعينيات القرن الماضي. وللـ"إس300" عدة أفضليات على مئات بطاريات صواريخ الدفاع الجوي من إنتاج سوفيتي وروسي أصبحت موجودة عند سوريا، فهي أولاً تستطيع أن تصيب أهدافاً على مبعدة 200كم، وهي تستطيع ثانياً أن تعمل في مواجهة عشرات الأهداف في الوقت نفسه. والى ذلك فإن المنظومة متحركة وتُحمل على سيارات ثقيلة، وهو شيء يجعل تحديد موقعها وتدميرها صعباً. وُجدت في الماضي عدة أنباء منشورة عن إمداد سوريا وإيران بهذه المنظومة.

المنظومة الثانية: "بي800" المسماة "ياخنوت"، وهي منظومة صواريخ بحرية مضادة للسفن، أُدخلت إلى الخدمة العملياتية في روسيا قبل نحو من 13 سنة. ويستطيع الواحد منها أن يطير بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت، ويصيب أهدافا بحرية على مبعدة نحو من 300كم، مع رأس متفجر يبلغ وزنه 250كغم. وقد أمدت روسيا سوريا من قبل ببطاريتين مع 72 صاروخ "ياخنوت" قبل سنة ونصف، والنية الآن إمدادها بمنظومة رادارية متقدمة تُحسن دقة الصواريخ.
وكما يؤكد بابر، إذا ملكت سوريا منظومات الصواريخ هذه فسيصعب على إسرائيل، (وكل قوة عسكرية أخرى)، أن تهاجم من الجو أهدافاً في داخل سوريا، أو أن تنفذ اجتياحاً من البحر.

وسيجعل الـ"إس300" من الصعب أيضاً استعمال صواريخ موجهة عن بعد تملكها إسرائيل والولايات المتحدة، وأسلحة جوية أخرى (وهو سلاح دقيق يُطلق من طائرة حربية تطير على مبعدة عشرات الكيلومترات عن الهدف وتهرب من تهديد أكثر منظومات الدفاع الجوي). بل إن المنظومة قد تصيب صواريخ بالستية. وبمقدور الـ"ياخنوت" أن يقيد حرية حركة سفن إسرائيلية وغربية قبالة سواحل سوريا، ويجعل عملية بحرية موجهة عليها وعلى لبنان صعبة. فضلاً عن أن مدى هذا الصاروخ البحري قد يكون تهديداً أيضاً لطوافات التنقيب عن الغاز في حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحل إسرائيل.

أما لماذا تقلق إسرائيل من وجود صواريخ متقدمة في سوريا، فذلك يرجع، حسب الباحث باربر، إلى أنها ستقوي موقف من يعارضون في واشنطن تدخلاً عسكرياً لصالح المعارضة المسلحة في سوريا، فمعارضو التدخل يزعمون منذ زمن بعيد أن لسوريا دفاعاً، جوياً وبحرياً، أفضل كثيراً مما كان يملك النظام في ليبيا، ولهذا سيكون الهجوم عملاً خطيراً. وزعزعت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة هذا الزعم وسيعود ظهور "إس300" لتقويته، والقول للباحث نفسه.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

http://anbamoscow.com/opinions/20130527/382707787.html

أضف رد جديد

العودة إلى “المختبر”