مقالات مختارة

ناقش المواضيع السياسية و الاقتصادية بأسلوب هاديء و متحضر
صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الخميس مايو 01, 2014 12:50 pm

العمود الثامن
بيان انتخابي.. ارحلي يا دولة المشعوذين
علي حسين


نحن المواطنين المتوجهين الى صناديق الانتخابات قد هالنا ما بلغته لغة السياسة عندنا من انحطاط للأخلاقيات العامة وإغراق في النزعات الشخصية الضيقة، وتزييف للوقائع والحقائق ، وحجم الخراب الذي يزحف على مدن العراق كافة، وإذ تقف البلاد اليوم على عتبة استحقاقات انتخابية ننتظر منها أن تدعم مؤسساتنا التشريعية والتنفيذية بوجوه جديدة تعيد الاعتبار إلى هذا البلد.. لكن يبدو أن البعض مُصرعلى ان يعتبر السلطة جزءا من حياته الشخصية لا تنتهي إلا بمغادرته الحياة.

نحن المواطنين الذين يريد الجميع أن تغيب أصواتنا، نحذر من إعادة إنتاج برلمان طائفي يدعم حكومة مستبدة تعيد العراق إلى عصر جمهوريات العسكر وأقبية وسجون المخابرات.

نحن المواطنين كنا نتمنى ان نجد أمامنا حكومة قوية في هدوئها، فقد عانينا طويلاً من عهود سادت فيها قرارات الجور والظلم والتعسف.. كنا نأمل ان تقوم صورة الدولة الحديثة على فكرة تقاسم السلطات والفصل بينها بحيث تمنع ظهور قائد أوحد جديد يتبختر بزيه العسكري، فقد دفع العراقيون جميعا الثمن غاليا من اجل التغيير والديمقراطية.

نحن العراقيين عربا وأكرادا، مسلمين ومسيحيين وايزيديين وصابئة، شيعة وسُنة نحذر من ألاعيب الحاشية التي تخترع كل يوم عدوا جديدا من اجل إزاحة الجميع.. نحن العراقيين نحلم اليوم بوطن معافى يقوى باجتماع طوائفه ومكوناته.. نحن العراقيين نحلم ببلاد تنهل من اختلافاتنا لتحولها مصدر قوة وتماسك.. بلاد متحررة من أنانيات الطائفية والقبلية والمحسوبية والانتهازية.
نحن العراقيين نحلم ببلاد تكون ملكا للجميع، محصنة بقضاء مستقل ، وبتمثيل برلماني لا يعرف للمحسوبية طريقاً.

نحن العراقيين نحلم بمجتمع آمن لا تقيد حركته خطب وشعارات ثورية، ولا يحرس استقراره ساسة يتربصون به كل ليلة.. نحن العراقيين نحلم بثقافة ديمقراطية، تنحاز للمواطن لا للطائفة، وتنحاز للبلاد لا للحزب والعشيرة.. نحن العراقيين ندرك جيداً ان البلاد تعيش اليوم في ظل ظروف سيئة تدفعنا جميعا لأن نقول بصوت واحد : لا لسياسات الإقصاء، لا للتفرد بالسلطة، لا للطائفية.

نحن العراقيين ندرك جيدا ان العديد من ساستنا يتاجرون بالدين ويبيعون الأوهام ، من أجل المناصب والغنائم، إنهم مجموعة، تتصور أن سلطتها المطلقة هي علامة حب هذا الشعب، وأنها يمكن أن تقتل من تشاء، حين يرفض تصديق أكاذيبها. سياسيون يصرون على ان يلعبوا دور المنوم المغناطيسي لملايين يريدونهم، يغفون على وسائد الخرافات والأكاذيب والهتافات الطائفية، يريدون شعبًا من المغيبين.. سياسيون يستبيحون الدم، والعيش في سراديب الشعوذة، ليصنعوا شعباً خائفاً ذليلاً. سياسيون لايؤمنون بان الديمقراطية، تعتمد على شرعية مؤقتة، فهم يريدونها سلطة دائمة، خالدة، معمدة بالخراب، ومسنودة بفتاوى مزيفة.

أيها العراقيون أصواتكم أمانة، لأنكم لو أعطيتموها لمن لا يستحقها فإنكم كمن يساعد مستبدا أو فاسدا على تخريب وإفساد البلاد بأكملها.

بعد اربع سنوات عجاف ارتوت فيها ارض العراق بالدم والتضحيات ، عاش الناس سنين من المعاناة والخوف والقلق على مستقبل البلاد.. عاشوا وسط رياح عاتية لم تتوقف من القتل واللصوصية والانتهازية .. فيما البلاد تتكبد كل يوم مشقة البحث عن الأمن والأمان والعيش المحترم .. في كل عام يمضي سيناريو صناعة الأزمات في طريقة ، من أزمة الى أخرى .. في كل عام يجد العراقيون ان ما زرعوه من أصوات في الانتخابات وتضحيات في سبيل استقرار هذا البلد قد قطف ثماره سياسيون بقوة الطائفية والمحسوبية والانتهازية.

اليوم ونحن على موعد مع استحقاق انتخابي جديد، علينا جميعا ان نرفع شعار "لا" ، مرة ومرتين وثلاثا وعشرا، لكل سراق مستقبل العراق وأحلام أبنائه الذين صدرتهم لنا الأحزاب الطائفية ليتحكموا في رقاب العباد.

علينا جميعا ان نقول "لا" بصوت واضح من اجل ان ينزوي بعيدا كل أمراء الطوائف ومشعلو الفتن.

أيها العراقيون : ارفعوا شعار "عراق بلا فساد وطائفية ودم "، ونادوا بصوت واحد بحقكم في حياة كريمة، واصرخوا عاليا :
يا دولة المشعوذين.. ارحلي.


http://www.almadapaper.net/ar/news/4637 ... 9%8A%D9%86

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الأربعاء يوليو 23, 2014 12:34 am

سلاما ياعراق
قنبلة طائفية: "أم العباية" طلعت صفوية!
هاشم العقابي



قبل ليلتين فجّر أحد أنصار الدواعش قنبلة على إحدى الفضائيات العربيةـ احترت هل أضحك على هذا المسكين أم أرثي حاله؟ يحزنك العراقي، حتى وان كان عدوا لك، حين يهين نفسه من حيث يحتسب أو لا يحتسب.

ظهر المسكين مطلقا على نفسه لقب "محلل ستراتيجي عراقي". يا الهي، ما اكثر"الستراتيجيين"، من كل الأطراف والاشكال والأنواع، في هذه الأيام.

قال هذا المحلل الستراتيجي ان العراقيين جميعا، في جنوب العراق وغربه وشرقه وشماله وجنوبه، مع "الثوار"! لم يتحمل المذيع وقع المبالغة فرد عليه: لكن الذي نراه ونسمعه ان العراقيين، خاصة في الجنوب، تطوعوا بالملايين لمقاتلة الذين تسميهم "ثوارا". اجابه "الستراتيجي": كل الذين شاهدتهم إيرانيون وليسوا عراقيين. ولكي يؤكد المذيع حياديته، او ربما دقة متابعته، ردّ:لكني شاهدت حتى النساء العراقيات قد تطوعن معهم. ولا يهمك، هؤلاء النسوة لسن عراقيات بل صفويات. لكنهن يتكلمن بالعراقي فكيف تثبت انهن صفويات؟ الدليل انهن يرتدين العباءة! وماذا يعني؟ لأن العراقيات لا يعرفن العباءة ابدا، بل انها بدعة فارسية صفوية! ألم اقل لكم ان الطائفي قد يرمي السيان على رأسه أو يطمس به الى أذنيه دون ان يدري؟
المشكلة انه كان يتحدث عبر الشاشة.

ولو كان امامي لعرفت كيف أرد عليه. شفتوا بالله؟ طلّع "العباية"، التي تعدّ رمزا لجمال المرأة العراقية وانوثتها ورقتها وعفتها، صفويةّ!

اقسم بأن أمه واخته وحبوبته كن لا يرتدين العباءة، حسب، بل ولا تطربهن اغنية مثل " يا ام العباية"، التي ابدعت بها مطربتنا بدرية أنور في العشرينيات من القرن الماضي وما زلنا نحبها ونتغنى بها الى اليوم.

بقدر ما جعلني هذا المسكين أرثي حاله، فانه ارجع في مخيلتي ذكريات عطرة حول أيام العباءات الحلوة. كنا صغارا نعرف كيف نبحث عن أسباب فرحنا. وما ابسط تلك الأسباب.

تغمرنا السعادة حين نتجمّع في ركن من اركان شوارع مدينة طفولتي الزبيدية بانتظار مرور ست محاسن البغدادية (السنية). نحلم، لا بل ونطمح بأقصى درجات الطموح، ان تمر علينا بعباءتها التي حين يهزها الهواء تمطرنا باريج عطرها العذب والمميز. أفيييش.

يا صديق طفولتي الحميم، يا سعيد بن سيد يحيي العوادي، تعال اسمع هذا المخبول يقول عن محاسن انها كانت صفوية.
أما انا فما كانت تحلو لي نومة الظهاري الا حين اتلفلف بعباءة امي لأشم رائحة وطن لا يعرفه الدواعش ولا أهل الخضراء.

http://almadapaper.net/ar/news/468715/% ... 9%8A%D8%A9

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين أغسطس 11, 2014 1:26 pm

سهيل سامي نادر: الجنون والعقدة العراقية

كل محلل سياسي يكتب عن الحالة العراقية وهو يصدقها ويثابر في تصديقها، مستخدما تصريحات السياسيين كأسانيد وشهادات سيكتشف بمرور الزمن أنه يسجل أفكاره الخاصة التي لا علاقة لها بالواقع، وسيحتاج هو نفسه الى تحليل. من يحلل أفعالا تقترب من عالم الجريمة والجنون، في حقل يفترض أنه يتصف بالمنفعة العامة من حيث الأهداف، والعقلانية من حيث السلوك، ويواصل تسمية ذلك بالسياسي، يحتاج الى أن يفيق من هذا التوهم بصدمة كهربائية. ليس في العراق ما هو سياسي حتى يمكن تحليله ومعالجته. في العراق توجد أبخرة سامة تخرج من خنادق طوائف أسلمت قيادها الى مجانين - ابخرة تسمم الاجواء وتجعل الجميع في حالة غثيان دائم.

أتساءل: كيف نفهم حالة قائد سياسي يخرب الوحدة الوطنية فيما هو يدعو اليها، يخطب ضد المليشيات اثناء ما هو يستعين بها، لا يحقق انجازا واحدا غير الدمار والموت لكنه يحصد أعلى الاصوات؟ وكيف نفهم ثورة عشائر وأشخاص أسلموا أنفسهم الى سفاكي الدماء من الدواعش الارهابيين من اجل تحقيق مطالب مشروعة؟ وكيف نفهم ما جرى للمسيحيين والايزيديين في الموصل مؤخرا من دون أن نفهم ما جرى لهم في بغداد والبصرة؟ القصة قديمة مثل باقي قصص التجارة بالارواح في العراق. لقد رفع دستوريو 2003 من العرب والكرد على رؤوسهم ريشة الاكثرية، فعاملوا المسيحيين والايزيديين كهوامش يمكن حذفها بعد استخدامها في المفرقعات الاحتفالية. لقد أهملوهم، لم يحموهم ولا سلحوا شبابهم، عاملوهم كـ(خطية) في محلة بغدادية يحرسها الشقاة. سهل الموصل هو مكان جغرافي ليس الا، وسنجار ليس جبلا أشما ما دام سكانه بلا ريشة فوق رؤوسهم. هاهم الدواعش يطرقون منازلكم يا اولاد الأكثرية المزعومين. إنها صناعتكم ورثاثاتكم الطائفية التي أسهمت بانتصارات داعش.

