بريطانيا توافق على "كشف أسرار" الملاحظات والمكالمات الهاتفية

[TangoIII]

بريطانيا توافق على "كشف أسرار" الملاحظات والمكالمات الهاتفية بين بوش وبلير قبيل شن الحرب على العراق

المدى برس/ بغداد

أعلنت اللجنة المكلفة بالتحقيقات البريطانية حول مجريات الحرب على العراق، اليوم الجمعة، "موافقة الحكومة البريطانية" على عرض الملاحظات وتسجيلات المكالمات الهاتفية، بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش، وفيما بينت أن الفرز المفصل للمواد والوثائق "بدأ الآن"، أكدت أنها "لا تعلم" الوقت الذي ستستغرقه لاكمال المهمة.

وقالت لجنة تشيلكوت، وهي اللجنة المعروفة باجراء التحقيقات البريطانية حول المجريات التي ساقت للحرب على العراق، في بيان صحافي نشرته رويترز، وأطلعت عليه (المدى برس)، "لقد تم التوصل لاتفاق مع الحكومة البريطانية حول المبادئ التي سيستند عليها في كشف أسرار الوثائق والتي تتضمن المناقشات التي دارت على مستوى مجلس الوزراء البريطاني وكذلك الاتصالات والمكالمات والمحاورات التي جرت بين رئيس وزراء المملكة المتحدة توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش".

وأضافت لجنة التحقيق في بيانها أن "الفرز المفصل للمواد والوثائق التي طلبتها اللجنة من الحوارات والمناقشات التي دارت بين رئيس الوزراء ورئيس الولايات المتحدة قد بدأت الان"، موضحة أنه "لا يعلم كم سيستغرق ذلك من الوقت."

يشار الى أن المادة التي طلبتها اللجنة التحقيقية تشتمل على "عبارات محورية وردت في المحاورات مع نصوص مقطعية"، من بين 25 ملاحظة صادرة عن بلير لبوش، واكثر من 130 تسجيلا لمحاورات دارت بين الزعيمين، فيما أكدت اللجنة أنها "لا تسعى لكشف الوثائق التي تعكس اراء بوش".

ويعد هذا الاتفاق خطوة الى الامام في عمل لجنة التحقيقات البريطانية، كونها كانت تعتبر سابقا كواحدة من اكبر العوائق التي تقف أمام كشف تحقيقات اللجنة للعلن، ويكمن اهتمام اللجنة بهذه الاتصالات التي دارت بين بوش وبلير هو في التركيز على كيفية قيام بلير بتقديم دعمه المفتوح لبوش والتي ادت بعدها لشن الحرب على العراق.

اما بلير الذي نفى وبشكل متكرر وقوفه امام نشر نتائج التحقيق وانه كان السبب في تأخيرها فقد ذكر بانه يقف داعما لما قام به.

وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردن براون قد أمر بتشكيل لجنة تحقيق، سميت بتحقيقات لجنة تشيلكوت، وذلك لاستسقاء الدروس من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق وعواقبه، وبدأت اللجنة عملها في عام 2009.

وكان من المقرر ان تصدر لجنة التحقيق أحكامها بنهاية عام 2011 او مع بداية عام 2012، ومع ذلك وبعد خمسة أعوام من انطلاق عملية التحقيق لم يتم الإعلان بعد عن نتائج اعمال اللجنة بسبب المشاكل المتعلقة بعملية الكشف عن وثائق سرية.

واستمعت لجنة التحقيق الى إفادات من مسؤولين سياسيين كبار من ضمنهم بلير الذي حضر لمرتين وكذلك من دبلوماسيين وقادة عسكريين سابقين، وفي الوقت الذي سيحين عنده الاعلان عن نتائج تحقيقات لجنة تشيلكوت فان اغلب التركيز سيكون على ما توصلت له اللجنة في كيفية اتخاذ بلير لقراره بإرسال 45 الف جندي بريطاني لغزو العراق ومدى شرعية الحرب التي قتل فيها 179 جندي بريطاني.

يذكر أن القوات المتعددة الجنسيات التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية دخلت، في (9 نيسان 2003)، إلى العاصمة بغداد وبعدها إلى المدن العراقية الأخرى، لتزيح نظام حزب البعث الذي سيطر على الحكم في البلاد أكثر من ثلاثة عقود عبر انقلاب عسكري في العام 1968.

http://www.almadapress.com/ar/news/3169 ... 8%A7%D8%AD