سبأ طارق.. مصممة أزياء عالمية بتوقيع عراقي

[TangoIII]

سبأ طارق.. مصممة أزياء عالمية بتوقيع عراقي

أبو ظبي/ واي نيوز

في الأعم الأغلب ان تصميم أزياء النساء منذ مطلع القرن العشرين كان بخيال ولمسات الرجال، باستثناءات قليلة تقدمت النساء في هذا الفن وتحديدا مع تجربة المعجزة كوكو شانيل، الا ان عصرا من الأنوثة الجديدة ولد عندما ترك كريستيان ديور قاعة الرسم التي كان يديرها مع كوكتو واتجه لرسم سكيجات الأزياء النسائية حتى افتتاح دار ديور في أربعينيات القرن الماضي لتظهر الى الوجود عبارة (نيو لوك) عبر جريدة النيويورك تايمز وهي تصف أزياء ديور، ثم حل عصر الكبار من ايف سان لوران، كارل لاغرفيلد وتوم فورد ومارك بوهان ومارك جاكوب ورالف سيمون والمجنون جون غاليانو (مصمم أزياء الليدي غاغا) ومايكل كورس وغيرهم. عربيا لم نعرف نساء مشهورات بمستوى اللبنانين أيلي صعب وزهير مراد وخالد المصري وآخرين. لذلك عندما تتقدم شابة عراقية صغيرة في العمر الى هذا الفن شديد التعقيد فان الامر يحتاج الى وقفة، بخاصة وهي تقدم أعمالا كلاسيكية غاية في الإبداع والأناقة والدقة، تلك هي الفنانة سبأ طارق المقيمة في هولندا حيث عاشت طفولتها ودرست هناك.

في اعمال سبأ، هناك فخامة أرستقراطية تعتمد الإضافات الزخرفية والمبالغات التزينية كما لو انها قادمة من عصر النبلاء، وليست شابة تعيش إيقاع عصر الاقتصاد في ملابس المرأة التي قررت الكشف عن مفاتنها مباشرة، بل ان سبأ ذهبت الى الأنوثة الطاغية المحتشمة تماماً على العكس من سيدة الأزياء العملاقة كوكو شانيل التي كانت تميل الى الاختصار حد المغامرة.

ان سبأ، وهي فنانة مولودة لعالم الأزياء، تسحب مناطق الإثارة من الابتذال الى الغموض، فهي لا تقدم مراكز الإثارة في أجساد النساء بل تعمل على بث السحر والفتنة المحتشمة في حضورهن المبهر، وهي تحلق في عالم الازرق وتدرجاته تصنع من موديلاتها تلك القصص الأسطورية من عالم الانوثة، الذي يبث العواطف قبل التبرج وإشارات الإغراء، اذ ان انها تحفل فقط بعالم السيدات الفاتنات اكثر من ميلها الى عالم جيلها، جيل السيلفي والانكشاف تحت شموس العالم وشواطئه المرحة، هي صبية تصمم للكبار، للنساء الكبيرات ليس في العمر طبعا ولكن في الحضور الطاغي والهيبة الأنثوية الصالونية.

سبأ اسم عراقي يدخل اكثر عوالم الفن صعوبة وتعقيدا ومنافسة ولكنها بدربتها ومرانها صبرها وقدرتها الخلاقة على صناعة بعض خاماتها الخاصة، بعلمها اليدوي الاحترافي الكبير الدقة، ستكون اسما لامعا في عالم الأزياء العالمية، حيث انها قررت ومنذ البداية صناعة خاماتها الخاصة واقمشتها المميزة ومنحتها اسماء خاصة بها، وكانت قد تمكنت بذكائها وصبرها من تشغيل ماكنة حياكة تقليدية تعود لمئتي سنة خلت وقد خرجت من الخدمة ودخلت الفولكلور حتى لامستها أنامل سبأ لتبث الحياة فيها من جديد وسط ذهول المختصين. سبأ تقول انها تعلمت من عباءة الصحراء الصبر على انتاج نسيجها المتفرد.

بقي ان أقول ان سبأ تأثرت بشكل كبير بالفنان موندريان حيث عمدت وفي كل تصاميمها الى استغلال الأشكال الهندسية بخاصة المربع والمستطيل ولكنها بذكائها ايضا سحبت الأشكال وحورتها حتى باتت أعمالها اقرب الى روح الفنان غوستاف كلمت الذي تعشقه.

هي في المحصلة مجنونة تصاميم تقترب من جنونات المصمم العالمي غاليانو الذي أعاد لكريستيان ديور هيبتها قبل ان يغادرها والى الأبد ويفتتح خطه الإنتاجي الخاص.

سبأ تحمل شهادتي بكالوريوس من جامعتين هولنديتين في مجال الفنون وتحديدا (الهوت كوتور) ويستقبل المتحف المركزي لمقاطعة اتورخت، وهو من اهم متاحف هولندا، تشكيلة من أعمالها في التاسع من الشهر القادم ولمدة شهرين وتحت عنوان بدو 2014.

سبأ لم تنس بلدها فهي تكرر للصحافة دائماً انها بغدادية وتحمل بعض تصاميمها مفردات حضارة مابين النهرين.

وكما تحرص على تقديم افضل نتاجاتها في الأزياء فإنها حريصة بشكل كبير على مراعاة شروط البيئة عبر اقتصادها التصميمي حيث لا مجال للتبدير على الرغم انها تصمم مباشرة على نماذجها ولا تعتمد شروط الباترون التي يلحأ اليها كبار المصممين.

الفن ابن الصعوبة وسبأ تدرك تماماً الطريق الذي اختارته ومساراته المتعرجة في عالم الأزياء والجنون الذي لا يمنح الفرصة الا للموهوبين الاستثنائيين سبأ واحدة منهم، ستجد طريقها الى العالمية وستكون هناك أزياء معروفة لمشاهير العالم بتوقيع سبأ طارق المولودة في بغداد عام 1987.

من خالد مطلك

http://ynewsiq.com/index.php?aa=news&id22=8219&iraq=سبأ طارق.. مصممة أزياء عالمية بتوقيع عراقي#.U_-MpZXlrIU