ليس هناك ذرة من السياسة في العراق. السياسة – كما يقول العقلاء – هي فن الممكن، لكن السياسة في العراق هي فن صناعة العقد، ومعها كل الصناعات المصاحبة من عدم التوقع، والمفاجآت غير السارة، وخسارة الزمن الاجتماعي والسياسي، من غير أمراض شهيات السلطة كالعهر، والسمسرة ، والخيانة، والعمالة، والكذب، واللصوصية، وتمسك بالكراسي، ولحسّ المؤخرات، والتديّن الكاذب، والنفاق الهستيري الذي يمجد الديمقراطية.

أدعو أصدقائي وزملائي من المحللين السياسيين أن لا يأخذوا السياسيين العراقيين بجدية، وأن لا يتوهموا بخططهم وأفكارهم، فهم مجموعة من المرضى النفسيين والمتنمرين. بالعكس أرى أن يردوهم الى مستنقعاتهم الطائفية حتى يفهموا ما يجري عسلا في أفواههم. إنهم ليسوا أشخاصا يتصفون بالاستقلالية والكبرياء والحرية الشخصية حتى يقرروا بل هم حالات نفسية، تراكمات من الفشل والتبجح وخدمة الاجنبي، عبيد هيئة اركان الطوائف التي تستدعي ذاكرة ماضوية حقودا يراد بها حلّ مشكلات عام 2014، كما تستدعي القوى الاقليمية والدولية.

إذا ما سمعت أبطال تسليم الموصل بلا قتال وهم يدافعون عن الدستور، مماثلين وجودهم السياسي في السلطة بالديمقراطية، وأخذت كلامهم على نحو جدي، وناقشتهم كسياسيين عقلاء حقا، فأنت تحول نفسك الى ساذج تصدق تحليلك لأنك منحت حججا عاقلة لمساخر وهزليات لم توجد حتى في أسوأ الانظمة تخلفا. أقترح على أصدقائي وزملائي حتى لا يخسروا رواتبهم ولا شغفهم، أن يرفعوا في الأقل مناسيب حسّهم المأساوي التهكمي، كأن يمررون "فكرة" تساؤلية تقبض النفس بالرغم من أنها تشبه الفكاهة، تشبه القنبلة، وهي: هل كل شيء دستوري.. حتى تسليم الموصل المخزي؟

بيد أن هناك الف مثل ومثل على مزاعم السلطة وفشلها، والف مثل ومثل على هلهلة سياسيي المصادفات الوقحة سواء كانوا في السلطة او ما زالوا يقاتلون مع عشائرهم في الفنادق. لا شكوى من قلة الامثلة. ارموا بحجارة مصممة للضحك ولسوف تقع على رأس عراقي- دانماركي او عراقي- انكليزي أو عراقي- سويدي كان يبيع الخضروات او يتاجر بالسكائر او يتعامل بالسوق السوداء أو سجّل نفسه مجنونا بشكل رسمي في بلد اللجوء، وهو الان يعمل خبيرا في وزارة الداخلية العراقية او مفتشا عاما في وزارة حقوق الانسان أو نائبا. إنهم يملأون السوق السياسي مزدوجو الجنسية هؤلاء، ويمكن التعرف عليهم بسهولة من حركات ناتجة عن وجود دماغين لهم ومن لحاهم الزغبية المحددة المعدة للتمثيل!

قبل قليل سمعت معلقا سياسيا يقول إنها الحرب، كرّ وفرّ. نعم أيها المتفاصح، الوجود السياسي يتضمن الفشل بالطبع، سواء كنا نعيش في بلد فاشي أو ديمقراطي، لكن الفشل والادعاء بوجود ما هو أكبر من فشل، أي "مؤامرة" مرت كمرور موكب سيارات قائد عمليات بغداد، ثم الفشل في الأمن والاقتصاد والتعليم والخدمات، والفشل الفشل حتى في استخدام اللغة، مع تكريس النهب المنظم للدولة، ودفع البلد إلى ازمة سياسية فيما هو يتخبط بدم ابنائه: فهذا لئيم جدا وتآمري جدا ولا يصحّ معه إلا الصراخ ونزع الاحذية!

تصنع السياسة العراقية عقدا لا تحلها الاّ الكوارث، بل حتى الكوارث لا تحلها بل تزيدها سعارا. المجانين لا يتضامنون عند الكوارث كما هم البشر الأصحاء، بل يزدادون لؤما وسعارا، وترتفع عندهم مناسيب الهلع وحب التحشيد الغوغائي الذي يحتاج الى ولائم. هم الجائعون الى السلطة يحتاجون الى الاحتفالات المأتمية حتى يستعيدوا قواهم بتدمير قوى الآخرين العاقلة. هم الذين يعتقدون أنهم رساليون يصنعون احتفالات تليق بالشعوب البدائية التي تستخدم السحر الأسود للانتصار على العدو.

كيف تصنع عقدة تضيع نهاياتها بالشد والاحتيال والتمريرات اللانهائية لخيوط خارجية ورقع وطنية؟ نجد الجواب في عقول وإرادات رجالات 2003 الذين جاء بهم الامريكان. هؤلاء لا رابط يربطهم غير الحقد والإيذاء وسرقة المال العام. وبسبب الحساسية الوطنية والقليل من الخجل خففوا الوجود الامريكي بوجود ايراني وتركي وسعودي، فجعلوا من النغولة السياسية مرجعيتهم الأولى، وصنعوا عقدة تبز العقد التي اعتاد الامريكان أنفسهم صناعتها. الآن يطالبون الامريكان بالتدخل وتفعيل المعاهدة الامنية. إن دورة المجانين هذه اذاع سرها واحد من رموز دولة القانون قبل سنوات عندما ادعى أنهم ركبوا الثور الامريكي لإسقاط صدام. أهذا من دبس الكلام أم من ملحه؟

هناك حكاية تشير الى أن رجال الكهنوت في أرض الرافدين القديمة كانوا قد صنعوا عقدة للتسلية في عصور انحطاطهم متفاخرين بها أمام قادة الاحتلال. وهكذا يبدو أن الامر قديم، وأن هذه الارض مسكونة بالعقد والمعقدين.

تقول الحكاية إن كهنة بابل القديمة قدموا للاسكندر المقدوني الذي احتل مدينتهم أعجوبة هي عقدة حبل محيرة التعقيد، ليست بدائية من تلك التي يتعلمها الكشافة للتسلية، ولا حرفية من تلك التي تخدم أغراضا عملية كعقد الصيادين ومتسلقي الجبال، بل عقدة جبارة صنعتها عقول تأملية ذات أهداف جمالية وفلسفية. عقدة تتشبه بالقدر، من حيث الدلالات الفكرية. فنحن في النهاية نواجه ما لا قبل لنا على معرفته وفهمه من شروط وظروف ونذالات وأخطاء وأوهام وسهو وحماقات أسهمنا مع الآخرين في حياكتها، فتبدو كعقدة لا حل لها تواجهنا في لحظة حاسمة.

إنها موضوع تأمل، تصلح للمواعظ، وتحسين السيرة، وليس لبناء دولة والدفاع عنها.

الاسكندر المقدوني ابن حضارة كان فيها الآلهة والبشر يتبادلون الحماقات والأفكار والتآمر، أدرك بحسّ الغازي المدرب على ألعاب المغلوبين، أن كهنة بابل يتحدونه بلعبة ظاهرها مادة وباطنها رمز، مع محاولة خفية في التفوق، فراح يتأمل العقدة كمحارب صريح يتأمل خطة عدو يحاول الانتصار في لحظة هزيمته، ومن دون تردد استل سيفه البتار وقطعها، فتناثرت، مفككة، ذليلة، هزلية، أمام بصر اولئك الذين لم يحموا مدينتهم بل تسلوا في صناعة غبية يتفوق فيها السيف على التكريس الفارغ والحماقة.

بلدنا يقاد من حمقى يصنعون عقدة تحتاج الى سيف الاسكندر. البلد ينحر من الوريد للوريد، لكن القائد يواصل حياكة العقدة، رابطا اياها بشريط الاستحقاق الدستوري الملون. البلد مهدد في وجوده والقائد متمسك بالاستحقاق الدستوري. هو الذي يقود حزبا لم يؤمن بالديمقراطية كقيم بل كآلية محددة بصندوق الانتخابات الذي يمكن تزويره، وقد زوّر حقا لمصلحته، يختزل الوضع السياسي العراقي المعقد بالاستحقاق الدستوري. الاكثر من هذا يهددنا بأبواب جهنم في حالة عدم الالتزام بالاطار الدستوري. من أين له هذا التوقع إن لم يكن ناطورا على أبواب جهنم؟ هذا الذي لم يتوقع سقوط الموصل وجيشه فيها، كيف يعرف أن بوابات جهنم ستفتح؟

ها هي العقدة تتحول الى هدف كامل. يوميا يداس الدستور بالأقدام، فلماذا لا نستنتج أن الاستحقاقات هي الاقدام نفسها التي تدوس الدستور؟

من المفروض أن يحمينا ويقتص لدمائنا لكنه يهددنا بفتح ابواب جهنم، من اجل ولاية ثالثة، فلماذا لا نستنتج أنه واحد من المسؤولين عن إهدار دمائنا طيلة ولايتيه الاولى والثانية؟

حتى لو منع هذا الرجل من تولي الثالثة.. فسيتولاها في الخفاء ما دام يمسك بأبواب جهنم (الجيش والشرطة والأمن والاستخبارات والملفات السرية والاعلام والمليشيات)، وما دامت هيئة أركان الطائفة تفضل الحفاظ على ماء الوجه، وأن لا تخسر رجلها المتخصص بالبلاغة وفتح أبواب جهنم!

هكذا تكبر، وتكبر، وتكبر، عقدتنا وعقدنا!


http://ynewsiq.com/index.php?aa=news&id ... -iY4ubABqA

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين أغسطس 11, 2014 1:41 pm

العمود الثامن
لماذا لا يرحل؟
علي حسين


على صفحات الفيسبوك وتويتر انطلقت حملة شعارها ارحل، تطالب بالتغيير وبمعالجة الفشل السياسي والأمني، فيما المواطن العراقي المغلوب على أمره لايزال ينتظر مسرحية "الساعات المقبلة" التي اصبحت لازمة تتردد على لسان معظم السياسيين.. في الوقت الذي يرفض السيد نوري المالكي ان يحمل لقب رئيس وزراء سابق او اسبق، لا مجال للضحك على الناس بشعارات التداول السلمي للسلطة، فنحن في ظل عصر "من الكرسي الى القبر"..و وسط هذا وذاك تقف كتيبة المدافعين عن الولاية الثالثة وهم يحذرون العراقيين من أن البلاد ستمر بظرف عصيب، لو أن المواطنين أصروا على التغيير أو إصلاح البلاد. وان الكوارث تنتظرنا على عتبات الأبواب لو أن المالكي تخلى عنا، وحين تقول لهم ان الناس تدفع أثمانا باهظة لدولة خربة... دولة من العصور الوسطى. ماركة مسجلة للكذب والانتهازية والفشل.

