الخلاص بيد العراقيين

ناقش المواضيع السياسية و الاقتصادية بأسلوب هاديء و متحضر
أضف رد جديد
ايسوس العراق

الخلاص بيد العراقيين

مشاركة بواسطة ايسوس العراق » الأربعاء يونيو 17, 2015 6:35 pm

سلام الشماع
لشدّما يؤلمني أن يتسلل اليأس من العراقيين وقدرتهم على الخروج مما وضعهم فيه الاحتلال إلى نفوس بعض مثقفيهم الذين يعلمون أن هذا الكون تحكمه قوانين.




يقولون أن أميركا تريد أن تقسّم العراق وأن إيران تريد أن تبتلعه وأن وأن..
حسناً، أيها الطيبون، نحن نعلم ذلك كله وأكثر، ولكن لأميركا إرادة ولنا إرادتنا، ولو اجتمعت إرادات قوى الشر كلها ما استطاعت أن تغلب إرادة شعب.. إنها صراع إرادات، والمنطق العلمي يقول إن لكل فعل ردة فعل تعاكسه في الاتجاه وتساويه في القوة. أما طروحاتكم أيها اليائسون فتريد منا السكون وانتظار القدر ووقوع الفأس في الرأس من دون مقاومة.
سألت مؤيداً لتقسيم العراق إلى أقاليم: لماذا نهرع إلى هذا التقسيم الذي يفكك وطناً مازال شعبه متماسكاً؟
أجابني: لأن أميركا تريد ذلك، وأميركا ستفرض هذا الواقع الجديد عاجلا أم آجلاً، ونحن نختصر الطريق ونقبل به حلاً لتفادي تقديم المزيد من الضحايا.
هكذا إذن ومن دون النظر إلى إرادة الشعب، الذي آمنوا أنه تعب من النضال من أجل مصيره وتحرره يجب أن نسلم إلى إرادة أميركا وإيران وغيرهما.
إن النتيجة ستكون خطأ قاتلاً إذا غاب عنصر مهم من عناصر المعادلة وهو إرادة الشعب الذي لا يعترفون بوعيه.
أصبح واضحاً ما قلته مع أول تفجيرات إرهابية استهدفت العراقيين، في البداية، إن ثمة مشروعاً لإبادة جميع العراقيين، ولما أصبحت لعبة التفجيرات مكشوفة وأن من يمارسها لقطاء العملية السياسية أنفسهم ابتكروا لعبة الحرب على الشعب لإبادة السنة والشيعة معاً، فالسنة يواجهون حرباً وحشية، والشيعة، وبقرار سياسي، ابتكروا لهم ما يسمى “الحشد الشعبي” لإبادتهم بإرسالهم من غير تدريب إلى قتال اخوتهم في المحافظات الساخنة، وها هي توابيتهم لا تعد ولا تحصى.
القتلى من هؤلاء ومن أولئك خسارة وطنية كبرى، فهؤلاء الشباب معدون لبناء العراق وتستخدمهم حكومة الاحتلال لتخريبه، وبانغماس هذه الحكومة بهذه الحرب الوحشية اللاوطنية يعلن ما يسمى مجلس الوزراء بأنه أحال مشروعاً للعفو العام إلى البرلمان.
وإذا كان صحيحاً أمر هذا العفو فهو ينطبق عليه بيتا الشعر القائلان:
بنى مسجداً للّه من غيرِحِلِّهِ ............ وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرُموفقِ
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
فبدلاً من إصدار قانون عفو عليها أن توقف هذه الحرب المجنونة على الشعب وتفرج عن الأسرى والمعتقلين لديها من دون ذنب إلا ذنب أنهم عراقيون، ولا أظن هذا العفو إلا تجميلا للصورة القبيحة لحكومة الاحتلال أمام العالم، وسيظل هذا القرار بين أخذ ورد بينما إبادة العراقيين مستمرة على قدم وساق.
لا حل إلا بتكاتف العراقيين وتوجههم للعمل على إسقاط العملية السياسية وطرد الغرباء من أرضهم، وبداية، وقبل أي شيء، عليهم إخراس الأصوات الطائفية المسمومة من أي صوب فحت، والشروع بعمل وطني للخلاص تقوده قوى وطنية لا تمتطي الدين والطوائف وصولاً إلى أهدافها، وإلا فإن أي طريق غير هذا سيكرس الطائفية ويمرر التقسيم ويمزق العراق أرضاً وشعباً، مع التأكيد أن العراقيين قادرون على ذلك.

http://wijhatnadhar.net/article.php?id=3347
[/size]

أضف رد جديد

العودة إلى “البرلمان”