كل يوم يخرج علينا المالكي ليحدثنا عن الأعداء الذين يملأون مؤسسات الدولة، وعن الخونة الذين يستقوون بالأحزاب، وعن الساسة الذين يخونون الوطن، ونشاهده يباشر باستدعاء روح محرر البلاد من قبضة "المليشيات" وباني اُسس الدولة المدنية والمدافع عن سلطة القانون.

رئيس مجلس وزراء يعرف كل شيء، هذه رسالة المالكي التي يريد ان يبلغها إلى جمهور اصبح يشكك في قدرات صاحب السلطة، ويراه عاجزاً عن مواجهة عصابات القاعدة والارهابيين ، ولهذا لابد ان يؤكد مع كل فقرة "لا مكان للإرهاب في العراق" ليتحول الخطاب الى مجرد شعارات، حين تصحو الناس كل يوم على كوابيس القتل والتفجيرات والتهجير القسري.
الناس عاشت السنوات الأخيرة في ظل ما يسمى بدولة القانون فماذا وجدت؟ دولة تضيع فيها الحقوق. دولة يحمى فيها القتلة. دولة تصنع حربا وهمية، دولة العدل فيها غائب ومنبوذ. دولة تحشد كل إمكانياتها من أجل مؤتمر عشائري. دولة تضع قواتها الامنية في قهر المواطن لافي حمايته.. دولة تنظر لمواطنيها على انهم أرقام انتخابية.

قبل مدة كتبت وفي هذا المكان عن صورة المواطن الكوري الجنوبي الذي صفع رئيس وزراء بلاده متهما إياه بالتقصير في حادث غرق عبارة راح ضحيته 180 شخصاً.. أتمنى ان تدقق في الرقم جيدا 180 فقط لا مئة الف ولا مئتين ولا ملايين من المهجرين، 180 فقط كانت سببا في استقالة رئيس وزراء "منتخب" وتحميل حزبه مسؤولية سياسية واخلاقية عن هذا الحادث.. وعليك ان تعرف عزيزي القارئ ان رئيس الوزراء لم يتول وزارة النقل، لكنه تحمل المسؤولية كاملة.. وقف رئيس وزراء كوريا يذرف الدموع ويعتذر ، فيما تخلى مسؤولونا عن إنقاذ مواطنين تحولت بيوتهم إلى مقابر جماعية.

يرفض القائد العام للقوات المسلحة ان يراه الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف نطلب من مسؤول منزه عن الخطأ والخطايا ، ان يتلقى تأنيبا من مواطن فجع بابنه او من ام فقدت اعز ما تملك، فما بالك اذا تجرأ المواطن -أتمنى ان لا تتوهم بانني اقصد ان يصفع مواطن عراقي رئيس الوزراء او وزير الدفاع- لو فكر ان يصفع شرطيا او جنديا اهمل في واجبه، سيحاكم حتما بتهمة 4 إرهاب وسيخرج الناطق باسم الداخلية ليعلن على الملأ ان المواطن "المبتلى" عضو بمنظمة إرهابية تمول من تركيا وقطر والسعودية والأردن وموزنبيق.

في السنوات الثلاثين الأخيرة انتقلت كوريا الجنوبية بفضل إخلاص حكامها إلى التفوق الصناعي والتجاري، ودخلت قائمة الدول الغنية، فيما بلاد خطيب الأمة ومختار العصر ومحرر القدس تزداد تقدما في سجلات البؤس والتخلف والدماء والانتهازية والتزوير والشعارات الكاذبة.

اعود معكم الى المشهد الذي كتبت عنه فيما مضى، مشهد استقالة ديغول ومنع تشرشل من الترشح وصفع رئيس وزراء كوريا، واعتذار ملك إسبانيا، وانتحار وزراء في اليابان، واستقالة مارغريت تاتشر، ودموع الرئيس الألماني.. وتمعنوا في صورة رئيس وزرائنا التي حملها متظاهرو "البيعة" قبل يومين، واسألوا اين نحن بعد أعوام من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق، وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون.

انسوا.. فنحن مشغولون بتحرير القدس.. فقد اكتشف دعاة الولاية الثالثة ان الموصل ليست عراقية.


http://www.almadapaper.net/ar/news/4695 ... %AD%D9%84-

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الثلاثاء أغسطس 12, 2014 1:18 am

عالم آخر
انهيار "دولة القانون"
سرمد الطائي


ما حصل ظهيرة الاثنين لم يكن مجرد صفقة سياسية لتكليف العبادي بتشكيل الحكومة، بل كان اولاً من اكثر المواقف المسؤولة التي اتخذتها ثلة من الساسة من مختلف الاطراف، حين مارست هذا الاجراء الدستوري "تحت التهديد المباشر".

وما حصل، لم يكن له ان يحصل بهذه السرعة، وبتنازلات اللحظة الاخيرة، الا حين استوعبت القوى العراقية المطالبة بالاصلاح، انها امام اختبار تاريخي، يطالبها بالاجابة على تساؤل: هل يمكن ان يظهر فصيل سياسي ليلغي ارادة البرلمان باستخدام جيش الوطن، ضد الحياة الدستورية؟

وقد صار في وسعنا الان، ان نقول بلغة اوثق، ان الاداء السياسي للاحزاب ينضج ويتطور، ويعثر على اجابات اعمق لهذه التساؤلات. فاللحظة التي مرت في مكتب الرئيس معصوم امس نقلتنا بين مناخين وتصورين. الاول كان يفترض ان في وسع السلطان وتهديداته، ان يضغط على معصوم، ومن باب اولى على سليم الجبوري رئيس البرلمان، وان السياسة في العراق مجرد تهديد وشراء ذمم وأنانيات وعصبيات قومية وطائفية. وهكذا فهم المالكي مخطئاً، السياسة. والى اسوأ نهاية لحياته السياسية وصل، بسبب هذه المقاربة.

اما ما حصل في مكتب معصوم، فقدم لنا دليلا اضافيا على ان في وسع الطبقة السياسية، رغم كل اخطائها، ان تنقل طريقة العمل الى فضاء ارحب، فقد قدمت اداء انطوى على التحدي، لا لمسلحي المالكي فقط، بل لإرادات عديدة خارج الحدود كذلك، وصرنا الان امام فرصة كبيرة لبناء الثقة، اتاحت للاحزاب الرئيسية ان يواجهوا الخطر ويتقدموا نحو مرحلة تطبيق الاصلاح السياسي، كفرصة اخيرة لانقاذ العراق.

لقد انهار ائتلاف دولة القانون، لانه بني على مشروع بلا مضمون سوى الطموح الشخصي غير المشروع. وقد كنا نتحدث طوال اسابيع عن ممكنات هذا الانهيار، وظل البعض يسخرون منا. وصرنا الان امام كتلة شيعية من ١٣٠ نائبا، ستتسع وتكبر حين يلتحق الاخرون. وهذه كتلة تجمع المؤمنين بضرورة الاصلاح السياسي، والتي رفضت المالكي على اساس انه غير مؤمن بالاصلاح.

المالكي يقول ان دولة القانون مسجلة في الجلسة الاولى للبرلمان، ولا يريد ان يصدق ان كتلته انهارت، وانشق عنها عشرات النواب، وان ظرف البلاد لا يسمح بالمزيد من التحايل المؤسف الذي لجأ اليه المالكي ومهدي الحافظ وبعض المحسوبين على السياسة والقانون.

لقد انهارت كتلة المالكي حين قرر ان يتمادى ويحرك الجيوش، ويصف رئيس الجمهورية وباقي المعارضين بما فيهم المرجعية الدينية، بأنهم "دواعش السياسة"، وقد انهارت كتلة المالكي يوم كان يسخر من آراء شركائه، ويتمسك بعناد قاد البلاد من اربيل الى البصرة، الى وضع لا تحسد عليه، وتركنا ضعفاء يسخر منا "الخليفة".

المالكي وحيد ومعزول، وقد وقف وحده دون تأييد تقريباً، من اي قيادي بارز في حزبه او كتلته، ينادي بالشرعية، التي انتهكها هو كنهج بلا اي شعور مسؤول.
النقطتان الاساسيتان الان، ان المجتمع الدولي وقف الى جانب العراق في حماية الحياة الدستورية، وتبديد الطموح الشخصي للمالكي. وعلى هذا المسار ان يتواصل. وليس المالكي اول زعيم يتخيل انه القادر الوحيد والشرعي الوحيد، طامعاً بإحراق التجربة والاستيلاء عليها.ونهاية هذا الطموح معروفة.

والنقطة الثانية هي مسؤولية الاطراف الوطنية في بناء فريق سياسي ماهر، يسارع الى ايقاف الكارثة الوطنية، وها هي أوراق الاصلاح السياسي متاحة، كتبها الجميع واضافوا اليها منذ اتفاقية اربيل ٢٠١٠، ودعمها العمل المنسق الجماعي في البرلمان السابق، بين كتل الحكيم والصدر وبارزاني والعراقية، وهو اداء اثبت لنا مرارا ان في وسع نواب البصرة والموصل، ان يعثروا على مشتركاتهم العظيمة، رغم بعد شقة الخلافات والمسافات، وان في وسع اربيل والنجف ان يصوغا تسويات الانقاذ.

ما حصل في مكتب الرئيس، اثبات جديد لوجود فرصة تصحيح. وما يفعله المالكي مجرد استمرار لنهجه الذي لا يسمع نصحاً، ولا يقلق من عاقبة.

حمى الله بغداد والعراق بأسره.

http://almadapaper.net/ar/news/469596/% ... 9%88%D9%86

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الخميس أغسطس 14, 2014 1:49 pm

العمود الثامن
ليس لدى "المنتهية ولايته" من يسمعه
علي حسين

هل يعلم السيد "المنتهية ولايته" نوري المالكي إن العمل على تحقيق رغبته بإشاعة مصطلح "الخرق الدستوري" قد أصاب حياة أهالي العاصمة بغداد بالشلل؟!. ولأن الناس تعيش عصر قرارات "قراقوش" فلا أحد يعرف ماذا يجري ، ولماذا كل هذه الإجراءات الأمنية والمتظاهرين الأكارم من أفراد الجيش والشرطة وبعض شيوخ الدمج لا يتجاوز عددهم العشرات.

منذ أن اطلق السيد "المنتهية ولايته" شرارة حرب "الخرق الدستوري" والناس تنحشر في السيارات والكيات وعلى وجوهم امارات اليأس والاحباط لايملكون سوى الدعاء على من اقترح هذه التظاهرات الكوميدية ، رافعين ايديهم الى السماء طالبين من الله أن يكشف عنهم هذه الغمة التي أطلق عليها سهوا " المالكي خيارنا".

ودعوني أتساءل هل يعلم السيد " المنتهية ولايته " ماذا يفعل جنوده الأشاوس وكيف حولوا بعض مناطق العاصمة إلى غابة من السيطرات التي لا همّ لها سوى مضايقة الناس والتحرش بالنساء وفرض لغة التهديد والوعيد على كل من يعترض ، فعلى صفحتها في الفيسبوك كتبت السيدة ايسر الچرفچي ان "مفرزة امنية تابعة للجيش العراقي قامت بتوقيف ابنتها في شارع السعدون " وأضافت ان "اعتقال ابنتي حدث بعد ان قامت القوات الامنية بالاعتداء على المواطنين المتواجدين في المنطقة ومنعهم من الذهاب لأعمالهم ما اضطرها للتدخل، وبعد مشادات كلامية بينها وبين عناصر استخبارات بزي مدني قاموا باعتقالها مع رجل وامرأتين".

اليس هذا خرقا دستوريا ياسيدي ؟

تخبرنا حوادث البلدان واخبارها ان السياسي الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور يرفض سماعه.. هكذا قال خطيب الثورة الفرنسية ميرابو وهو يحذر الفرنسيين من خطب روبسبير .... ولان مشهد خطباء العهد العراقي الجديد لا يريد ان ينتهي. فقد اخبرنا السيد "المنتهية ولايته" أمس من ان هناك : "حربا دستورية ومؤامرة تحاك وتشجيعا هائلا لمن خرق الدستور، وهذا لا يمكن أن يسلم به لأننا نريد أن نبني دولة دستورية والدفاع والإصرار والتمسك هو من أجل احترام الدولة على الأسس الدستورية".. هل تريدون دستورية اكثر اذن اسمعوا "أن السكوت عن الخرق الدستوري إذا تجاوز الكبير من موقع رئيس تجاوز الدستور فلن يستطيع أن يحاسب الانسان العادي إذا تجاوز الدستور"، هل من مزيد؟ نعم : "الدول الكبرى التي تدّعي الديمقراطية ووقعت في وحل الخروق الدستورية وكيف شجعوا وأيدوا من خرق الدستور بعبارات مؤسفة، أميركا راعية الديمقراطية يتبارى كل أركان إدارتها في خرق الدستور، حينما تصمم القضايا خارجيا وتنفذ داخليا بخرق دستوري".

ودعوني اسأل ثانية كم عمراً سنضيّع مع أحاجي وحزورات الخرق الدستوري ، كم صدمة ستتحملها قدراتنا، ونحن نجد سياسيا وزعيم كتلة برلمانية يصرخ : لن نعطيها لان التمسك بالمنصب واجب وطني وأخلاقي".

السيد "المنتهية ولايته" إذا كنت واثقاً من أن هناك مؤامرة تحاك ضد العراق فاكشفها، وقل للناس أنك لست متشبثاً بالسلطة، وستجنب البلاد الفوضى، ودع العراقيين يقررون مصيرهم... إذا كان الكرسي سيتسبب في قتل عراقي واحد فقط، فعليك أنت وحدك لا غيرك، ان تلعن هذا الكرسي، لكي تثبت للناس انك حقا تخاف الله، وانك مؤمن بفكرة الحاكم مسؤول، مسؤولية جنائية عن كل قطرة دم تسأل ظلما وجورا، هل أنت مستعد ان تتعامل مع العراقيين باعتبارهم، شعبا له الحق في تغيير حكامه، ام انهم مجموعة "فقاعات".

لذلك يا عزيزي السيد " المنتهية ولايته " المظلوم والمحاصر باسلحة الخرق الدستوري الفتاكة، حاول أن تدرك التغيرات التي تمر بها البلدان، ولتكن حالة الإخوان في مصر ماثلة أمام عينيك، فأمامك طريقان: إما الاشتباك مع الجميع والإصرار على حالة العناد، والاستمرار في حالة "خطيب الخرق الدستوري"، أو أن تتخذ قرارا بالتنحي جانبا، والتواضع أمام مطالب الناس، لأنه لا يعقل أن تكون قد دافعت عن الديمقراطية التي أوصلتك إلى كرسي السلطة، وتأتي الآن لتعترض على روح هذه الديمقراطية التي تشعر اليوم انها "خرقت".

http://www.almadapaper.net/ar/news/4697 ... %B9%D9%87-

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين أغسطس 18, 2014 12:03 am

النفط في أسبوع (نفط العراق وتفادي «أبواب جهنم»)
وليد خدوري

تسلّم نوري المالكي وحزب الدعوة الحكم في العراق قبل ثماني سنوات، وكانت عائدات النفط خلال هذه الفترة 41 بليون دولار عام 2007 لترتفع الى نحو 86 بليوناً عام 2013. كما تراوح معدل انتاج النفط بين مليوني برميل يومياً في بداية فترة الحكم ونحو 3 ملايين أخيراً. واتخذت حكومته قراراً مهماً هو دعوة شركات النفط العالمية للاستثمار في العراق لزيادة انتاجية حقوله. وعلى رغم انها كانت تحتاج الى تقنية وإدارة حديثتين، الا ان ذلك لم يكن السبب الحقيقي وراء القرار. فالسبب الرئيس الذي سيترك آثاره في صناعة النفط العراقية للعقود المقبلة هو حاجة الحكومة سريعاً الى أموال اضافية بسبب الأزمة المالية العالمية وتدهور أسعار النفط في أواخر
العقد الماضي، بحيث لم تستطع الاستمرار في تحمل مسؤولياتها.

ستعرف مرحلة حكم المالكي من تاريخ العراق، بفترة «بعد خراب الموصل». فقد أنهى حكمه بالفشل في صد غزو «النازيين الجدد» لمدينة الموصل وولاية نينوى حيث القتل الجماعي للمسيحيين والأيزيديين، وتهجير الميليشيات السكان الآمنين، ومصادرة مساكنهم بعد التأشير عليها بهوية دينهم، بالضبط كما فعل النازيون باليهود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الثانية. انتهى حكم المالكي والعراقيون يتذكرون ما درسوه في كتب التاريخ عن غزو هولاكو المغولي لبغداد وحرقه المكتبات وسفكه الدماء. وسبّت قواته النساء وباعتهن في أسوق الجواري، كما فعل أتباع «داعش» في محافظة الموصل. سيذكر التاريخ عدم دفاع الجيش العراقي عن سكان الموصل، وشيوع الفساد بحيث اصبحت سرقة البلايين من الدولارات وضياعها أمراً طبيعياً، من دون إصدار أحكام قضائية في حق المتهمين.

هدد المالكي الشعب العراقي بـ «فتح أبواب جهنم» في حال إزاحته عن سدة الحكم. وكأن هذا المنصب محجوز له أبدياً، ولربما لورثته من بعده. وبما ان النفط هو عماد الاقتصاد العراقي، فأول ما يتبادر الى الذهن هو غياب قانون للنفط والغاز في العراق منذ عام 2003. وهذا أمر طبيعي في ظل الخلافات السياسية وغياب عقد اجتماعي جديد. فهل العراق دولة فيديرالية كما ينص عليه الدستور ام دولة مركزية؟ وهل هناك إرادة سياسية للعيش المشترك، بكل ما يعنيه هذا التعبير من حلول وسط وتفاهمات تأخذ في الاعتبار وجهات نظر الأطراف الأخرى في الدولة، ام هناك نية لدى بعضهم، بخاصة الشعب الكردي، في الاستقلال عن العراق؟

لم يحسم الشعب العراقي في أعماقه الأجوبة عن هذه الاسئلة، على رغم الاستفتاء على الدستور الفيديرالي لعام 2005. وعانت الصناعة النفطية العراقية كثيراً من غياب عقد اجتماعي بين القيادات السياسية حول هذا اللغط. فعلى رغم عائدات النفط البالغة عشرات البلايين من الدولارات سنوياً، فهي لن تكون كافية لبناء دولة عصرية مستقرة في غياب تفاهم بين المسؤولين حول هذه الدولة: مركزية ام فيديرالية؟ وفي غياب عقد واضح لا يستطيع المسؤولون النفطيون ادارة قطاعهم بعقلانية من دون هذا التفاهم بين السياسيين وأحزابهم.

حقيقة الأمر ان الخلافات التي هيمنت على سياسة البلد طوال السنوات الماضية والتي أدت بالعراق الى الانضمام الى مجموعة الدول الفاشلة، هي نتيجة ضياع الوقت في جدال سياسي عقيم. هذا النقاش منع البرلمان منذ عام 2007 من تشريع قانون النفط والغاز الذي حاول أن يعالج توزيع الصلاحيات والمسؤوليات للقطاع بين وزارة النفط الاتحادية في بغداد والسلطات في المحافظات والأقاليم. وأدى الخلاف حول النفط الى إمكان تقسيم البلاد واستغلال ضعفها وغزوها من جانب شرذمة من الإرهابيين.

ان مشروع القانون واضح، إذ اكدت مسودته ان ملكية النفط والغاز تعود الى كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات. وتقترح تشكيل مجلس اتحادي للنفط والغاز يشمل مسؤولين من الحكومة الاتحادية والمحافظات والأقاليم، ويتخذ القرارات النفطية اللازمة على صعيد الدولة برمتها، مع التنسيق والتشاور بين وزارة النفط الاتحادية والمحافظات.

تكرر المسودة في كثير من بنودها تكليف السلطات الاتحادية بمسؤولية تخطيط الصناعة النفطية للبلد بأجمعه وتنفيذها، لكن بالتشاور والتنسيق مع الأطراف. ان مسؤولية كهذه تفرض وجود حكومة مسؤولة ومنفتحة تتشاور مع الأطراف وتحول اليهم الأموال المخصصة في أوقاتها من دون الاستئثار بها في بغداد. كما ان هذا يعني ان تحدد الأطراف بالضبط ما الذي تريده من العراق. فهل الهدف المنشود هو الاستفادة من الثروة الطبيعية للعراق اليوم ثم الانفصال غداً؟ اذا تكرر هذا التهديد، كما يحدث كلما احتدم الخلاف بين بغداد وأربيل، فمن الصعب تطوير الصناعة النفطية العراقية، ومنع انتشار التهديدات لمناطق أخرى. سيكون البديل عندئذ النزاعات المستمرة وربما اللجوء الى المحاكم الدولية.

مفروض ان يتعلم العراق من تجربتين، الأولى تجربة مجلس الإعمار في خمسينات القرن العشرين، عندما خصصت أموال الريع النفطي لمشاريع عمرانية وبنى تحتية في شكل مدروس، بدلاً من تحويل غالبية الريع الى معاشات الموظفين ورواتب التقاعد في الموازنة العامة وعدم توفير الكهرباء او المياه للمواطنين كما هو الوضع حالياً. والثانية، ان العراق بلد شبه مغلق جغرافياً ويحتاج الى سياسة خارجية تجنبه الحروب والنزاعات مع الدول المجاورة. اذ لا يستطيع البلد تحمل توقف صادراته النفطية عبر الدول الأخرى لفترة طويلة.

نفهم ان تحصل خلافات حول قانون النفط، نظراً الى اختلاف المصالح. لكن لا عذر في الاستمرار في دعوة شركات النفط العالمية وزيادة الانتاج من دونه. فهذا يعني ان العراق سيواجه في المستقبل المنظور مشاكل عدة، إما داخلية، كتقسيم البلاد، او قانونية، في خلافات مع الشركات النفطية. وغياب قانون النفط يماثل حل الجيش العراقي، مع فارق بين نوعية الاثنين، وهما عماد البلاد، كل من موقعه.

اذا استمرت الحكومات العراقية في مناقشة الخلافات ذاتها واتباع السياسات القائمة منذ عام 2003، فالحل لن يكون بتغييرها بل بتغيير النظام، اي ربما فتح «أبواب جهنم» الذي تخوف منه المالكي.

* كاتب عراقي متخصص بشؤون الطاقة

http://alhayat.com/Opinion/walid-khadou ... أبواب-جهنم»)

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الأحد سبتمبر 27, 2015 11:34 pm

سلاما ياعراق
من فتاوى المالكي
هاشم العقابي



تعال أيها العراقي المنهوب مالك، والمقطوع رزقك، والمحتلة ثلث ارضك، والمهجرة عيالك، والمسبية نساءك، والمقتول اخاك او ابنك او قريبك. تعال أيها الغابش مع الفجر للمساطر والسائر في دروب الموت وبس الله ساتر، وابنك يقاتل على السواتر. تعال أيها المهاجر من شدة الفقر والحرمان وانت ابن أغنى قطعة في الكرة الأرضية. تعال واجلس لاصقا اذنك على باب الخضراء عاصمة دولة الفساد لتسمعهم ماذا يفتون. وان كان يتعذر عليك الحضور فاقلب الريموت صوب آفاق قنواتهم. وان كنت لا تطيقها سمعا او مشاهدة لكنه، وكما يقولون، للضرورة احكام كتلك التي حكمت على الكرام بالجلوس حول موائد اللئام. اسمعهم ولا تهزز يدك استغرابا فوالله انهم مقتنعون بما يقولون لأن الغبي من اشد الناس اقتناعا بأنه ذكي.
لو قدر انك سمعت كلامي هذا قبل ليلتين او ثلاث لحظيت بجلسة سمر للمختار الذي صار مفتيا للديار. اتوه بأربعة من "فطاحل" الاعلام. على أساس انه أينشتاين وواحد ما يكفيه. أي غير واحد يرفع والآخر يكبس مثلا؟ لا. صاروا يرفعون و "ودولته" يكبس. بس ولا كبسة نجحت: لو بالشبكة لو آوت. مساكين حتى انهم ضيعوا الفرق بين السؤال والجواب. صار كلامهم مثل صون الغايرة حشاكم.
ولأنهم يتصورنكم، ونحن معكم طبعا، أغبياء، صار يحلل ويحرم على راحته. حلل التظاهرات الصوتية فقط. اما الاعتصامات فعنده جريمة وحرام وجوبا. زين غير يطلعله مذيع اخو اخيته بعد ان يسأله عن سر صبغ شعره أولا ثم ليقول له: لكن ايران التي تغزلت بها بدأت ثورتها في 1979 باعتصام دعا اليه السيد الخميني ضد الشاه. لا بل صار الاعتصام عصيانا. وهل كان من دون الاعتصامات سيطير زين العابدين فارا بجلده او يستقيل مبارك؟ زين الم تقل كتب الشيعة الأم ان طاعة الحاكم الكافر العادل واجبة وطاعة المسلم الجائر مجلبة للنار او العار؟ طيب مو حتى الله قال في كتابه "ولا تركنوا للظالمين". أليست هذه فتوى إلهية للتمرد على الظالمين. وهل هناك ظلم اشد من الذي اوقعه "دولته" على العراقيين؟ يبدو ان الرجل قد اصابته فوبيا الاعتصامات. ربّنا يشفيه.
ثم وهذه التي تحتار في بلعها: انتقاده للتظاهرات لأنه يراها قد تحولت الى صراع أفكار. وشبيها الصراعات الفكرية؟ ألم تكن هي الأساس في بناء حضارات الكون. فتواه هنا: أيها العراقيون لا تفكروا!
والمصيبة الأخرى هي انه انتقد أبا تيمية ونسي او تناسى انه مثله يرى في الاعتصامات كفرا وانه يجب "طاعة السلطان المسلم مهما بلغ من ظلم الرعية وأخذ أموالهم".
وتعال اسمع وشيحجون .. تعال.

http://www.almadapaper.net/ar/news/4954 ... 9%83%D9%8A

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الأربعاء أكتوبر 07, 2015 12:16 am

ما بين صدام والخميني.. ظلال حرب إيران والعراق تخيم على المنطقة



شفق نيوز/ لا بد للحروب أن تضع أوزارها في نهاية المطاف، لكن تبعاتها تستمر إلى ما هو أبعد من ذلك.

فقبل 35 عاما، اندلعت أطول حرب خلال القرن الماضي، غير أن ما تمخضت عن هذه المواجهة القاسية التي استمرت ثمانية أعوام بين إيران والعراق لا يزال يتردد صداه حتى يومنا هذا.

ونقلت بي بي سي عن الشاعر والروائي العراقي سنان أنطون، الذي نشأ في العاصمة العراقية بغداد قوله "لا تزال رحى الحرب تدور على مستوى العديد من الجوانب، بطريقة أو بأخرى، وكرةً بعد كرة."

أما على أنصاري، الأستاذ بجامعة سانت أندروز باسكتلندا، فيقول "أعتقد أن الحرب بين إيران والعراق كان لها تأثير عميق على الطريقة التي نشأت بها الجمهورية الإسلامية. لقد استخدم الحرس الثوري الإيراني الأكثر تشددا هذه الحرب كأسطورة تأسيسية."

وستستمر الخسائر البشرية إلى الأبد.

ويقول أنطون، الذي يعمل الآن أستاذا مساعدا في كلية غالاتين بجامعة نيويورك "فقدت جارتنا ساقيها خلال هذه الحرب. وفي عام 1990، عندما تخلى صدام حسين عن جميع الأشياء التي يفترض أنه حارب من أجلها، قالت جارتنا ’لماذا فقدت ساقي إذا؟ لقد ذهب كل شيء دون مقابل."

وقتل نحو مليون شخص في هذه الحرب، التي تركت آثارها على جيل كامل على جانبي هذا الانقسام المرير.

وحتى الدروس المستفادة من هذه الحرب قد فقدت أيضا في منطقة تعج الآن بصراعات ملتهبة تؤججها حروب بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية. وتتمزق سوريا والعراق واليمن إربا فوق تصدعات عميقة: بين الشيعة والسنة، والفرس والعرب، وتحالفات "حرب باردة جديدة" بين موسكو وواشنطن.

ودارت الحرب الإيرانية العراقية في زمن مختلف بدرجة ملحوظة في بعض النواحي، وكان العراق تحت حكم استبدادي لصدام حسين، الذي أطيح به في وقت لاحق وحوكم وأعدم بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وكانت إيران المجاورة تحت حكم آية الله الخميني، الذي كان قد عاد لتوه من المنفى ليقود الثورة الإيرانية عام 1979، التي أطاحت بالشاه. وأججت هذه المواجهة مع خصمه اللدود صدام حسين المشاعر في بلاده، في الوقت الذي كان يكافح فيه من أجل تعزيز ثورته على الأعداء في الداخل.

واندلعت أعمال القتال في سبتمبر/أيلول 1980 بعد أشهر من تصاعد التوتر على طول الحدود بين البلدين. وتقدمت القوات العراقية عدة مئات من الأميال داخل الأراضي الإيرانية وضربت طائراتها الحربية مطار طهران.

ويقول منصور فارهانغ، الذي كان يشغل قبل عام من اندلاع الحرب منصب سفير إيران في الأمم المتحدة وعمل مع وسطاء دوليين خلال السنوات الأولى للحرب بهدف وضع حد لها "بالرغم من أن صدام كان مسؤولا من الناحية القانونية عن الغزو غير الشرعي، فإن الخميني قد ساعد في إشعال الحرب عن طريق التخريب والدعاية الضخمة."

ومع استمرار الحرب، بحث كل طرف عن الدعم والإمدادات من الحلفاء الأجانب، وقدمت الولايات المتحدة الدعم الاقتصادي والعسكري للعراق بشكل كبير، كما اعتمدت القوة المقاتلة لإيران على الحماسة المذهلة لمقاتليها الذين تدفقوا إلى الأمام.

ولكن أصبحت هذه المواجهة، بمرور السنوات، تعرف باسم "الحرب المنسية"، حتى مع استمرار دفع إيران والعراق لثمن باهظ على نحو متزايد.

لكن العالم أدرك حجم المجزرة عندما أطلق صدام رعب الأسلحة الكيماوية ضد خصومه الإيرانيين الكوردالعراقيين الذين يؤيدونهم.

وتركز التفكير الإيراني على الحاجة الملحة لإيجاد وسيلة للخروج عندما أسقطت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس فينسين" طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير الرحلة رقم 655" في يوليو/تموز 1988، مما أسفر عن مقتل 290 شخصا كانوا على متنها.

وأعربت الحكومة الأمريكية عن "أسفها العميق"، لكن هذا الحادث زاد الشكوك الإيرانية في أن واشنطن كانت على وشك الدخول بشكل مباشر في هذه المواجهة.

ووصف آية الله الخميني قراره المتردد بقبول قرار الأمم المتحدة بإنهاء الحرب بأنه "تجرع للسم".

وبعد مرور ثلاثة عقود، يستدعي كثيرون هذا الوصف لتوضيح القرار الصعب الذي اتخذه خليفته آية الله خامنئي بقبول اتفاق العام الحالي مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لكبح برنامجها النووي بشكل كبير.

لكن إيران باتت الآن لاعبا قويا في المنطقة، ولديها نفوذ كبير على القيادة العراقية ذات الأغلبية الشيعية وبعض الميليشيات المسلحة تسليحا جيدا.

وما إن خرجت إيران من حرب، في عام 1988، حتى دخلت في حرب أخرى، وهي الآن تجد نفسها تقاتل التنامي المرعب لما يسمى بتنظيم "داعش" المعادي للشيعة.

لقد حاول الخميني أن يحشد الأغلبية الشيعية في العراق إلى جانبه خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات، لكنه فشل في ذلك. لكن الصراعات الطائفية في الكثير من حوداث العنف تهدد بقاء العراق كدولة موحدة.

وتحولت سوريا المجاورة إلى ساحة قتال بين قوات الرئيس الأسد المدعومة من إيران وروسيا، وقوات المعارضة المسلحة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية.

ويتجلى الأمر الأكثر مأساوية في حالة اليأس المتنامي من تشريد الملايين الآن من ديارهم في نزوح جماعي لطالبي اللجوء اليائسين في طريقهم إلى أوروبا.

إن أشعار الرثاء التي كتبها الشاعر العراقي أحمد مشتت، الذي جند خلال الحرب العراقية الإيرانية في فترة الثمانينيات بعد دراسته للطب، لا تزال يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة.

يقول مشتت "أعتقدنا أن هذه الحرب لن تنتهي أبدا. كنا نفقد أصدقاءنا وأبناء عمومتنا وأشقاءنا كل يوم."

لا بد للحروب أن تنتهي في نهاية المطاف، لكن الحروب في عصرنا هذا يمكن أن تمتد لفترات أطول من الحروب التي استمرت لفترة طويلة خلال القرن الماضي، كما جاء في تقرير ليز دوسيتكبيرة مراسلي بي بي سي للشؤون الدولية.

http://www.ara.shafaaq.com/32144

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الخميس يوليو 28, 2016 2:25 am

عقارب الساعة تدق

لقمان عبد الرحيم الفيلي/

بعد انتهاء زيارتي للعراق التي دامت ١٠ ايام ولقائي بالكثير من القوى السياسية والدبلوماسية، أدناه اهم الملاحظات والله اعلم.

1-الكثير يعتقد اننا تجاوزنا اسوأ مراحل التحديات الاقتصادية (نتيجة انخفاض سعر النفط)، فرضية خطرة، تحتاج الى تدقيق ومراجعة.

٢- الزيادة السكانية غير المسيطر عليها تزيد من القناعة ان الهندسة الاجتماعية ضعيفة وستقلل من إدارة التنمية كثيراً.

٣- معادلة الدولة في التحكم باطارها الاقتصادي محدودة التأثير ولا تساعد على التنمية الاقتصادية، لذلك هناك حاجة ماسة لمراجعتها.

٤- العراق يحتاج وبسرعة الى تطبيق خطة اقتصادية شاملة لمعالجة مشكلة قلة تنوع ايراداته، والا فالبديل سيتحكم به عوامل وأطراف خارج ارادتنا.

٥- حرارة ايام شهر تموز كانت قاتلة، وكان من الصعب التفكير وخصوصاً في النهار.

٦-المجتمع، وبالخصوص السياسيين، يركزون على شخص القائد لقيادة الاصلاحات والتنمية ولكن في الحقيقة الحاجة هي في التركيز وتنمية روح الفريق القيادي الجماعي.

٧- الكثير من الدبلوماسيون الأجانب فقدوا الرغبة في معرفة تفاصيل الحراك السياسي الداخلي العراقي ولا يعتقدون ان تداعياتها وونتائجها حيوية وديناميكية.

٨- المجتمع العراقي يحتاج، وعلى عجل، الى بناء مؤسسي والا فالوقت بذاته سوف لن يعوض عن هذه الحاجة المفصلية.

٩- الشعب العراقي يبحث في الأساس عن حياة كريمة وبسيطة، انه شعب حي ونابض وصبور وقنوع ولكن يبحثون عن مؤشرات تنمية، دعونا لا نخذلهم.

١٠-إنهاء داعش حتمي وقريب ان شاء الله، ولكن ماذا سيأتي بعده؟ غير واضح، سيناريو مخيف، صحيح ولكنه الواقع، نحتاج الى وحدة رؤى.

١١-هناك حاجة ماسة وسريعة لجعل خارطة الطريق للعملية السياسية محاذية لخارطة طريق التحرير العسكرية.

١٢-إصلاحات الحكومة تسير على وتيرة بطيئة، لا توجد خارطة طريق واضحة ومعلنة لتغيير هيكلية الدولة او مجلس الوزراء، الجميع في حالة انتظار، واقع غير صحيح.

١٣-الطبقة السياسية تعرف الان انها تحتاج الى تغيير جوهري في طريقة ادارتها لكي يحافظوا على تأثيرهم ودورهم، الديموقراطية تأتي ببعض النتائج.

١٤-الدولة العراقية لا توجد لديها قوة دفع وردع كافية على القوى المحلية على حساب البلد باكمله، الدولة تحتاج الى إيجاد قوة دفع جديدة.

١٥-بناء مؤوسسات الدولة هو الخيار والحل الوحيد لبناء الوطن، نحتاج ان لا نقبل باي تصرف يخل بذلك.

١٦-اي مبادرة وطنية سياسية يجب ان تشمل خطة عمل بناء وتقوية الدولة والا فهي مبادرات ضعيفة وفرصة ضائعة.

١٧-في كل رحلاتي للعراق ابحث عن اجابة لسؤال، من المسؤول عن ادارة التغيير والإصلاح؟ لم احصل على اجابة واضحة بعد، وهذا شيء مقلق، اليس كذلك؟

١٨-الهيكلية السياسية والثقافية في العراق لا تأمن استقامة المسيرة وخصوصا في الجانب الأمني والتنموي، وهناك حتمية بعدم قدرتها على الاستمرار، والا فالبقاء على نفس النمط لا يبشر
بخير وخصوصاً مع استمرار دقات الساعة.

١٩-السياسيون لا يزالون يعملون على صيغة محصلتها صفر، في حين أنهم يبحثون على استكشاف نهج ربح-ربح، وهذا تطور جيد.

٢٠-الوطنية كشعار تتطور وتحصل على مؤيدين بسرعة، مع ضعف وجود قنوات واليات واضحة ومهيئة لترشيد المجتمع نحو وئام اجتماعي وطني.

٢١-الفراغ السياسي يملأ الان بقوى محلية على حساب الوحدة الوطنية.

٢٢-هناك نافذة لحين انتخابات المحافظات في ٢٠١٧، للوئام والوفاق الوطني والا بعدها ستبدأ الصراعات الانتخابية وستمتص اي اوكسجين في الهواء.

٢٣-على جميع الاطراف ان تفهم ان الوضع العراقي مع الوضع السُوري مترابطان، فالعراق ليس في جزيرة منعزلة.

٢٤-كان من المفترض ان احتلال داعش للموصل ان يكون بمثابة جرس إنذار كافي للملمة وضعنا السياسي، آمل ان لا نواجه جرس انذار اخر جديد بطفرة جينات جديدة عن داعش لكي نصحى.

٢٥-الاطراف العراقية تدرك الان انها تحتاج الى الطرف الاخر، ولكنها تبقى تتوقع من الاخر التنازل والتغيير، كن واقعي ياسياسي.

٢٦-القيادات السياسية العراقية تحتاج الى وضع برنامج جديد لعملها، وهناك حاجة انية لضخ طاقات جديدة، والا فان ذلك سيؤدي الى المزيد من الشيء نفسه.

٢٧-القيادات السياسية والحكومية تحتاج ان تتنبه الى أهمية ادارة التعقيد وتشابك الامور وترابطها، والا فالبديل الفوضى في الادارة.

٢٨-العقد الاجتماعي بين المواطن والحكومة من جهة وبين المكونات العراقية من جهة اخرى يتطور دون وضوح ما هو المطلوب في الصيغة النهائية؟

٢٩-من المؤسف ان نسمع مقارنة بين الواقع العراقي الان وعراق ما قبل ٢٠٠٣ في مجالات الأمن والفساد والخدمات وإدارة الدولة، لا ينبغي ان يكون الساسة فخورين في سماع ذلك.

٣٠- يحتاج الساسة العراقيون على تبني ثقافة جديدة للحوار والتسوية مع الأطراف الاخرى لكي يعكسوا لناخبيهم قدرتهم على التغيير للتكيف مع احتياجات الشعب، هناك تحسن ولكن ليس بالمستوى المطلوب.

٣١- نتائج صندوق الاقتراع هي النتائج الوحيدة التي علينا الالتزام بها وان لا نكون رهائن لمن يملك السلاح.

٣٢-عمق وسعة تحديات العراق لا تستطيع ان تُحل من قبل شخص واحد بل من خلال فريق عمل قوي ومتجانس، هذه الحاجة لم تشخص بعد في جينات الحياة السياسية، هناك حاجة انية الى صحوتهم ويقظتهم.

٣٣-النظرة للعراق فقط من خلال مناظير سنية/شيعية/كردية ليست دقيقة او مفيدة، هذه نظرة ضيقة، علما ان الأواصر الوطنية قوية وواسعة بين المكونات.

٣٤-المجتمع يعتقد ان الحكومة غير قادرة على معالجة مشكلة البنى التحتية والخدمات وبالتالي تراها تبادر بنفسها لمعالجة الامور بشكل دائم مع زيادة نقمتها على الحكومة.

٣٥- نحتاج كمجتمع ان ناتي بخلطة معادلة صحيحة ودقيقة ومناسبة بين حب الوطن من جهة وحب المذهب او القومية او الطائفية او الحزبية ..الخ من جهة اخرى. فحب الوطن يزرع في القلب ويحتاج الى رعاية.

٣٦- نحتاج ان لا ننسى ان الزمن كعنصر ثابت في كل المعادلات سوف لن يتوقف من أجلنا، فإلى متى والى اين أسئلة يجب ان لا تغيب عن ذهننا.

دقات الساعة لم تتوقف.

http://www.ara.shafaaq.com/84316
لقمان الفيلي يحذر من تفكك العراق: لهذا السبب استقلت

شفق نيوز/ أكد السفير العراقي لدى واشنطن المستقيل لقمان عبدالرحيم الفيلي أنه قرر الاستقالة من منصبه بعد أن تأكدت قناعته بأن “كيان الدولة العراقية يضعف وهيبتها تنزف كل يوم”.

وقال الفيلي في صفحته على فيسبوك “(…) قررت أن أنهي ارتباطي الرسمي بجهاز الدولة العراقية حين وصلت الى قناعة بعد مراجعة عميقة وطويلة ان كيان الدولة يضعف كل يوم وان هيبتها تنزف بسرعة مع حاجتنا، كدولة، الى وقفة ومراجعة حقيقية لواقعنا الحزين، والحاجة أيضا الى معالجات آنية وضرورية بإفساح المجال للطاقات التي يمكنها أن تعالج جزء من هذه الحاجة”.

وأضاف “أصبحنا كدبلوماسيين كالجنود العزّل في ساحات القتال من دون تموين كافي او تواصل مؤثر، ولا نملك الا القليل من ما تتطلبه المهمة الصعبة في المعتركات الدبلوماسية من اهداف استراتيجية واضحة او توجهات ودعم مدروسة من أركان الدولة وأجهزتها”.

وأكد أنه “ومن خلال تعاملي المباشر مع الحكام، في العراق وخارجها، ادركت ان الجلوس على كرسي الحكم لا يعني دوما ان الحاكم يملك مقومات الحكم، وان المنصب ابتلاء ومحنة أكثر منه ترقية ونعمة، خصوصا في هذه الفترة العصيبة والمعقدة، ومن جانب اخر فالوظيفة بشكل عام لا تستحق التمسك بها الا بقدر ما تعلق الامر بخدمة المجتمع او تغيير حال المجتمع نحو الأفضل”.

وبين “وجدتُ من خلال تجربتي المتواضعة هذه ومعايشتي للشعوب والمجتمعات المختلفة أن شعبنا العراقي، رغم غنى البلاد في الثروات البشرية والطبيعية، مغلوب على أمره، فهو ضحية للدكتاتوريات المتلاحقة والعنف والأنانية السياسية”.

وأشار الى ان “العراق بحاجة الى الكثير من الرجالات ليرسوا به الى بر الأمان، رجالات تمتلك الرؤى وتعيش الايثار من اجل العراق بعيدا عن المنطلقات الفئوية الضيقة والطائفية والقومية والمذهبية والحزبية”.

وقال “ادركتُ أن العراق الان دولة لا تمتلك الكثير من مقومات القوة في العديد من المجالات، وتحتاج الى جهود جبارة من كوادر مؤمنة ومخلصة تمتلك المهنية والكفاءة والإخلاص وتسعى وتركز لبناء وطن لأولادهم وأحفادهم قبل كل شيئ مع معرفة كاملة لمستلزمات إعمارها من مختلف النواحي العمرانية والعقلية والنفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.

وأضاف الفيلي “كما تبين لي عن كثب ان المنظومة الادارية العراقية تكاد تكون كجسد بلا روح، وان جهاز الحكومة خامل ويحتاج بسرعة عاجلة الى جرعات من الطاقة والروئ السليمة، علماً ان المعالجات المطلوبة لمواجهة حجم التحدي الذي يواجهنا في العراق لا يدركه إلّا قلة، وان المسار الحالي للبلاد يسير نحو حلول ترقيعية لا أكثر”.

وتابع “أتضح لي ان معنى الدبلوماسية ومعطياتها تحتاج الى شرح وتوعية في شارعنا العراقي لكي نتمكن كدبلوماسيين، من ان نقدم وننتج في ساحات المضيف المختلفة، لا ان نتردد ونحن في دولة المضيف ألف مرة قبل ان نخطو الى الامام خشيةً من ردود الافعال داخل الساحة السياسية والجماهيرية العراقية”.

وأشار السفير العراقي السابق الى أن “التخطيط الاستراتيجي كفعل يحتاج ان يقوى من جديد في برنامج وكيان الدولة العراقية ككلّ، اذ مثلا اننا لم نستفد
كثيرا من المساعدات التي كانت ولا زالت تقدمها لنا البلاد الصديقة، وللأسف فاننا، كمجتمع وحكومة، نحتاج ان نحسن ادارة علاقاتنا مع الآخرين لكي نضع خارطة طريق
مدروسة وواضحة لتخرجنا من عنق زجاجة الطائفية والعرقية والحزبية والقومية التي وُضِعنا فيها، او وضَعنا أنفسنا فيها”.

وقال الفيلي “بالرغم من انني قد انهيت عملي الرسمي وشرف تمثيل بلادي كسفير للدولة العراقية، الا ان ذلك لا يعني إنني سأنقطع عن الاستمرار في خدمة العراق تحت مظلات اخرى، فالحاجة لبناء العراق يزداد كل يوم والامل لتحسين الحال يجب ان يستمر، فشغف خدمة العراق لم ينته ابداً لانه شرف لا يعلوه شرف، والقسم الذي رددته مع نفسي لخدمة بلدي ومجتمعي باقٍ ما بقيت”.

http://www.ara.shafaaq.com/84328

صورة العضو الشخصية
RED BARON
2nd Lieutenant - Molazim Thani
2nd Lieutenant - Molazim Thani
مشاركات: 375
اشترك في: الخميس أغسطس 07, 2014 11:08 am

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة RED BARON » الخميس يوليو 28, 2016 7:44 am

هذا الرجل كان له دور جيد في دفع صفقة الاف 16 ومتابعتها للامام ...
Don't hit at all if it is honorably possible to avoid hitting; but never hit soft

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين أغسطس 15, 2016 10:55 pm

العبيدي في وضع صعب بعد تصويت البرلمان

صوت مجلس النواب العراقي، اليوم (15/08/2016)، بالموافقة على تعيين خمسة وزراء جدد، وعلى عدم القناعة بأجوبة وزير الدفاع خالد العبيدي.

وبعد أن رفض مجلس النواب تسمية يوسف الأسدي وزيرا للتجارة، صوَّت على قبول خمسة وزراء، هم: عبد الرزاق العيسى وزيراً للتعليم العالي والبحث والعلمي، وحسن الجنابي وزيراً للموارد المائية، وكاظم فنجان وزيراً للنقل، وجبار لعيبي وزيراً للنفط، وآن نافع أوسي وزيرة للإعمار والإسكان.

وحاول رئيس الوزراء الحديث عن الاستجواب خلال تقديمه لتشكيلته الوزارية، فأشار إلى أن الاستجواب حق دستوري، لكن العبادي انتقد الاستجواب السياسي.

وقد جاءت كلمة حيدر العبادي عن الاستجواب السياسي، في إشارة قد تكون نصرة منه لوزير دفاعه خالد العبيدي، الذي وضع المجلس على أجندته اليوم موضوع التصويت على القناعة بأجوبة استجوابه في الأول من الشهر الجاري.

لكن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اعترض على حديث العبادي بشأن الاستجواب، وطلب منه الحديث فقط عن التعديل الوزاري، وهو ما كان. وبعد أن تم التصويت اليوم على خمسة وزراء جدد، رُفعت الجلسة الـ12 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة نصف ساعة، قبل أن يعقد رئيسا البرلمان سليم الجبوري والحكومة اجتماعا مغلقا في مكتب الجبوري، غادر على إثره العبادي مقر المجلس.

وقد صوت المجلس بالأغلبية على عدم القناعة بأجوبة وزير الدفاع خلال جلسة استضافته في الأول من الشهر الحالي. وهكذا أصبح وضعه صعبا ضمن تشكيلة العبادي الوزارية؛ إذ إن عدم قناعة مجلس النواب بأجوبة وزير الدفاع سُيعطي الحق للمستجوَب بطلب إقالة الوزير بجمع تواقيع 50 نائباً. وبعد عرضها على التصويت، سيتم سحب الثقة منه.

وإذا تم ذلك بحق وزير الدفاع، فإن وزارتي الدفاع والداخلية ستكونان تحت تصرف رئيس الوزراء، بعد رفض العبادي مرشح كتلة "بدر" قاسم الأعرجي، لشغل وزارة الداخلية.

ويأتي التصويت النيابي على عدم القناعة بأجوبة وزير الدفاع بعد أن برأ القضاء العراقي قبل أيام رئيس البرلمان سليم الجبوري. وإذا ما تم سحب الثقة من وزير الدفاع، فإن هذا قد يجعل يد مجلس النواب أقوى من قبل في استجواب الوزراء، وفي منع تكرار تحويل المستجوَب إلى مستجوِب كما حصل مع العبيدي.

وقد يفتح الأمر ملفات فساد وزارة الدفاع، بعد أن أصبحت أو تكاد تحت إدارة العبادي، الذي أعلن مكتبه يوم 11 أغسطس/آب الحالي، الذي وافق اليوم الأول من السنة الثالثة من دورة العبادي الانتخابية، أن "العراق وقع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لإشراك محققين دوليين في ملفات الفساد الكبرى ذات الأولوية".

كما أنه يأتي أيضا في وقت أعلن فيه مصدر قضائي صدور"أوامر قبض بحق ابن وزير الدفاع" فنر خالد العبيدي وضابطين في وزارة الدفاع. وأشار المصدر إلى أن "الضابطين هما مهند وتوت، أمين سر الاستخبارات العسكرية، ومحمد عبد الحسين جري، ضابط أمن الوزارة.

وإذا جرت الأمور بهذا الشكل، فالمستهدف كما يبدو من مجرى الأحداث هو نوري المالكي والدائرة الضيقة المحيطة به. فقد خسر المالكي، وهو المسؤول عن سقوط نينوى بيد "داعش"، بحسب تقرير لجنة برلمانية، ولايته الثالثة لمصلحة العبادي في الـ 11 من أغسطس/ آب 2014، رغم فوزه في انتخابات 30 /أبريل/نيسان 2014.

ثم خسر المالكي موقعه كنائب لرئاسة الجمهورية في بداية السنة الثانية للعبادي، أي في 11 أغسطس/ آب 2015، في أول حزمة أصلاح بعد حراك شعبي مطالب بالإصلاح انطلق في نهاية يوليو/تموز 2015.

وقد أدرك المالكي أن البوصلة الدولية، التي أطاحته من منصب رئيس الوزراء في أغسطس/آب 2014، تتبعه وتعمل ضده بخطوات متتابعة سنة بعد سنة، وخاصة بعد تقرير اللجنة البرلمانية التي حمًّلته مع آخرين مسؤولية سقوط نينوى بيد التنظيم الإرهابي.

وقد حاول المالكي جاهدا توظيف اعتصام النواب داخل المجلس واقتحام الجمهور للمنطقة الخضراء في إقالة الرئاسات الثلاث أكثر من مرة، لكنه فشل. ولم تكن محاولة العبيدي الأخيرة في تحويل استجوابه إلى انقلاب على البرلمان في مطلع هذا الشهر بعيدة عن توظيف المالكي لها، لكنه فشل مرة أخرى.

ومن هنا، فمن الممكن استقراء وربط مجريات الأحداث محليا وإقليميا ودوليا، وفهم أنها تجري ضد المالكي ولمصلحة العبادي سنة بعد أخرى منذ أغسطس/آب 2014. ومن الممكن وضع تصريح المالكي إلى وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، في هذا الاتجاه وقد يكون حاول الدفاع عن نفسه بالهجوم على السعودية.

والغريب أن تصريح المالكي المدوي ضد السعودية يأتي من دون أن يكون له مبرر واقعي أو انه كان رد فعل على حدث محلي أو إقليمي سوى أن المالكي ربما بات يشعر أن الأيام المقبلة قد تكون هي الأخطر عليه منذ عام 2014.

فقد اتهم المالكي السعودية بقسوة وقال إنها ”منبع الإرهاب“، وإنها تستهدف إيران والعراق وسوريا، وإن الولايات المتحدة أخطأت التقديرات في سوريا ورضخت للضغط السعودي.

وإذا كان ذلك كذلك، والعراق على أبواب معركة تحرير نينوى، التي قال عنها ألبرت ماكغورك مبعوث أوباما للتحالف الدولي إن "نهاية الدواعش فيها ستؤرخ لحقبة دولية جديدة"، فإن الأمر جدي. وقد يكون العراق على أبواب حقبة جديدة تجُبُّ ما قبلها.

عمر عبد الستار - بغداد

https://arabic.rt.com/news/836841-%D8%A ... %A7%D9%86/

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الأربعاء أكتوبر 25, 2017 1:06 am

البارزاني الذي راهن على الاستقلال فخسر وأتته العزلة!

اختفى رئيس #كردستان العراق مسعود البارزاني عن شاشات التلفزيون بعيد إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم، بعدما خسر رهانه على دعم دولي لم يحصل عليه، ما جعله وحزبه معزولين داخل العراق وخارجه، بحسب محللين.

واستعادت السلطات الاتحادية العراقية الأسبوع الماضي السيطرة على معظم المناطق والمواقع النفطية المتنازع عليها مع #بغداد بعد انسحاب قوات البشمركة منها. وتعتبر خسارة ايرادات الحقول النفطية في محافظة كركوك بمثابة القضاء الى حد كبير على أحلام إقليم كردستان #العراق بالاستقلال.

وكان البارزاني الذي بادر الى تنظيم الاستفتاء، ذهب بعيدا في مشروعه الطموح لإعلان دولة كردستانية مستقلة عن بغداد التي أكد مرارا "فشل الشراكة" معها.

وحين عقد مؤتمرا صحافيا قبل يوم من الاستفتاء للتأكيد على المضي فيه رغم المساعي الدولية لإيجاد صفقة تحول دون إجرائه، بدا المقاتل الكردي السابق ببزته الكردية التقليدية وكوفيته، مرتاحا، الى أن ظهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة تلفزيونية بثت بالتزامن.

تغيرت ملامح الرئيس الكردستاني وقتها، وبدا متوترا بعدما لوح العبادي بعدم السماح بالانفصال. لكنه مع ذلك، واصل مشروعه الانفصالي، إلى حد بدأ الشارع الكردي يعلّق آماله على "تغريدة داعمة من الرئيس الأميركي" دونالد #ترامب.

ويقول المحلل السياسي كيرك سويل، ناشر مجلة "إنسايد إيراكي بوليتيكس"، إن رهان البارزاني لم يكن إلا "استنادا إلى دائرة ضيقة من المستشارين وليس من خلال عملية ديموقراطية".

ويوضح سويل أن القرارات الإستراتيجية للبارزاني على مدى سنوات كانت تتم بالطريقة نفسها، "وعلى هذا المقياس كانت اتفاقيات النفط مع تركيا قرارا من الحزب الديموقراطي الكردستاني، وليس قرارا صادق أو اطلع عليه برلمان الإقليم".

ويضيف المحلل السياسي: "يبدو لي أن البارزاني محاط بأشخاص يقولون له ما يريد سماعه".

ويتحدث العديد من الاكراد حاليا عن وقوع البارزاني في فخ حول دعم موهوم أقنعه به مقربون، أبرزهم وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري ومحافظ كركوك المقال نجم الدين كريم.

وتسعى عائلة البارزاني منذ عقود للانفصال عن العراق. ويسعى البارزاني الى تجسيد طموحات الشعب الكردي ويقدم نفسه على أنه الشخصية القادرة حاليا على تحقيق هذا الهدف.

لكن لا يمكن لهذا الامر في ظل التركيبة الحالية للعراق، ان يحصل من دون موافقة بغداد، ما دفع بالحكومة العراقية إلى قطع الأوصال الاقتصادية المهمة عن إقليم كردستان عقب الاستفتاء، وصولا إلى التقدم عسكريا والسيطرة على جميع المناطق المتنازع عليها.

ويقول سويل: "في ظل عمل حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني وغوران (التغيير) مع بغداد، فإن الأمل الوحيد للحزب الديموقراطي الكردستاني حاليا هو أن تفقد بغداد الدعم الدولي". لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أن "في الامكان القول إن البارزاني فقد كل شيء سياسيا، لأن إقليم كردستان ليس نظاما ديموقراطيا، ولا وسيلة لضمان أن الانتخابات المقبلة ستكون نزيهة".

في هذا السياق، يوضح المحلل السياسي في معهد الشؤون الدولية والإستراتيجية في فرنسا كريم بيطار أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، باستثناء إسرائيل، ملتزمون بوحدة العراق".

ويضيف: "سيتعين على البارزاني الآن أن يعيد النظر في موقفه المتشدد وأن يعيد فتح قنوات التفاوض".

ووفق المحلل المختص بالشؤون الكردية موتلو سيفير أوغلو، وضع البارزاني الأكراد في موقف صعب: أولا من خلال جمع دول متخاصمة أصلا ضدهم، وصولا إلى خلافات داخل البيت الكردي، معتبرا أنه "أخطأ في قراءة الموقف وتفسير الرسائل".

ودعت حركة "غوران" (التغيير) الاحد البارزاني الى الاستقالة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتولى الحوار مع بغداد وتنظيم انتخابات.

ويقول سيفير أوغلو إن "الولايات المتحدة واضحة جدا في دعم عراق موحد يلعب فيه الأكراد دورا موازنا (...) ربما كان (البارزاني) يعتقد أن (الرئيس التركي رجب طيب) #أردوغان لن يعارض استقلال الأكراد لأنه فضل أربيل على بغداد في السنوات الأخيرة، لكنه لم يتنبأ برده القوي على الاستفتاء والاستقلال".

وتبدي الحكومة الكردستانية حاليا استعدادا للتفاوض مع بغداد من دون شروط، لكن العبادي يضع إلغاء نتائج الاستفتاء شرطا لبدء الحوار.

ولهذا، قد يضطر البارزاني إلى تجميد أو إلغاء نتائج الاستفتاء، في حال فشل سعيه لتأمين دعم غربي من خلال دعواته إلى أكراد الشتات بالتظاهر في دول أوروبا.

وعزز الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 "الرؤية الكاذبة" بأن البلاد ليست إلا فسيفساء من هويات عرقية وطائفية، بحسب بيطار الذي يضيف ان "هناك اتجاها مشتركا مؤسفا بين العديد من المحللين وصانعي السياسات للتقليل من القومية العراقية".

ويؤكد، مستشهدا بالكاتب الأميركي الساخر مارك توين، "يمكننا القول إن أحداث الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن "تقارير وفاة العراق" مبالغ فيها إلى حد كبير".

https://www.annahar.com/article/690011- ... 9%84%D8%A9

صورة العضو الشخصية
TangoIII
Lieutenant Colonel - Muqqadam
Lieutenant Colonel - Muqqadam
مشاركات: 14927
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 pm
مكان: some where out home
اتصال:

Re: مقالات مختارة

مشاركة بواسطة TangoIII » الاثنين سبتمبر 10, 2018 10:46 pm

مأساة البصرة ومهزلة الاجتماع التشريعي-التنفيذي المشترك

من شاهد جلسة مجلس النواب العراقي الاستثنائية بحضور مجلس الوزراء ومحافظ البصرة، مع غياب 149 نائباً عن الجلسة، رغم الادعاء باستثنائيتها وأهميتها وعجالتها، يتيقن بأن المأساة التي يعيش تحت وطأتها الشعب العراقي عموماً وأهل البصرة خصوصاً خلال هذا العام والأعوام السابقة، يقابلها مهزلة مروعة لا مثيل لها أبطالها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، مهزلة الصراع على السلطة بين قوى وأحزاب سياسية إسلامية طائفية مقيتة حكمت العراق طيلة الفترة المنصرمة وشعارها الأول الاحتفاظ بالسلطة على وفق النهج القديم ومواصلة نهب الموارد المالية وتجويع الشعب وتركيعه لإرادتها ومصالحها غير المشروعة. من تتبع كلمات رئيس الوزراء والوزراء والوزيرات من جهة، ومحافظ البصرة ومن معه ونواب البصرة أدرك عظم الكارثة التي يعاني منها الشعب العراقي، فكل من هؤلاء لم يجد ما يعترف به أمام الشعب ويدين الأخطاء الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الخاطئة والخطيرة التي ارتكبها رئيس ومجلس الوزراء والوزراء من جهة، ومحافظ البصرة وبقية المسؤولين فيها من جهة أخرى، ومجلس النواب العراقي طيلة الأعوام المنصرمة من جهة ثالثة، بل كانت هناك اتهامات ومزايدات وادعاءات بأنهم عملوا كل شيء لكي لا تخرب البصرة ولا يتسمم أهلها ولا يجدون ماءً نقياً وتيار كهربائي مستمر و...إلخ، وأن أهل البصرة هم الذين خربوا كل شيء، كما يبدو من طريقة طرحهم وتحميل كل طرف الطرف الآخر المسؤولية عما حصل في البصرة وبقية أنحاء العراق. انكم تجسدون بسلوككم المثل الشعبي النابت والمناسب لأوضاعكم "غراب يگلة لغراب وجهك أبگع". لقد تسببتم وارتكبتم، وأنتم وأحزابكم جميعاً في الحكم، الكثير والكثير جداً من الكوارث والمآسي ومارستم أبشع الأساليب للحفاظ بهذه السلطة الطائفية المحاصصية المقيته، ولم تتورعوا عن استخدام الحديد والنار، سواء في العام 2011 أم هذا العام، بحق المتظاهرين السلميين الذين لم يطالبوا إلا بالماء والكهرباء والخبز والعمل الذي سرقتموه من أفواه وحياة الأطفال والنساء والشيوخ وبقية بنات وأبناء الشعب العراقي المستباح بكم.

كم كنتم أغبياء في أسلوب طرحكم لما قمتم به خلال مسيرة الـ 15 سنة المنصرمة: وعود عسلية كاذبة وخداع وضحك على ذقون الناس الطيبين والبسطاء والمخدوعين بكم وبأغلب شيوخ الدين والأدعياء منهم وكل المتحالفين مع هذا الحكم البائس والرث. كم أبديتم حمية في الدفاع عن أنفسكم في مواجهة الاتهامات المتبادلة وبأساليب سيئة متوترة وفارغة من أي معنى، في حين لم تظهر هذه الحمية المطلوبة في الدفاع عن مصالح الشعب وسيادة البلاد واستقلاله المشروخ بسلوك وتدخل دول الجوار. الوزيرات والوزراء الذين تحدثوا لم يجدوا نقصاً في عمل وزاراتهم، وبالتالي فالنواقص والأخطاء التي كانت ضمن الأسباب لما حصل ويحصل في البصرة، كان سببها الناس وليس الوزارات والوزراء والوزيرات وبقية المسؤولين الفاسدين دون استثناء.

هل تابعتم ما طرحه محافظ البصرة حين قال له رئيس الوزراء، لماذا تركت الموقع في هذا الظرف الحرج، فقال له: لقد طلبني "زعيم الشعب!" ولو كان قد طلبك لذهبت أيضاً.. هكذا يفهم هذا المحافظ العلاقة بين الحزب الذي ينتمي إليه والدولة التي هو موظف فيها، لا يستطيع أن يميز بين كونه موظفاً ومسؤولاً عن محافظته ويتبع رئيس الوزراء أولاً وقبل كل شيء، وليس لحزبه أو المسؤول الديني الذي يقلده، إلا في المبادئ التي يحملها، إن كان يحمل مبادئ تخدم الشعب والوطن، وحين يكون خارج الوظيفة يمكنه أن يخضع ويركع لمن يراه قائداً له. إنه الدمج السيء والخطير بين الدين والدولة!!!

تحدثتم عن المندسين الذين أشعلوا الحرائق! ولكن من هم المندسون، ألم تسمعوا ما قاله محافظ البصرة، بأن قوى من الحشد، وأخر يشير إلى قوى من داعش، وثالث يؤكد على دور المليشيات الطائفية المسلحة. ولا استبعد أن يكون هؤلاء جميعاً مشاركين في الحرائق التي وقعت في البصرة وليس المتظاهرين السلميين والديمقراطيين والذين يميزون بين المسؤول عن الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق الشعب العراقي خلال الأعوام المنصرمة، وبين المباني العام والخاصة التي لا يجوز حرقها أو تدميرها فهي ملك الشعب والناس الأفراد. يتحدث محافظ البصرة عن مدير الأمن أو الشرطة بكونه "حرامي"، لماذا لم تبادروا إلى التحقيق في هذه التهمة، رغم أن الكثير والكثير جداً ممن هم متهمون بسرقة المال العام بطرق شتى!

لقد تحدثتم عن إجراءات سريعة لمعالجة وضع البصرة، وعلى طريقتكم المعروفة سوف لن تنفذ هذه الإجراءات كما ينبغي، لأن الفساد قد دخل إلى كل مسامات أدمغة واجسام غالبية المسؤولين في العراق، ومع ذلك اليس حال ذي قار مشابه لحالة البصرة والعمارة والديوانية وكربلاء والحلة والكوت وغيرها، فكيف ستعالجون حالات كل العراق قبل أن تتفجر الأوضاع كما تفجرت في البصرة ولم تنته حتى الآن.
ليس هناك من يثق بكم، لأنكم لستم أهلاً للثقة، وقد خبركم الشعب 15 عاماً وتعملون اليوم لتستمروا في الحكم سنوات أخرى مميتة. لم يأتي شعار "باگونة الحرامية وهتكونة الشيلاتية" من فراغ، بل جاء معبراً عن أوضاع الدولة الهشة والحكام والبلاد والشعب.

باختصار شديد الشعب لا يريدكم، عليكم أن تنزاحوا من الساحة السياسية، عليكم أن تتركوا الشعب يدير أموره بيديه، قبل أن تتفجر في كل مكان، وستستغل من أيدي خبيثة كأياديكم لتمعن في قتل الناس الأبرياء وحرق المزيد من البنايات العامة والخاصة.

من شاهدكم يوم أمس أدرك بأنكم غير أهل للحكم، وكم كان صادقاً رئيس السن الدكتور محمد علي زيني حين قال تريدون إعمار البصرة بعد خراب البصرة، وأقول تريدون الآن إصلاح العراق بعد خراب العراق أيضاً، وأنتم غير آهلين لذلك!!!

لم تكن الانتفاضة الشعبية في البصرة بعد طول عذاب واستباحة للحقوق والمصالح من قوى أجنبية، سوى الشرارة الأولى التي اعلنت عن قرب اندلاع شرارات أقوى وأشد سوف تنتشر في سائر أنحاء العراق، ما لم تدرك تلك الأحزاب والقوى والأطراف المشاركة في الحكم حتى الوقت الحاضر، بأن نهجهم الإيديولوجي وسياساتهم الداخلية الفعلية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وعلاقاتهم وسياساتهم الخارجية، كلها لم تعد مقبولة من الشعب العراقي بل مرفوضة، وأن الشعب مستعد لتقديم المزيد من التضحيات الغالية، عبر نضاله السلمي المسؤول، للخلاص من هذا النظام السياسي الطائفي والمحاصصي الذي أذل الشعب وافقره وجوعه وسرق لقمة عيش العائلات العراقية، ولاسيما الفقيرة والمسلوبة، والتي إذا انتفضت عندها تعرفونها وتعرفون النتائج والعواقب في آن!!!


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=611137

أضف رد جديد

العودة إلى “البرلمان”